خبراء :ضخ دماء جديدة لقطاع التشييد والبناء من خلال مبادرة تطوير الريف المصري
من العدد الورقى – أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي شارة بدء المرحلة الأولى لمشروع تطوير الريف المصري التي تبلغ ١٥٠٠ قرية ،ضمن مبادرة حياة كريمة التي بدأت في ٢ يناير عام ٢٠١٩ لتحسين مستوى الحياة للفئات المجتمعية الأكثر احتياجًا ،بهدف تغيير شامل للقرى وتوابعها”النجوع والكفور والعزب”، ويستهدف المشروع تطوير ٤٧٤١ قرية وتوابعها ٣٠٨٨٨ بتكلفة تقدر بنحو٥٠٠ مليار جنيه.
ويتم تنفيذ المشروع على ثلاث مراحل، الأولى تشمل القرى ذات نسب الفقر من٧٠% فأكثر، والثانية تشمل القرى ذات نسب الفقر من٥٠%إلى٧٠%، والثالثة تضم القرى ذات نسب الفقر أقل من٥٠%، لتخدم ٥٧ مليون مواطن.
ويتم تحديد القرى الأكثر احتياجًا وفقًا للمعايير التالية” ضعف الخدمات الأساسية من شبكات الصرف الصحي وشبكات المياه، وانخفاض نسبة التعليم، وارتفاع كثافة فصول المدارس، والاحتياج إلى خدمات صحية.
واستطلعت جريدة “عالم المال “أراء الخبراء في مجالا التشييد والبناء حول تأثير المبادرة على القطاع ،حيث أجمعوا على أن تنفيذ المبادرة بداية العام الحالي يدل أن الدولة تسير بخطى ثابتة في تنفيذ رؤية مصر ٢٠٣٠ لتحقيق التنمية المستدامة لتشمل جميع محافظات مصر ،وتوفير فرص عمل لصغار المقاولين وضخ دماء جديدة لسوق المقاولات المصرية وتشجيع الصناعة المحلية، بعد تعافيها من آثار الإصلاح الاقتصادي التي ساعدت على التصدي لمواجهة فيروس كورونا المستجد بتطبيق برامج الحمايه الاجتماعية.
ومن جانبه قال محمد سامي ،رئيس مجلس ادارة الاتحاد المصرى لمقاولى التشييد والبناء، أن حجم المبادرة كبير جدا ،حيث تعمل على تطوير وتجديد حياة نحو ٥٠ مليون مصري في ٤٥٠٠ قرية ، بالتوازي مع القضاء على العشوائيات وتنفيذ مدن جديدة .
وأضاف سامي في تصريحات خاصةل”عالم المال ” ،ان تلك المبادرة تسطيع ان تمنح مصر نقطة بداية التصنيع المحلي والاكتفاء الذاتي من احتياجات مواد البناء في قطاع التشييد والبناء ،كما اشار الرئيس السيسي إلى الإعتماد على تشغيل المقاولين المحللين والصناعة المحلية.
وتايع سامي ،ان تخصيص ٥٠٠ مليار جنيه خلال ٣ سنوات لتنفيذ المبادرة أمر اعتادت عليه السوق المصرية في مجال التشييد والبناء خلال فترة تولي الرئيس السيسي، وذلك يساعد على تشغيل الشركات الصغيرة والمتوسطة وتشغيل المصانع المنتجة لمواد البناء.
ومن جانبه قال محمد صلاح ،رئيس مجلس ادارة المقاولون العرب للاستثمار، أن مبادرة رئيس الجمهورية بتطوير ١٥٠٠ قرية خطوة جيدة لتنمية مصر ،وفيما يخص شركات قطاع المقاولات أوضح أن لها أثر إيجابي على شركات المقاولات وتشغيل المقاولين المحللين”الصغار” في جميع المحافظات ،خلال بداية مشوارهم العملي على أرض مصر.
وأشار صلاح في تصرحيات خاصة ل”عالم المال “أن هدف المبادرة تشغيل قطاع مهم يعتمد على صناعات متعددة وعلى أيدى عاملة محلية ،خصوصاً بعد حركة التباطأ التي أصابت القطاع في جميع دول العالم بسبب فيروس كورونا وإغلاق الدول للسفر من وإليها سواء الخليجية أو الاوربية.
ونصح صلاح، المقاولين الصغار “المحللين” إتقان عملهم ،لأن تلك فرصة جديدة لدخول منافسين جدد وضخ دماء جديدة لسوق المقاولات المصرية ،لافتاً إلى أن الدولة تعمل على تنفيذ مشروعات في مناحي مختلفة لترتبط تلك المشروعات جميعها لتحقق رؤية مصر ٢٠٣٠ بالنهضة الصناعية والزراعية من خلال شبكة الطرق العملاقة و استحداث وسائل نقل مطورة مثل القطار السريع “المونوريل” وتنفيذ سكة حديد جديدة تربط الصعيد بمدينة ٦ أكتوبر.
وتابع صلاح أن تنفيذ تلك المشروعات منفصلة خلال تلك الفترة ولكن ستأخذ منحنى التشابك بتوصيل المدن الجديدة ببعضها مع التنمية في جميع المجالات وتوفير الطاقة الكهربائية والاكتفاء الذاتي من المحروقات.
واكد ذلك داكر عبداللاه ،عضو لجنة التشييد والبناء بجمعية رجال الأعمال المصريين ، أن شركات قطاع المقاولات خلال تلك الفترة تملك كثير من المشروعات تصل لدرجة الاكتفاء بسبب المشروعات القومية التي تنفذها الدولة من تطوير مدن جديدة والقضاء على العشوائيات وتنفيذ شبكة طرق لربط جميع المحافظات.
وأضاف في تصريحات خاصةل”عالم المال “، أن الشركات التي تخارجت من السوق خلال عام ٢٠١٩ لعدم توافر سيولة، مقارنة بشركات المقاولات صاحبة الملائة المالية والفنية التي تعمل في مدينةالمنصورةالجديدةوالعاصمة الإداريةالجديدةوالعلمين الجديدة منذ عام ٢٠١٥ ، مشيرا إلى أن مبادرة رئيس الجمهورية بتطوير الريف المصري تساهم في تشغيل الشركات الصغيرة والمتوسطة على مدار السنوات المقبلة.
واكد عبداللاه ، على أن تلك المبادرة ضمن رؤية مصر ٢٠٣٠ للتنمية المستدامة، التي تدل على سير الدولة بخطى ثابتة في تنفيذها ،لافتا إلى التأثير الإيجابي على جميع الصناعات المرتبطة بقطاع المقاولات التي تصل إلى ٩١ صناعة مباشرة وغير مباشرة مثل مواد البناء والصناعات الكيماوية ،بالإضافة إلى ارتفاع أجور الايدي العاملة وتوفير فرص عمل حقيقية.
وأشار عبداللاه إلى دور الدولة المهم في إدارة ملف أزمة كورونا لجميع القطاعات وعلى رأسهم قطاع التشييد والبناء وتوفير حماية اجتماعية للمواطنين الذين تخلوا عن عملهم.
وقال الدكتور حسن مهدي، استاذ هندسة الطرق والنقل بجامعة عين شمس ،أن مبادرة رئيس الجمهورية تهدف إلى توصيل المدن والقرى بعواصم المحافظات من خلال توفير شبكة طرق وفقاً لنظام العالمي،مشيراً إلى أن تنفيذ ذلك يعمل على رفع مستوى المعيشة لأهالي الريف من توصيل شبكات مياه الشرب والصرف الصحي وشبكات الكهرباء والغاز.
واضاف في تصريحات خاصة ل”عالم المال “، أن أولوية العمل في مبادرة رئيس الجمهورية بتطوير القرى ستكون للمقاولين المحليين ، مما يساهم في توفير فرص عمل في جميع المحافظات مصر.
واشار مهدي ،إلى تحديات تطوير القرى يتمثل في محافظة الاهالي على مايتم تنفيذه من طرق وكباري وخدمات ، لافتاً إلى انها تعد أول مبادرة لتطوير الريف منذ سنوات طويلة وتصب في مصلحة المواطن البسيط.