أُسدل الستار منذ ساعات قليلة على الليلة الأولى من المناظرات الرئاسية الأمريكية، وبذلك يتبقى للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومنافسه في الانتخابات المقبلة، الديمقراطي جو بايدن، مواجهتين من المقرر عقدها في وقت لاحق من أكتوبر المقبل.
وعلى مدى تسعين دقيقة، تابع الملايين من أنحاء العالم المناظرة الرئاسية الأولى، والتي تعد أول مواجهة مباشرة بين ترامب وبايدن، والتي تعد فرصة لكلا المرشحين لإقناع الأمريكيين بأنهم الشخص المناسب لقيادة البلاد خلال هذا الوقت الصعب.
ومن خلال رؤية أسلوب الرجلين جنبًا إلى جنب، من المتوقع أن تكون أجواء المناظرة الأولى قد سهلت ذلك نسبيا على الناخبين، حيث كان النقاش الحاد في غالبها موضحا لوجهة النظر وطبيعة كل مرشح، كما ظهر في عدد من اللقطات.
تماشيا مع الإجراءات الاحترازية، تخلت المناظرة عن تقليد المصافحة بين المتنافسين قبل البداية، واكتفى كلاهما بتحية الجمهور الحاضر والشعب الأمريكي.
وفي أحيان كثيرة من سير المناظرة، ومع سماح كريس والاس مدير المناظرة بالحوار المفتوح بين المرشحين، زادت المقاطعات والمشادات الكلامية بين المرشحين؛ ما دفع مدير المناظرة للتحذير بشكل متكرر من هذا الفعل، ووجههم باحترام القواعد المتفق عليها.
وأبدى والاس غضبه بشأن ذلك من خلال تعليقه الغاضب “هل من الممكن أن نتبادل المقاعد الآن؟”، وذلك في إشارة لغياب دوره في إدارة المناظرة، وذلك وفقا لقناة “سي بي إس”.
أحد أهم المواجهات التي اعتمد عليها المرشحان، كانت الإحصاءات، ولكن من الواضح أنها لم تكن موفقة في كل الأوقات.
تحدث بايدن عن أرقام معدلات الجريمة، والتي رأى بأن وجود ترامب ساهم في زيادة تلك المعدلات على عكس ما كانت في إدارة الرئيس أوباما، يوضح بايدن تصنيفا لتلك الجرائم بين القتل والممتلكات.
ومع مراجعة أرقام بايدن، ونقلا عن مكتب التحقيقات الفدرالي، كان عدد جرائم العنف لكل 100،000 من السكان أقل بنسبة 16 بالمائة تقريبًا في عام 2016 مقارنة بعام 2008 ، وانخفض معدل جرائم الممتلكات بنسبة 24 بالمائة تقريبًا. لكن معدل القتل لم ينخفض على الإطلاق – فقد كان 5.4 لكل 100،000 في عامي 2008 و2017 ، وذلك وفقا لموقع “فاكت تشيك”.
وتكرر الأمر بالنسبة للرئيس ترامب، والذي تمسك بأن الاقتصاد في عهده كان “الأعظم” في تاريخ الولايات المتحدة بتحقيق معدل نمو 2.9 في المائة، ولكن بحسب “واشنطن بوست” ففي فترة ما بعد الحرب 1950 و 1951 ، كانت 8.7 في المائة و 8 في المائة على التوالي. في غضون ذلك، كذلك كان معدل البطالة إلى مستوى منخفض بلغ 3.5 في المائة في عهد ترامب، لكنه انخفض إلى 2.5 في المائة في عام 1953.
وخلال المناظرة، والحديث حول ملف فيروس كورونا”، حدث أحد المواقف الطريفة، حينما أخرج الرئيس ترامب كمامة من جيبه، قائلا: “ارتدي قناعًا عندما أعتقد أنني بحاجة إليه. أنا لا أرتدي أقنعة مثل بايدن. في كل مرة تراه، لديه قناع. يمكن أن يتحدث على بعد 200 قدم، ولديه أكبر قناع رأيته في حياتي!”.
ووسط النقاشات، كانت الإهانات الشخصية حاضرة في أكثر من مناسبة؛ إذ رد بايدن على أحد إجابات ترامب “كلّ ما يقوله حتى الآن كذب. أنا لست هنا لأبرهن أكاذيبه. الكلّ يعلم أنّه كذّاب.. أنت أسوأ رئيس في تاريخ الولايات المتحدة “
ليأتي رد ترامب في مناسبة أخرى، واصفا إياه بأنه دمية في يد اليسار، وأن مستوى ذكائه منخفضا ولا علاقة له بشهادته الجامعية.
تطرق التراشق بين بايد وترامب لمنطقة تخص العائلة، وأبدى المرشح الديمقراطي غضبه بشأن تطاول الرئيس على أحد أبنائه، مؤكدا أن ابنه كان أحد أبطال الجيش الأمريكي في حرب العراق.
ليرد ترامب بأنه لا يعرف هذا الابن ولا يقصده، إنما يقصد الآخر الذي وصفه بـ “متعاط للمخدرات”.
ونفى بايدن هذا الوصف، وأكد أنه فخور بنجله لأنه تعافى من تلك التجربة، وأنه صاحب إرادة قوية.
من بين أبرز المواجهات التي كان ترامب في انتظارها، كانت قضية “سجله الضريبي” وخاصة بعد تقرير “نيويورك تايمز” الذي نشر منذ أيام واتهم ترامب بأنه لم يسدد سوى 750 دولارا منذ وصوله للسلطة.
لينفي ترامب ذلك، مؤكدا أنه سدد الملايين من الدولارات، وحينما سُئل عن تفاصيل تلك السجلات، قال إنه سيتحدث في وقت لاحق، ويسخر بايدن من تلك الإجابة قائلا: “متى؟ إن شاء الله”