منحت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية تصريح الاستخدام الطارئ للقاح الثاني لفيروس كورونا، وظلت حزم التحفيز المالي الأمريكي موضع التركيز هذا الأسبوع، حيث توصل الديمقراطيون والجمهوريون إلى حل وسط بشأنها خلال عطلة نهاية الأسبوع. وكانت أحداث الأسبوع حافلة باجتماعات السياسة النقدية لعدد من البنوك المركزية في العالم؛ حيث عقد كل من بنك الاحتياطي الفيدرالي وبنك إنجلترا وبنك اليابان وعدد من البنوك المركزية بالأسواق الناشئة آخر اجتماعات لجنة السياسة النقدية في عام 2020، مع تأكيد صانعي السياسات على تيسير السياسات النقدية.
تحركات الأسواق
سوق السندات:
تراجعت سندات الخزانة الأمريكية خلال الأسبوع، على خلفية تفاؤل المستثمرين بأن يقوم الجمهوريين والديمقراطيين بالاتفاق حول حزم تحفيز مالي جديدة بقيمة 908 مليار دولار أمريكي. وعلى الرغم من الإحباط الذى أصاب السوق بسبب عدم التوصل إلى اتفاق يوم الجمعة الماضي، إلا أن المعنويات الإيجابية خلال الأسبوع طغت على التصريحات السلبية يوم الجمعة.
تعكس الأسعار الحالية للسوق احتمالات بنسبة 2.3% بأن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بخفض الفائدة، وذلك خلال اجتماعه المقبل في يناير والذي سيكون الأول لعام 2021.
العملات:
سجل مؤشر الدولار انخفاضاً بقياس أسبوعي، ليخسر المكاسب الضئيلة التي حققها في الأسبوع الماضي مع تراجع طلب المستثمرين على أصول الملاذ الآمن. وقد كانت العملة تتأرجح حول أدنى مستوى لها في عامين خلال الأسبوع. وارتفع اليورو على خلفية ضعف الدولار، بالإضافة إلى ذلك، حقق الجنيه الإسترليني أكبر مكاسب أسبوعية له في خمسة أشهر، وسط آمال السوق في أن يتم التوصل إلى صفقة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قبل الموعد النهائي في 31 ديسمبر. ارتفعت أسعار الذهب نتيجة هبوط الدولار، مسجلة مكاسب للأسبوع الثالث على التوالي. وصعد مؤشر مورجان ستانلي لعملات الأسواق الناشئة MSCI EM بشكل طفيف بنسبة 0.12%، مرتفعاً للأسبوع السابع على التوالي، في أطول سلسلة مكاسب متتالية له منذ شهر يناير الماضي.
على صعيد آخر، وصل سعر البيتكوين الي مستوى قياسي يوم الأربعاء الماضي، متجاوز حاجز الـ 20 ألف دولار ومن المثير للاهتمام أن بعض المحللين أشاروا إلى أن زيادة الطلب من قبل المستثمرين من المؤسسات كان الدافع الى طفرة الأسعار الأخيرة. كما تجدر الإشارة إلى أن الإعلان الذي أصدرته شركة PayPal العملاقة للمدفوعات عبر الإنترنت في 21 أكتوبر، قائلة إنها ستتيح لأصحاب الحسابات شراء وبيع العملات المشفرة والاحتفاظ بها في حساباتهم يعتبر أحد الدوافع الرئيسية وراء ارتفاع الطلب على العملات الرقمية.
أسواق الأسهم:
أغلقت الأسهم الأمريكية تداولات الأسبوع الماضي على ارتفاع وسط تفاؤل المستثمرين بشأن الاقتراب من الموافقة على حزم التحفيز المالي، حيث ارتفعت مؤشرات ستاندرد أند بورز S&P 500 وداو جونز الصناعي وناسداك المركب بنسبة 1.25% و 0.44% و 3.05% على التوالي. وتجدر الإشارة إلى أن المؤشرات الثلاثة أنهت تعاملات الأسبوع تحت مستوياتها القياسية التي سجلتها يوم الخميس 17 ديسمبر، نتيجة خيبة أمل المستثمرين من عدم الاتفاق على التحفيز المالي قبل عطلة نهاية الأسبوع. وفي الوقت نفسه، انخفض مؤشر VIX لقياس توقعات تذبذب الأسواق ليسجل 21.57 نقطة، واستقر عند أقل من متوسطه لعام 2020 البالغ 28.8 نقطة. ومن الأحداث الهامة هذا الأسبوع: إدراج سهم شركة تسلا (Tesla) ضمن مؤشر ستاندرد أند بورز S&P 500، ليدخل حيز التنفيذ في 21 ديسمبر، لتصبح أكبر شركة يتم إضافتها إلى المؤشر على الإطلاق (بقيمة سوقية تبلغ 600 مليار دولار). ومن المتوقع أن تؤدي هذه الإضافة إلى زيادة معدل التذبذب حيث تقوم الصناديق المتتبعة للمؤشرات بمحاكاة توازن مؤشر ستاندرد أند بورز S&P 500 في محافظها الاستثمارية. أما بالنسبة للأسهم الأوروبية، فقد ارتفعت أيضًا مع صعود مؤشر Stoxx 600 بنسبة 1.48%، محققاً أكبر مكسب أسبوعي له في خمسة أسابيع، بدعم من المباحثات الإيجابية حول صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
امتد الشعور الإيجابي إلى أسهم الأسواق الناشئة، مما أدى إلى ارتفاعها للأسبوع السابع على التوالي مع اقبال المستثمرين على الأصول ذات المخاطر، وصعد مؤشر مورجان ستانلي لأسهم الأسواق الناشئة (MSCI EM ) بنسبة 0.85%.
البترول:
ارتفعت أسعار البترول خلال الأسبوع بنسبة 4.58%، بسبب التفاؤل بشأن حزم التحفيز المالي الأمريكية وتطورات انتاج اللقاح، مما يدعم توقعات انتعاش الطلب على البترول.