نصر أكتوبر| مسيرة كفاح الشهيد المقدم السيد الحجف

قائد الكتيبة 113 صاعقة بحرب أكتوبر 73

alx adv

 

وأنت تسير في شوارع الإسماعيلية وتقع عيناك على لافتة شارع باسم “أحمد الحجف” من الطبيعي وقتها أن تتساءل عن هذا الاسم، ولمن يكون؟!

انه أحد أبطال حرب أكتوبر الذين خلّدهم التاريخ العسكري، وكتب بدمائه قصة كفاحه من أجل تراب الوطن.

ولد “السيد أحمد الجحف” في 9 أغسطس عام 1935،

انضم إلى أول فرقة صاعقة في مصر عام 1955 وكانت في منطقة “أبو عجيلة”، التي أسسها الشهيد البطل “إبراهيم الرفاعي”.

كما شارك في حرب السويس 1956، وكان أحد أفراد قوات الصاعقة المصرية التي شاركت في حرب اليمن، وفي نكسة 1967 كان يقاتل بضراوة ضد العدو الصهيوني.. وأثناء حرب الاستنزاف كان مساعدا لكبير معلمي مدرسة الصاعقة الشهيد العميد “إبراهيم الرفاعي”، فشارك في تصنيع وتجهيز رجال الصاعقة لخوض معركة الكرامة والتحرير عام 1973.

عُرف العقيد “السيد أحمد الحجف” بين أقرانه بتديّنه الشديد، وإيمانه بقيمة العمل الجماعي لتحقيق النصر، لكن ما فعله ” خلال مشواره مع المعارك “كوم”، وما فعله في حرب أكتوبر المجيدة كان “كوم تاني”.. فعندما بدأت ملحمة العاشر من رمضان وتحديدا قبل غروب شمس يوم السادس من اكتوبر 1973 صدرت الأوامر له ، بالتصدي لأحد ألوية العدو الإسرائيلي المدرّعة بأي ثمن، قبل سيطرتها على مضيق “رأس سدر” ومنع الجيش المصري من العبور إلى شرق القناة. وقام بمصاحبة قواته بالتسلل للضفة الشرقية للقناة وصولا للمنطقة المحددة ..وبالفعل بدأ الاشتباك بين اللواء الإسرائيلي المدرّع وفرقة الصاعقة بقيادة “الجحف”، ووجد القائد نفسه أمام فارق كبير في العدة والعتاد، فطالب رجاله بأن ينالوا إحدى الحسنيين “إما النصر أو الشهادة”..

وكانت ملحمة بطولية رائعه لقوات الصاعقة المصرية واصابوا قوات العدو الاسرائيلي بخسائر فادحة

.. ولم يجد العدو حلا سوى الارتداد شرقا لـ”لملمة” صفوفه.. مندهشا ومذعورا في الوقت نفسه.

بعد 48 ساعة من القتال عاود العدو الهجوم، مستعينا بغطاء نيراني مكثف، فأخذ البطل “الحجف” يُحمّس رجاله، ويطالبهم بزرع الألغام أمام مدرّعات العدو، لتشتدّ المعركة، وترتفع أصوت الانفجارات، وتمتلئ أرض المعركة بحطام المدرّعات.. وتتناثر دماء الشهداء على الرمال أسفل جنازير الدبابات الصهيونية.. ويستمر القتال وسط دهشة العدو من الأداء المستمرّ لفرقة الصاعقة دون مهابة الموت أو الأسر، بل منهم من وصلت به الجرأة حد الإقبال على المدرّعات والأسلحة الثقيلة للصهاينة بصدور عارية وأسلحة خفيفة.. فأجبروا للمرة الثانية على التقهقر نحو الشرق، بعدما تعاظمت خسائرهم في الأرواح والمعدات.

في الوقت نفسه صدرت الأوامر من القيادة العليا إلى فرقة العقيد “الحجف” بالعودة إلى مقدمة الجيش الثالث المتمركز في منطقة “عيون موسى”، وفي طريق العودة نجح الشهيد -رحمة الله عليه- في تنفيذ العديد من الإغارات والكمائن على قوات العدو، وكبده خسائر فادحة.

وأثناء استعداد البطل “الحجف” لتنفيذ كمين جديد إذ بشظية طائشة تصيب صدره، فيسقط على الأرض بين رجاله، ولكن حسب رواية أحد معاونيه استجمع قواه التي خارت، وعاد للوقوف على قدميه، ثم نطق الشهادة، وسلّم روحه لبارئها.

ليسطر البطل الشهيد “أحمد الحجف” بدمائه في التاريخ، ويختم حياته بنطق الشهادتين.

وتكريما لذكرى الشهيد خصّصت القوات المسلحة قاعة بالكلية الحربية تحمل اسمه،

كما تمّ إطلاق اسم الشهيد على اثنين من شوارع مصر، الأول بمحافظة الإسماعيلية مكان إقامة الشهيد، والثاني بأنشاص.

48 عامًا مرت على نصر أكتوبر 1973  التى شهدت الدور البطولي للشهداء والمصابين وبصمود أسرهم وتضحياتهم من أجل مصر ليتذكر أسر الشهداء دائما وابدا تلك التضحيات ويفخرون بها مدى الحياة

وتروى داليا نجلة  الشهيد العقيد السيد الحجف، صلابته الحجف في ميدان المعركة باعتباره ضمن أول رجال الصاعقة الحاصلين على فرقتها في منطقة «أبو عجيلة»، ومٌعلم بمدرستها بعد ذلك، وقائد حارب في العدوان الثلاثي، ونكسة 67، واستعاد مع أبطال مصر النصر في أكتوبر المجيد، اختلفت تمامًا عن طباعه الحنونة، مستعيدة ذكريات والدها كأب، ومستعينة ببعض من حكاوي والدتها التي نمت عن كونه خلوقًا متدينًا وأحب الحياة بروحه المعنوية المرتفعة.

 

«الفخر والعزة» مشاعر لازمت أحفاد البطل الشهيد الذين لم يعرفوا عنه سوى سيرته العطرة، وبعض المقتنيات برائحته ودمائه الجافة عليها، حتى أن أحدهم يتمنى أن يسير على خطاه ويصبح ضابطًا بالجيش: «ولادي فخورين بجدهم وليهم الشرف»، مٌعبرة بعيون تقاوم الدموع أن الأسرة في كل ذكرى لنصر أكتوبر يتخلل قلوبها مشاعر متضاربة ما بين العزة والفخر بشهيدهم، والحزن المتراكم في القلب منذ سنوات لرحيل الأب وظهر العائلة.

 

منذ إعلان الحرب وحتى يوم استشهاد «الحجف» في 22 أكتوبر، كان لدى زوجته أملا كبيرًا في عودته، خاصة بعد سماعها لقرار وقف إطلاق النيران، إلا أن الصدمة كانت في استشهاده: «على قد ما كانت فخورة على قد ما كان يوم صعب عليها»، خاصة وأن الأم تحملت الكثير بعده لتربي الأبناء وحدها وهى في سن صغير: «حاربت هي كمان في البيت علشانا».

ابنة الشهيد: نتشرف بتاريخه

48 عامًا مرت على نصر أكتوبر 1973 عاشت أسرة الشهيد البطل خلالها مرفوعة الرأس: «بنتشرف بتاريخه واسمه خالد مدى الحياة وهو ده الميراث الحقيقي اللي عايشين بيه»، لافتة إلى أن مقتنياته والمصحف الذي حمله في جيبه وشهد جميع معاركه التي خاضها إلى أن سال دمه عليه، تتوارثه الأسرة جيلا بعد جيل، مناشدة الشباب والأطفال بأن يقرأوا عن قصص وبطولات نصر أكتوبر، وتدريس تلك الملاحم في المدارس: «الحرب هتفضل خالدة في نفوسنا وعقولنا».

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار