يشهد سوق المال المصري حالة من التذبذب لعدة أسباب من أبرزها ارتفاع التضخم، حيث أجمع خبراء أسواق المال على ضرورة تقديم المحفزات للبورصة المصرية.
وتوقع الخبراء أن طرح أي فاينانس سيكون له بالغ الأثر الإيجابي على أداء البورصة وخاصة على قطاع التكنولوجيا المالية.
عسران: دعم مستويات السيولة أهم محفزات البورصة المصرية
ومن جانبه قال محمد عسران، العضو المنتدب لشركة أرزان لتداول الأوراق المالية، أن السوق المصرى يحتاج إلى الكثير من المحفزات وقد يكون أهمها إلغاء الضريبة أو علاج آلية تحصيلها، موضحا أن المحفزات المطلوبة تكون داعمة لمستويات السيولة والتي تعتبر أحد روافدها الطروحات المميزة مثل طرح أي فينانس الذى سيكون وسيلة لجذب رؤوس أموال جديدة ولكن المهم إن تستمر هذه الأموال داخل السوق من خلال إتاحة العديد من الفرص الاستثمارية والمغريات التى تقف الضريبة عائقاً أمامها، وسرعة البت في عرض شراء شركة سوديك حيث تبلغ قيمة العرض 7 مليارات جنيه، مشيرا إلى إنها تمثل داعم قوى لمستويات السيولة داخل السوق.
وتوقع أن ينتهى العام دون وجود طروحات أخرى بقوة أي فينانس على أن تستكمل الطروحات خلال الربع الأول من عام ٢٠٢٢، ويعيد طرح سهم أي فينانس تقييم قطاع التكنولوجيا المالية وعلى رأس أسهمها “فورى، وراية القابضة، وام ام جروب وبى انفستمنت”.
عبد الهادي: الربع الأخير من العام الجاري سيشهد ارتفاعات قوية للبورصة
ومن جانبه قال محمد عبد الهادي،خبير أسواق المال، أن البورصة المصرية كيان مالي إذا لم تتوافر له كافة المحفزات باستمرار فإن الوضع سوف يكون عرضي تام وبالتالي فإن تحريك البورصة يكون من خلال مدخلات أهمها الطروحات، وتأتي أهمية الطروحات في دخول أفراد جديدة داخل اكتتابات تكون في نشرة الاكتتاب أن الشركة ضامنة في حالة فشل الطرح وبالتالي تعطي ثقة للمستثمرين الجدد لمعرفة آليات الطرح والتداول مع أهمية الطروحات في ضخ سيوله في سوق الأوامر وغالبا تبدأ الثقة في ارتفاع مما يجعل سهولة التداولات للعملاء الجدد دون خروج تلك الأموال خارج البورصة، موضحا أن الطروحات تعتمد علي مبدأ “حسن السوق ولا حسن البضاعة”.
وأكد “عبدالهادى” على إنه عند اكتتاب شركة جديدة لابد أن تتوافر فيها مجموعة من المعايير الهامة حتي يتم نجاح الطروحات ومن أهمها وقوة الشركة ماليا ومستقبلها من حيث مشروعاتها وحصتها من السوق ومدى تحقيق معدلات ربحية مرتفعة علي أسهمها وبالتالي إذا توافرت تلك الشروط فإن نزول الشركة للسوق ضعيف، ولايمثل عبء علي نجاح الطروحات مثل ما حدث مسبقا في فوري.
وتابع: أنه بخصوص ضريبة الأرباح الرأسمالية، وتوجه الدولة نحو تنشيط سوق المال من خلال مجمل الطروحات حيث أن من المقرر طرح 23 شركة تم بالفعل الإعلان عن طرح أي فاينانس، وتعد من الشركات القوية ماليا وبالتالي فإن الاحتمال الأرجح تأجيل ضريبة الأرباح الرأسمالية حيث تعد مذكرة من 20 عضو من مجلس النواب والتي تم إعداد مذكرة للعرض باللجنة الاقتصادية، ومناقشته لإزدواج الضريبة بالاضافة إلى صعوبة تنفيذها، ويفضل تنفيذ ضريبة الدمغة التي تستحق من المنبع وسهولة تحصيلها مع وجود عدالة تنفيذها من عمليات البيع والشراء.
وتوقع للبورصة في الربع الأخير أن تشهد ارتفاعات في ظل تحرك السيولة نحو الاستثمار في البورصة خاصة مع انحصار أعداد كورونا وإلى التوجه عالميا نحو فتح الاقتصاد كليا بالإضافة إلى تواجد فرص استثمارية في السوق المصري قيمتها السوقية أقل من قيمتها العادلة ومع الارتفاعات القوية للبورصات العالمية فإن فرص نزوح السيولة نحو البورصة المصرية في ظل طروحات قوية تجذب استثمارات أجنبية.
جاب الله: الطروحات القوية تجذب شرائح جديدة من المستثمرين نحو البورصة
وفي نفس الصدد أكد محمد جاب لله، خبير أسواق المال، أن التضخم نظريا يصب فى صالح البورصات وهذا بعكس الركود التضخمى تماما حيث أن ارتفاع أسعار السلع والخدمات فى بدايتها تكون سببا فى ارتفاع ربحية الشركات التى تستخدم المدخلات الأساسية من مخزوناتها، متوقعا أنه فى نهاية الأمر ستؤجل الضريبة عاما آخر، لافتا إلى زيادة أحجام التداول كما هو متوقع سوف تلغى الضريبة حيث أن الزيادة فى حصيلة ضريبة الدمغة ستكون أعلى من حصيلة ضريبة الأرباح الرأسمالية.
وتوقع “جاب لله” أن تشهد أسهم المضاربات تحولا قريبا من أسهم المضاربات التى كانت تسود الموقف إلى الأسهم الكبرى مما يساهم فى ارتفاع المؤشر الرئيسي وهذا نظرا للتوجه إلى الأسهم ذات القيمه بناءا على موجه التضخم المرتقبة.
وأوضح أن تأثير اكتتاب أى فاينانس له تأثيرا إيجابي على البورصة، ويجذب شريحة جديدة من المستثمرين فضلا عن زيادة أحجام التداول وإضافة بضاعة جيدة فى السوق وربما يقلل فى القريب من هيمنة التجارى الدولى على المؤشر الذى عانينا منه سنوات نظرا لارتفاع قيمته السوقية وحصته من المؤشر الرئيسي.