قال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ علوم سياسية، إن دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للرئيس السيسي إلى العاصمة الفرنسية باريس تعتبر مهمة بالنسبة لدولة صديقة لمصر، نظرًا لأن مصر وفرنسا تربطهما علاقة قوية سواء على المستوى الرسمي أو الحكومي والمستوى الشعبي، حيث من المقرر أن يستعرض الرئيس السيسي الجهود المصرية الجارية لدعم السودان على مختلف المستويات الاقتصادية والسياسية والأمنية، فضلاً عن الدور المصري الحيوي لدعم المرحلة الانتقالية في السودان على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وأضاف بدر الدين، في تصريح خاص لـ«عالم المال»، أنه يتوقع أن الزيارة تشمل العديد من الأنشطة يشارك فيها الرئيس السيسي من خلال قمتين على مدار يومين متتاليين، مضيفًا أن القمة الأولى خاصة بالمرحلة الانتقالية بالسودان ودعم دولي له على أن يجتاز المرحلة الانتقالية بالهدف للوصول إلى الاستقرار، نظرًا لأن دولة السودان تمثل أهمية كبرى لمصر كدولة عربية وأفريقية، والقمة الثانية خاصة بمساعدة الدول الأفريقية لتمويل ها اقتصاديا.
وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أهمية توقيت القمة، مؤكدًا أنها تأتي في وقت يعاني منه جميع الدول الأفريقية من ضغوط وصعوبات اقتصادية نتيجة لجائحة كورونا وبالتالي أتوقع أن يبحث في هذه القمة موضوعات هامة تتعلق بدعم دولي للدول الأفريقية، مضيفًا أن رؤية الرئيس السيسي هي تحقيق التكامل بين الدول الأفريقية وبين العالم من الناحية الاقتصادية ودمج اقتصاديات أفريقيا فى حسابات العالم.
القارة الأفريقية
وتابع: أن أفريقيا تتوافر لديها المواد الخام والثروات المعدنية لذا تحتاج إلى التكنولوجيا من الدول المتقدمة، وبالتالي إذا توافر هذين العنصرين المواد الخام والثروات المعدنية التي تمتلكها القارة الأفريقية مع التكنولوجيا ممكن أن تتم عملية دفع كبيرة في اقتصاديات أفريقيا، موكدًا أن مصر حريصة على أن يتجاوز السودان المرحلة الحالية ويحقق استقراره.
وتوجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأحد، إلى العاصمة الفرنسية باريس للمشاركة في كل من مؤتمر باريس لدعم المرحلة الانتقالية في السودان، وقمة تمويل الاقتصاديات الإفريقية، اللذين سيعقدان يومي 17 و18 مايو الجاري على التوالي.
وصرح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة ، بأن مشاركة الرئيس السيسي تأتي تلبية لدعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وذلك في ضوء العلاقات الوثيقة والمتنامية التي تربط بين مصر وفرنسا، فضلاً عن الدور المصري الحيوي لدعم المرحلة الانتقالية في السودان على الصعيدين الإقليمي والدولي، وكذلك للثقل الذي تتمتع به مصر على مستوى القارة الأفريقية بما يساهم في تعزيز المبادرات الدولية الهادفة لدعم الدول الأفريقية.
وأوضح المتحدث الرسمي أن الرئيس السيسي يعتزم التركيز خلال أعمال “مؤتمر دعم المرحلة الانتقالية في السودان” على أهمية تكاتف المجتمع الدولي لمساندة السودان خلال المرحلة التاريخية الهامة التى يمر بها، واستعراض الجهود المصرية الجارية في هذا الصدد على مختلف المستويات الاقتصادية والسياسية والأمنية.
الاقتصاد العالمي
كما سيلقي السيسي الضوء خلال أعمال “قمة تمويل الاقتصاديات الأفريقية” على مختلف الموضوعات التى تهم الدول الإفريقية فيما يتعلق بأهمية تعزيز الجهود الدولية لتيسير اندماجها في الاقتصاد العالمي، بما يساهم فى تحقيق نمو اقتصادي في مواجهة تداعيات أزمة كورونا، وكذلك تيسير نقل التكنولوجيا للدول الأفريقية، ودفع حركة الاستثمار الأجنبي إليها.
وأضاف المتحدث الرسمي أن برنامج زيارة الرئيس السيسي إلى فرنسا يتضمن أيضاً عقد مباحثات قمة مع الرئيس الفرنسي ماكرون، وذلك لبحث موضوعات العلاقات الثنائية التي تشهد طفرة نوعية خلال الأعوام الأخيرة، فضلاً عن مواصلة المشاورات والتنسيق المتبادل حول عدد من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
ومن المقرر كذلك أن يعقد السيسي عددا من اللقاءات مع المسؤولين الفرنسيين وكذلك رؤساء بعض الشركات الفرنسية العالمية، وذلك لبحث سبل دفع التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين الجانبين.
كما يجتمع على هامش الزيارة بعدد من رؤساء الدول والحكومات، وذلك للتباحث حول دفع أطر التعاون الثنائي والتشاور حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية.