تتجه القيادة السياسية بخطي ثابتة نحو تحقيق نهضة متكاملة في المجال الزراعي، وأعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي عن إطلاق المشروع القومي الجديد للتنمية الزراعية المتكاملة تحت اسم « الدلتا الجديدة» الذي يستهدف استصلاح وزراعة اكثر من مليون فدان ، حيث المشروع بشكل كبير في زيادة الرقعة الزراعية في مصر، وتقليص استيراد الغذاء، وتحقيق معدلات عالية من الاكتفاء الذاتي بشكل حقيقي ومستدام ويحقق العديد من الأهداف يبرزها الخبراء في التقرير التالي .
من جانبه قال الدكتور على إسماعيل وكيل معهد زراعة الأراضي، إن مشروع الدلتا الجديدة يعتبر استكمالاً لمشروعات الرئيس عبد الفتاح السيسي لزيادة الرقعة الزراعية في مصر، لافتاً إلي أن المشروع يعتمد على أساليب الري الحديث، حيث يتم استخدام المياه التي تلقى في البحر المتوسط وتحويلها إلى أكبر محطة لتحلية المياه ، فضلاً عن المياه الجوفية والامطار .
وأضاف إسماعيل في تصريحات خاصة لـ “عالم المال” ، أن المشروع يقع في المنطقة الشمالية لغرب الدلتا بمنطقة محور الضبعة حيث تعتبر منطقة لوجستية في غاية الأهمية ، لزرعة أنواع كافة المحاصيل الزراعية على امتداد مساحة 1.5 مليون فدان ، حيث يقترب من منطقة العلمين والإسكندرية والساحل الشمالي في مناخ البحر المتوسط التي تجوز فيه زراعة جميع المحاصيل الحقلية سواء القمح أو الشعير والذرة الشامية والمحاصيل الزيتية، فضلا أنه بقرب الدلتا القديمة وبه شبكة قوية من الطرق، ويقترب من الموانئ وهو ما يدعم الصادرات الزراعية إلى الأسواق العالمية ، فإن خلال عامين ، سيتم توفير حوالي مليوني فدان في مشروع الدلتا الجديدة ، وفي توشكي ، وفي سيناء ، معقبًا إن إضافة مليوني فدان للرقعة الزراعية خلال عامين بمثابة إنجاز كبير.
زيادة الاقتصاد القومي
وأوضح وكيل معهد زراعة الأراضي، أن المشروع زراعي صناعي متكامل لخلق مجتمع جديد يتيح فرص عمل مباشرة، وعند اكتمال المشروع سيتيح مليوني فرصة عمل مباشرة و 3 ملايين غير مباشرة في عمليات النقل والتسويق والتصنيع بالإضافة إلى زيادة الاقتصاد القومي من خلال سد جزء من فجوة المحاصيل الاستراتيجية أو الخضروات التي يمكن تصديرها بشكل سريع إلى الدول الأوربية والعربية مضيفاً أن المشروع سيغطى جزء كبير من الاحتياج المحلي من المنتجات المصنعة .
وأوضح إسماعيل، أن المشروع به جزء من الصناعات القائمة على السكر والزيوت والتمور وإنتاج السكر من التمور والانتاج السمكي والداجني والحيواني والصوب الزراعية كل هذه المشروعات سوف تدعم فرص عمل كبيرة للشباب، ومراحل التنفيذ سوف تتم بشكل متواز بين الجهات التي تقوم على المشروع من إنشاء طرق واستصلاح أراضي وحفر آبار ومحطات صرف وإمدادات كهرباء، لتتم خلال عامين فقط.
وفى نفس السياق قال الدكتور عباس الشناوي، رئيس قطاع الخدمات والمتابعة بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي ، إن قطاع الخدمات والمتابعة بوزارة الزراعة على استعداد تام للمشاركة في مشروع الدلتا الجديدة بالمتابعة والارشاد ومستلزمات الانتاج ، لافتًا الي أن المشروع يتضمن اضافة مليون فدان في الأراضي الزراعية والإنتاج الزراعي من أجل مواجهة الزيادة السكانية التي تحتاج لتوفير الأمن الغذائي.
وأضاف الشناوي لـ« عالم المال» أن مشروع الدلتا الجديدة يتضمن إقامة مشروعات للثروة الحيوانية والداجنة إلي جانب الإنتاج الزراعي بما يجعلها منطقة ذو كثافة سكانية عالية، مضيفًا أنه تم اختيار المنطقة الحالية للمشروع وفقًا لدراسات بحثية لتصنيف التربة، بمشاركة مركز البحوث الزراعية، ومركز بحوث الصحراء، وهيئة التعمير والتنمية الزراعية، والعديد من الجامعات المصري ، حيث يقع المشروع بالقرب من الدلتا القديمة والموانئ والطرق الرئيسية، على رأسها «محور الضبعة».
تنفيذ 18 تجمعا
ونوه إلى أن تنفيذ المشروع يتزامن مع استصلاح مليون ونصف المليون فدان في غرب مصر وشرق العوينات، وتنفيذ ١٨ تجمعًا زراعيًا صناعيًا متكاملًا في سيناء، فضلًا عن مشروع الـ١٠٠ ألف صوبة زراعية وإنتاجيتها التي تعادل مليون فدان.
ومن خلاله، قال المهندس صقر عبد الفتاح وكيل لجنة الزراعة بمجلس النواب، إن الخطوة التي أقدمت عليها القيادة السياسية بتوجيه من الرئيس عبد الفتاح السيسي باستصلاح مليون وصف المليون فدان خطوة جبارة وهامة للغاية بما لها من إجابي على الأمن القومي الغذائي والزراعي للدولة المصرية.
وأوضح عبد الفتاح، أن خطوة استصلاح مليون وصف المليون فدان من شأنها توفير ما بين 6 و8 ملايين فرصة عمل للشباب، مشيرًا إلى أن المحاصيل التي سيتم إنتاجها من منطقة الدلتا الجديدة ستكون معدة للتصدير بما سيساهم في تقليص الفجوة بين الصادرات والواردات للدولة المصرية.
ولفت وكيل لجنة الزراعة بمجلس النواب، إلى أن استصلاح مليون ونصف المليون فدان سيترتب عليه إحداث نهضة تنموية زراعية وصناعية في منطقة الحمام وكذلك في المناطق المحيطة، موضحًا أن الشعب المصري سوف يخرج من منطقة الدلتا إلى منطقة الدلتا الجديدة وسوف ينتشر في ربوع مصر بأكملها، مشيراً إلى أن المشروعات القومية التي دشنتها الدولة المصرية ولاسيما في مجال الزراعة سوف يترتب عليها الوصول إلى حد الاكتفاء الذاتي المصري من المحاصيل الاستراتيجية، مشددًا على أن الدولة المصرية تسير في ذلك الطريق بسرعة جبارة.