في زمن الجائحة.. ازداد الفقراء فقرا وازداد الأغنياء ثروة.. ففي الوقت الذي كانت تسرح فيه الشركات الآلاف من عمالها حول العالم تحت ستار الجائحة، كانت رواتب المديرين التنفيذين للشركات الكبرى حول العالم في اتجاه صاعد في علامة لا تخطئها العين على تردي مسؤولية الشركات تجاه أصحاب الياقات الزرقاء لحساب أصحاب الياقات البيضاء.
تحليل لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية كشف عن أن متوسط رواتب للمديرين التنفيذين لنحو 300 شركة هي الأكبر بالسوق الأميركي، بلغ العام الماضي نحو 13.7 مليون دولار بالمتوسط مقارنة مع 12.8 مليار دولار خلال 2019.
التحليل الذي أجرته الصحيفة أشار أيضا إلى أن جزء كبير من المكاسب التي حققها رؤساء الشركات في زمن الجائحة وثيق الصلة بفورة صعود شهدتها أسواق الأسهم في وقت تأتي فيه كافة الحوافز التي يحصل المديرون التنفيذيون عليها في هيئة أسهم منحة.
ومن بين 322 مدير تنفيذي لشركات مدرجة على مؤشر S&P، تظهر بيانات Equilar ارتفاع رواتب 206 مدير تنفيذي بنسبة تبلغ 15% بالمتوسط في العام الذي شهد ميلاد الجائحة.
ورقة بحثية صادرة عن جامعة Stanford أشارت إلى أن الكثير من الشركات التي أعلنت عن خفض رواتب مديرها التنفيذين في بدء الجائحة بمارس الماضي لم تتأثر غيرت موقفها مع موجة الصعود التي شهدتها أسواق الأسهم.
وعلى الجانب الأخر وفي عالم موازي، تشهد الجمعيات العمومية للشركات حالة من الغضب بسبب الحوافز والرواتب التي يحصل على مديرو الشركات، إذ صوتت عديد الجمعيات العمومية للشركات ضد خطط زيادة الرواتب لمديري الشركات.
إذا ما ازداد الأغنياء بالعشرات أو بالمئات في زمن الجائحة فإن الفقراء ازدادو بالآلاف وربما بالملايين في مشهد عنوانه العريض “المرض قد يكون أقل حدة من الجوع”.