“كارثه للفلاح”، شهدت أسعار البطاطس انهيارا مرة أخرى بعد انخفاض دام ليومين فقط ، حيث تراجعت الأسعار خلال الـ 3 أشهر الماضية ، مما أدت إلى انخفاض حاد فى الأسعار ووصولها لمستويات اقتربت إلى 750 جنيهاً للطن، وهو ما دفع المزارعين إلى تقديمها كعلف للمواشي، في ظل عدم تماشي الأسعار مع التكلفة الإنتاجية.
وفى هذا الصدد ، قال الدكتور سيد خليفة نقيب الزراعيين، إن السبب الرئيسي فى انخفاض أسعار البطاطس يرجع إلى زيادة المعروض وانخفاض الطلب، نظراً لتراجع السياحة حيث مصر كانت تستقبل 6 ملايين سائح سنوياً، وغلق المطاعم على مستوى العالم ،وعند الفتح تدريجيًا لم تعمل المطاعم بكامل قوتها ، كل هذا أدى إلى زيادة المعروض مما أثر على انخفاض الأسعار.
تحديد المساحات
وأضاف خليفة، فى تصريحات خاصة لبوابة ” عالم المال” أن هناك سياسات زراعية يجب العمل بها لحل هذه الأزمات ، حيث يتم تحديد الاحتياج المحلي والتصدير وبناءا على ذلك يتم تحديد المساحات التى يتم زراعتها ، حتى لا يكون هناك زيادة عن الطلب المحلى .
وتابع: أن العام الماضي تم تصدير 800 ألف طن بطاطس تقريبًا خلال جائحة كورونا ويتم تصدير هذا الكمية كل عاما .
وأضاف الحاج محمد المرجاوى رئيس الجمعية المشتركة بقليوب، أن انخفاض أسعار البطاطس أمر طبيعي نتيجة للعرض والطلب، لافتاً الي أنه عند انخفاض الأسعار يتراجع المزارع عن التقليع حتى تتحرك الأسعار للارتفاع مرة أخرى ، نظراً لعدم تحديد المساحات المطلوبة قبل الزراعة.
عزوف التجار
وعن دور الجمعيات التعاونية ، أكد المرجاوى أن الجمعيات لا تهتم بالفلاح وتركته فريسة لتجار الجملة وحرصهم على تحقيق أكبر مكاسب ممكنة حتى لو كانت على حساب «الفلاح البسيط» ، بالإضافة قلة التصدير التى يكاد معدوم ، وعدم ربط الأسواق بالاحتياج المحلى، تقارب زراعة العروات من بعضها، فضلا عن كثرة المعروض من الخضروات ، ونجاح العروة الشتوية البدرية نتيجة المناخ، وارتفاع قيمة التخزين فى الثلاجات، مما أدى إلى تفاقم خسائر الفلاح والتاجر، ويرجع هذا إلى عزوف التجار عن التخزين بسبب ماحدث العام الماضي نتيجة ضعف القوة الشرائية فى الأسواق واتهام التجار بحتكار إنتاج البطاطس.
وقال أحمد الشربينى رئيس الجمعية العامة لمنتجى البطاطس، إن تراجع أسعار البطاطس أدت إلى خسائر فادحة للفلاح ، وتجريد المزارعين فيها من رؤوس أموالهم وتراكمت الديون عليهم نتيجة الخسائر الكبيرة التى تسبب فيها ارتفاع المساحات المزروعة فوق الطلب المحلى والتصدير، إلى جانب تبعات جائحة كورونا من انخفاض الاستهلاك المحلى والعالمى من البطاطس.
الاستهلاك المحلي
وشدد الشربيني، على ضرورة وضع آلية محددة لإدارة محصول البطاطس فى مصر كونه أحد أهم المحاصيل الإستراتيجية سواء للاستهلاك المحلى أو التصدير، خاصة أن البطاطس تأتي فى المرتبة الثانية فى الصادرات الزراعية المصرية بعد الموالح، وتعتبر أحد أهم أنواع الغذاء الرخيص المشبع والغنى بالعناصر الغذائية التى يستهلكها المصريين بشكل يومى.
الجديد بالذكر أن مصر تزرع نحو 400 ألف فدان بطاطس، موزعة على 3 عروات زراعية، أولاها العروة الصيفى فى ديسمبر ويناير وتحصد فى مايو، وعروة البطاطس النيلى وتزرع فى يونيو وحصادها فى أكتوبر، وتقوم مصر بتصدير ما يقرب من ٧٠٠ ألف طن سنويًا .