قال الدكتور عبد العظيم طنطاوي رئيس مركز البحوث الزراعية الأسبق، إن تراجع إنخفاض متوسط إنتاج فدان محصول بنجر السكر، يرجع إلى استیراد أصناف غیر مقاومة للأمراض وأھمھا مرض التبقع السركسبورى، وھو مرض فطرى یقضى على المجموع الخضرى تماما، لافتاً أن ھذا المرض يعتبر من أخطر الأمراض التي تصیب محصول بنجر السكر والتى تؤدى الى إنخفاض محصول الجذور وأیضا نسبة السكر بنسبھ كبیرة.
وأضاف طنطاوى، فى تصريحات خاصة لبوابة” عالم المال” ، أن ما حدث أثناء موسم 2018/2019 أن جمیع تقاوي أصناف بنجر السكر المستوردة ، أصیبت بمرض الساركسبورا سواء العروة المبكرة وكذا المتأخرة ، مما أدى إلي انخفاض المحصول بنسبة كبیرة رغم أن ھذا یحدث سنویاً ولكن خلال ھذا العام كانت نسبة الإصابة أشد انتشاراً على جمیع الأصناف المنزرعة بالعروة المبكرة والمتأخرة.
إنخفاض المحصول
وتابع : أن استیراد تقاوى بنجر السكر بدون اجراء عملیة الغربلة یؤدى ذلك إلى تفاوت في حجم البذور وبالتالي نسبة الإنبات ووقت الإنبات، حيث ینعكس هذا على اختلاف حجم
الدرنة للصنف الواحد، مما یؤدي إلى انخفاض المحصول ، بالإضافة إلى عدم وجود أصناف مبكرة النضج توزع على المزارعین لزراعتھا فى العروة المبكرة، یؤدى ذلك إلى إنخفاض متوسط إنتاج الفدان وایضا إنخفاض نسبة السكر، نتیجة لعدم مناسبة الظروف البیئیة لنمو بنجر السكر للوصول الى العمر المناسب للنضج وقت الحصاد عند زراعة اصناف غیر مناسبة للعروة المبكرة
وأشار رئيس مركز البحوث الأسبق، إلى نقص المقررات السمادية المدعمة الموصي بھا لمحصول بنجر السكر ، حیث أن الكمیة المدعمة المتاحة للفدان (3 شكائر یوریا للفدان) ، في حین أن الاحتیاجات الفعلیة تقریباً (7 شكائر یوریا للفدان)، مؤكدا أن الشكوى الدائمة من مزارعى بنجر السكر هو عدم وجود الثقة بین المزارعین وشركات إنتاج سكر البنجر من حیث المبالغة في تقدیر نسبة الشوائب الطبیعیة والاستقطاع الطبیعي وعدم الدقة في تقدیر كمیة المحصول ونسبة السكر، حیث ینتھي دور المزارع بعد تسلیم محصوله عند الحقل.
أهم التوصيات
ولحل هذه المشكلات، أوضح طنطاوى، أنه يجب العمل على تلك المشكلات السابق ذكرها ، وأن تلتزم الشركات المستوردة للتقاوي بتقییم أصناف البنجر المقاومة لمرض التبقع الساركسبوري تحت الظروف المصریة وسلالات الفطر في مصر من خلال معھد بحوث المحاصیل السكریة بالتعاون مع معھد أمراض النبات وبناء على نتائج التقییم ،
یتم إستیراد الأصناف التي یوصى بھا عالیة الإنتاجیة والجودة والمقاومة للأمراض، بالإضافة إلى إعداد خریطة صنفیه لأصناف مناسبة لعروة البنجر المبكرة وأصناف أخرى للعروة التالیة لضمان تمام النضج وقت الحصاد.
وأوضح ان تحدید سعر مناسب یحقق ھامش ربح للفلاح یسمح بصمود محصول بنجر السكر بالدورة الزراعیة عند مقارنة العائد مع المحاصیل الاخرى المنافسة (القمح – الفول البلدي) .
سد الفجوة
وأكد رئيس مركز البحوث الزراعية الأسبق، أن السكر من السلع الإستراتیجیة الھامة والتى تكلف الموازنة العامة للدولة مبالغ كبیرة بالعملة الصعبة لاستیراد الكمیات اللازمة لسد الفجوة بین الكمیات المنتجة والتى بلغت 162 .2 ملیون طن عام 2018، و531 .914 طن سكر منتج من قصب السكر بنسبة 3 .42 %، 247 .1 ملیون طن سكر منتج من محصول البنجر بنسبة 7 .57 % بإنخفاض قدره 86714 طن عن العام السابق 2017.
وأوضح طنطاوي ، أن حجم الإستھلاك من السكر فى نفس بلغ عام 2018، 300 .3 ملیون طن بفجوة بلغت 138 .1 ملیون طن. ویرجع النقص فى الكمیات المنتجة ھذا العام بالمقارنة بالعام السابق الى انخفاض متوسط إنتاج الفدان من كل من
القصب والبنجر والذى لم یحدث منذ سنوات وایضا إنخفاض المساحة المنزرعة .