التقت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة ايلينا بانوفا المنسقة المقيمة للأمم المتحدة بالقاهرة، لبحث آليات دعم التعاون بين الجانبين في مجالات البيئة، حيث أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد على دور برامج وكالات الأمم المتحدة في دعم العمل البيئي في مصر على مدار السنوات الماضية ومنها بناء القدرات الوطنية في مجال حماية البيئة، واعداد خطة العمل الوطنية للبيئة، وتطوير وإدارة المحميات الطبيعية وصون التنوع البيولوجي، مشيرة إلى دور برنامج الأمم المتحدة الإنمائى UNDP في تطوير إدارة المحميات الطبيعية والتي تمثل ١٥٪ من مساحة مصر، ودمج السكان المحليين في ادارتها ليكونوا ضلعا أساسيا يضمن استدامتها، كتجربة تدريب السكان المحليين بسانت كاترين على الاستفادة من النباتات الطبية التي تنمو بها بدلا من حرقها.
وأشارت وزيرة البيئة أيضا إلى دور الأمم المتحدة في دعم جهود مصر في ملف التغيرات المناخية، ومنها الإعداد لاسترايجية مصر منخفضة الكربون، وتنفيذ البرنامج الرائد لكفاءة استخدام الطاقة، وتطوير المناطق الريفية تحت رعاية القيادة السياسية من خلال نشر تكنولوجيا انتاج البيوجاز من روث الحيوانات والمخلفات الزراعية، والتي بدأت منذ سنوات عديدة بالتعاون بين وزارة البيئة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بتنفيذها في وحدات صغيرة ثم متوسطة وكبيرة، وصولاً لإنشاء مؤسسة الطاقة الحيوية التي تعمل على نشر تلك التكنولوجيا في بقاع قرى مصر للارتقاء بمستوى معيشة قاطني المناطق الريفية.
وأكدت وزيرة البيئة أيضا أن الجهود الدؤوبة للوزارة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائى على مدار السنوات العشر الماضية، حولت حلم دمج البعد البيئي في الوزارات وقطاعات التنمية إلى حقيقة، بعد اعلان معايير الاستدامة البيئية خلال الأشهر الماضية، حيث ستتضمن الخطة الاستثمارية للدولة للعام القادم ١٥ معيار بيئي ملزم للوزارات والجهات المختلفة لتنفيذ مشروعاتها، ويتم حاليا تدريب المعنيين بالوزارات والقطاعات على آليات تنفيذ ذلك.
ومن جانبها، أشادت ايلينا بانوفا المنسقة المقيمة للأمم المتحدة بالقاهرة بخطوات مصر الحثيثة في تحقيق الاستدامة البيئية والاستثمار البيئي، ودور مصر في الدفع بقضية تغير المناخ واتفاق باريس ومفاوضاته ووضعه حيز التنفيذ، مؤكدة أن مصر تعتبر نموذجا ملهما للدول فيما حققته في مجال التخفيف من آثار التغيرات المناخية كتحسين كفاءة استهلاك الطاقة وتخفيف انبعاثات قطاع النقل. ودعت وزيرة البيئة المصرية لطرح قصص النجاح المصرية في مجالي التخفيف والتكيف مع آثار التغيرات المناخية في إحدى حلقات ملتقى فريق الأمم المتحدة القطري الذي سيعقد خلال الفترة القادمة، لتكون نماذج ملهمة للدول الأخرى.
وأوضحت وزيرة البيئة أن النجاح في مواجهة آثار تغير المناخ يتطلب التزام الدول المتقدمة بدفع تكلفة انبعاثاتها، وتيسير حصول الدول النامية على الوسائل التي يتيحها اتفاق باريس للمواجهة سواء موارد تمويل او نقل التكنولوجيا، مشيرة إلى أن استمرار مصر في خلق مزيد من قصص النجاح في مواجهة آثار تغير المناخ يحتاج المزيد من التعاون والدعم من الأمم المتحدة، كما يحتاج لتوفير الموارد المالية اللازمة.