تقرير / مى رفاعى
يحل بعد غد الثلاثاء الذكرى الـ 47 لانتصار أكتوبر المجيد ، ذلك اليوم الذى حقق فيه الجيش المصرى العظيم انتصارا عسكريا كبيرا، حيث استطاع ببسالة جنوده الأبرار من كسر شوكه العدو الصهيونى لتتهاوى معه أسطورة الجيش الإسرائيلى أمام العالم، الذى أعطى شهاداته عن هذا اليوم العظيم،
وخلدت مانشتات الصحف المصرية والعربية نصر أكتوبر المجيد وضربت الصحافة والإذاعة المصرية دور رائع في تصوير الأحداث ونقلها بصورة حركت مشاعر الكثيرين ومع قدوم ذكرى نصر أكتوبر
خطة الاعلام المصرى لتغطية الحرب
البداية كانت مع الدكتور محمد عبدالقادر حاتم، وزير الإعلام الأسبق، صاحب الخطة، حيث طبقت أثناء الحرب بنجاح تام عندما جمع رجال الإذاعة والتليفزيون الساعة 12 ظهرًا يوم السبت 6 أكتوبر 1973 وكان البيان الأول قد أعد بالتنسيق والعرض مع قيادة القوات المسلحة، وطلب من المذيعين عمل بروفة لإذاعة البيان، ووضعت الخطوط الرئيسية فى هذه الخطة دون خطابة ولا إثارة ولا حماس.
وكان من سياسات الإعلام وقتها هى أن تذاع جميع الأغانى الهادئة، ولا داعى للصراخ وافتعال الأناشيد الوطنية.
“كانت أمامي فجوة عدم الثقة بين الشعب وأجهزة الإعلام منذ 1967″، عبارة قالها الدكتور محمد عبد القادر حاتم، وزير الإعلام خلال حرب أكتوبر، فكان بين ناري وضع خطة لمفاجأة العدو وفي نفس الوقت مصادقة الشعب المصري.
ومع بداية حرب أكتوبر قام الإعلام المصرى بنقل صورة حقيقية لما يدور من أحداث على أرض المعركة، من خلال المراسلين الحربيين، واستمر فى الاستشهاد بأقوالهم وأقوال القادة الإسرائيليين.
وتستعرض “عالم المال” أبرز مانشيتات الصحف المصرية والعربية فى تلك المرحلة التاريخية
مانشتات الصحف المصرية
جريدة الأهرام
على المستوى المحلي نجد أن الصحافة المصرية قبيل اندلاع حرب أكتوبر بيوم واحد برزت داخلها العديد من المانشيتات التي تشير إلى اقتراب عاصفة هائلة من المقرر أن تعصف بالأجواء فنجد جريدة الأهرام التي كان يرأس تحريرها الكاتب الصحفي الراحل محمد حسنين هيكل تقول في أحد صفحاتها يوم 5 أكتوبر ” توتر حاد على الجبهة السورية يهدد بالانفجار في أي وقت” كما نشرت عنوان آخر يقول “إعلان الطوارئ بين كل وحدات المقاومة” والقوات السورية تقف في استعداد كامل لرد أي هجوم للحشود الإسرائيلية المتزايدة.
وفي يوم 6 أكتوبر نشرت جريدة الأهرام مانشيت “التوتر يشمل كل جبهات القتال ويشتد في قناة السويس” وعنوان آخر كان يدل على التوتر الذي سبق انطلاق الحرب، حيث يقول العنوان “إسرائيل تغطي حركاتها العسكرية لتصعيد المواقف بإذاعة أنباء عن نشاط عسكري مصري في القناة”.
وفي يوم 7 أكتوبر كانت الأهرام تحدثت عن نجاح قواتنا المصرية في عبور القناة تحت مانشيت كبير بالصفحة الأولى يقول “قواتنا عبرت القناة واقتحمت خط بارليف”، “معارك ليلية عنيفة بالدبابات في سيناء بعد نجاح عملية العبور الضخمة”. السلاح الخفي في مصر.
جريدة المساء
وفي ذات اليوم كان العنوان داخل جريدة المساء ” “ديان يقول: إغلاق مركز شيناو كارثة لإسرائيل، حشود إسرائيلية على الجبهات السورية والأردنية واللبنانية والكونجرس يحدد سلطات الرئيس الأمريكي في إعلان الحرب”.
ونشرت يوم 7 أكتوبر العناوين “قواتنا تواصل تقدمها في سيناء”، القوات المصرية تتدفق عبر قناة السويس وتواصل تقدمها صباح اليوم والاشتباكات الأرضية والجوية مستمرة، تدمير 5 قطع بحرية للعدو و27 طائرة و60 دبابة و115 موقعًا حصينًا وأسر عدد من جنود العدو، والقوات السورية تواصل تقدمها في هضبة الجولان وتسقط 10 طائرات وتغرق 4 قطع بحرية”.
جريدة الجمهورية
أما جريدة الجمهورية فقد نشرت يوم 6 أكتوبر العناوين “إسرائيل في ذهول” و”قرار زائيري بقطع العلاقات مع إسرائيل ينزل كالصاعقة على الحكومة الإسرائيلية التي لم تفق حتى الآن من ضربة فيينا” و”إيبان يفقد أعصابه ويتهم الرئيس موبوتو بالخيانة وصحف إسرائيل تطالب الحكومة بتحديد حجم مساعداتها لأفريقيا”.
وفي يوم 7 أكتوبر صدر للجمهورية المانشيت ” يوم 7 أكتوبر قواتنا تقاتل الآن فوق سيناء” و”قواتنا تصد عدوانا إسرائيليا ثم تقتحم القناة على طول المواجهة وترفع العلم المصري فوق الضفة الشرقية”.
جريدة الأخبار
جريدة الأخبار عناوينها هي الأخرى دارت بطبيعة الحال في نفس الفلك فنشرت يوم 7 أكتوبر “عبرنا القناة ورفعنا علم مصر” و”إسرائيل تعترف بنجاح العبور المصري وتدفق المدرعات المصرية في سيناء”، استولت قواتنا على معظم الشاطئ الشرقي للقناة وتواصل القتال بنجاح، قواتنا البحرية تدمر الأهداف المهمة للعدو على ساحل سيناء الشمالي، المقاتلات المصرية تضرب مواقع العدو وتتصدى لهجوم جوي كبير، القوات السورية تقتحم مواقع العدو وتحرر جبل الشيخ وعدة مراكز بالجولان”.
تناول الصحف العربية للحرب
لم يقتصر الاهتمام بحرب اكتوبر المجيدة على الصحف المصرية فقط بل احتلت أخبار الحرب مانشتات الصحف العربية التى تناولت تفاصيل كاملة عن الحرب ، وأبرزت مواقف الزعماء العرب المشرفة فى الوقوف الى جانب مصر فى حربها على العدوان الغاشم التى سجلت فيه انتصار عظيم خالد الذكر .
وأبرزت الصحف العمانية الموقف المشرف للسلطان قابوس رئيس دولة عُمان أنذاك في حرب أكتوبر 1973، حيث أطلق السلطان قابوس مبادرة تاريخية، عندما أصدر مرسومًا خلال حرب أكتوبر 1973، بالتبرع بربع رواتب الموظفين لدعم مصر، وإرسال بعثتين طبيتين عُمانيتين لمصر.
كما أبرزت الصحف السعودية أنذاك موقف الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية (الذي حكم في الفترة من ١٩٦٤-١٩٧٥) خلال حرب أكتوبر حيث كان قائدا وبطلا أجاد استخدام أسلحته العسكرية والسياسية والاقتصادية والدبلوماسية من أجل نصر العرب وإعلاء كلمتهم.
بدأ دعم المملكة العربية السعودية لمصر من أجل النصر في المعركة المصيرية التي تستهدف مصر فيها استرداد الأرض ورد كرامتها وكرامة العرب عقب العدوان الإسرائيلي الغاشم في 5 يونيو 1967.
وفور العدوان، طالب العاهل السعودي الملك فيصل قادة دول الخليج والأقطار العربية الأخرى بتقديم جميع أنواع الدعم للدول المعتدى عليها.
وفي 17 أكتوبر 1973 بعد الانتصار العسكري الذي حققته القوات المصرية على الجبهة في سيناء والقوات العربية بالأراضي المحتلة الأخرى، قرر العاهل السعودي الملك فيصل استخدام سلاح بديل عن البارود فدعا لاجتماع عاجل لوزراء النفط العرب في الكويت، وأسفر عن قرار عربي موحد بخفض الإنتاج الكلي العربي للنفط 5%، وخفض 5% من الإنتاج كل شهر؛ حتى تنسحب إسرائيل إلى خطوط ما قبل يونيو 1967.
وأعلنت المملكة بإعلان وقف بيع البترول للغرب لإجبار إسرائيل على الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة.
كما غطت الصحف الشامية تفاصيل الحدث على الجانب المصرى والسورى خاصة وأن حرب أكتوبر هي الحرب العربية الإسرائيلية الرابعة التي شنتها كل من مصر وسوريا على إسرائيل عام 1973م، والتى بدأت الحرب في يوم السبت 6 أكتوبر 1973 الموافق ليوم 10 رمضان 1393 هـ بهجوم مفاجئ من قبل الجيش المصري والجيش السوري على القوات الإسرائيلية التي كانت مرابطة في سيناء وهضبة الجولان.
وساهم في الحرب بعض الدول العربية سواء عسكريا او اقتصاديا . تعرف الحرب باسم حرب أكتوبر أو حرب العاشر من رمضان في مصر فيما تعرف في سورية باسم حرب تشرين التحريرية .