عقد الرئيس عبدالفتاح السيسي ورئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، السبت، مباحثات بالعاصمة الخرطوم، تطرقت إلى ملف سد النهضة الإثيوبي وتعزيز التعاون.
وتأتي زيارة الرئيس إلى السودان بعد توقيع اتفاق للتعاون العسكري بين البلدين، الثلاثاء الماضي.
وكان رئيس أركان الجيش المصري وصف مستوى التعاون بأنه “غير مسبوق” وأن الاتفاقية تأتي لمواجهة “تحديات مشتركة للأمن القومي”.
وعبر السيسي، خلال مؤتمر مشترك مع البرهان بقصر الرئاسة السوداني، عن دعم بلاده للمرحلة الانتقالية التي يخوضها السودان لمدة 3 سنوات، بداية منذ أغسطس/آب 2019، عقب الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير.
وأكد الرئيس رفضه لنهج “فرض الأمر الواقع” عبر إجراءات أحادية، قائلا إن إعلان إثيوبيا عزمها البدء الثاني لسد النهضة من شأنه إلحاق أضرار جسيمة بدولتي المصب (مصر والسودان).
وشدد السيسي على أهمية التوصل إلى اتفاق قانوني وملزم بشأن ملء وتشغيل السد قبل موعد الفيضان المقبل، مُجددًا الدعوة لوجود وساطة رباعية في هذا الشأن، تشمل الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي وأمريكا.
من جانبه، قال رئيس مجلس السيادة السوداني إن زيارة السيسي تأتي “في توقيت تمر به الدولة بمرحلة انتقال تواجه كثير من المصاعب وانتقال يحتاج إلي تضافر الجهود ووقفة الأشقاء والأصدقاء”.
وحسب بيان للرئاسة المصرية، أعرب البرهان عن تقديره لمواقف مصر الداعمة للسودان، و”المساهمة في رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب”.
وأشار المتحدث باسم الرئاسة، بسام راضي، إلى أن السيسي والبرهان أكدا أن “مصر والسودان بوصفهما دولتي المصب اللتين ستتأثران بشكل مباشر بهذا السد”، وشددا “على رفض أي إجراءات أحادية تهدف لفرض الأمر الواقع والاستئثار بموارد النيل الأزرق”.
وتضمنت مباحثاتهما “تطورات الأوضاع بمنطقة الحدود السودانية الإثيوبية والتحركات السودانية الأخيرة لبسط سيادة الدولة على حدودها الشرقية المتاخمة لإثيوبيا”، وفقا لبيان الرئاسة المصرية.
وتعثرت مفاوضات سد النهضة بين الدول الثلاث في الأشهر الأخيرة.
وفي 15 يوليو الماضي، أعلنت إثيوبيا بدء ملء خزان سد النهضة على النيل الأزرق.
وتسعى مصر والسودان إلى توقيع اتفاق قانوني ملزم لإثيوبيا بشأن السد، البالغة تكلفته أكثر من 4 مليارات دولار.
والخميس الماضي، قال وزير المياه والري والطاقة الإثيوبي، سيلشي بيكيلي، في تصريحات على هامش لقائه وفد من جمهورية الكونغو، إن أديس أبابا لا تزال ملتزمة لحل يربح فيه الجميع.
وذكر الوزير الإثيوبي أن بلاده ملتزمة بالبحث عن حلول إفريقية لمشكلة السد من خلال مفاوضات ثلاثية.