استمع للمقالكتبت: مى أبو المجد- حنان حمدتو
– المناخ مثل الآمن الغذائى بل أخطر من الغذاء
– المناخ له تأثير كبير على المنتجات الزراعية
– التغير المناخي قد يسبب نقص فى الموراد اذا تعلق الأمر بالمياه
– المركز يعمل جاهدًا لتقليل آثار المناخ السلبية على الزراعة
– لا نستعبد أن فيروس كورونا ناتج عن التغيرات المناخية
– كلمة السيسي بجلاسجو طالبت العالم بالتوقف عن ممارسة «التجاهل والتعامل القديم مع القضية»
أكد الدكتور محمد على فهيم رئيس مركز معلومات تغير المناخ بوزارة الزراعة، أن كل دول العالم وأولهم المملكة المتحدة يرون أن جلاسجو قد تكون الفرصة الأخيرة لإتخاذ القرار الصحيح بشأن حماية الدول من تداعيات التغير المناخى، مشيرًا إلى أن العالم أجمع أصبح على قدر المسئولية بمسألة هذه التغيرات الجامحة .
وأضاف فهيم فى حواره لجريدة «عالم المال» أن ظاهرة المناخ أصبحت واقعية وباتت وجودية، لذا على العالم أن ينتبه لكلمة الرئيس السيسي أمس فى القمة الـ 26 والتى سلط فيها الضوء على البعد عن الطرق الملتوية والتلاعب بالمفردات مثل ما كان يحدث فى السابق، وطالب الرئيس بالإلتزام الصارم بالتوصيات لأن التغير المناخى ظاهرة عالمية.. وإلى نص الحوار
– ما أهمية قمة التغير المناخى الـ 26 فى هذه الفترة ؟
العالم الأن أصبح هلى قدر المسؤولية بما يتعلق بالتغيرات المناخية، حيث الظاهرة أصبحت واقعية بل وباتت ظاهرة وجودية لكثير من الدول، نظرًا لأنها ذات شأن كبير، ولم يبقى الحديث إعلاميًا فقط أو فانتازيا علمية، بل أصبحت القضية واقعية مثل «الأمن الغذائي» بشكل كامل بل أخطر من الغذاء لأنها تؤثر بطريقة مباشرة علية.
– من وجهة نظرك ما مدى أهمية القرار فى جلاسجو خلال هذه الأيام؟
كل الدول هناك وأولهم المملكة المتحدة، يرون أنها قد تكون الفرصة الاخيرة لإتخاذ القرار الصحيح .
– ماذا عن مصطلح «cost of action» فى عالم التغير المناخى؟
هو مدى أهمية تكلفة الإجراء الذى سيتخذ، على سبيل المثال الأمر الذى يحتاج لتكلفة 10جنيه الأن، سيكون أكثر من ذلك ولم يؤدى كفاءته ومدى تحقيق هدفه، حيث العالم بدأ يستوعب هذا المصطلح بعد فترة طويلة من التعنت، وخاصة الدول المتقدمة صناعيًا المسببة لهذه الظاهرة، نتيجة الأنشطة والإنبعاثات الكربونية المؤثرة على البيئة، وأصبحت هذه الدول الأن على قناعة تامة، أنه لابد من الإلتزام بمسؤوليتها تجاه العالم أجمع قائلًا «من أتلف شئ عليه إصلاحه الآن».
– برأيك كيف كانت تسير الدول حول ملف المناخ الفترة الماضية؟
بموقف المصلحة وضرب عرض الحائط بالتغيرات البيئية والمناخية المحتمة
– مصر تزداد سكانيا يوما بعد يوم.. ماهى «العلاقة بين التغير المناخى» و«الأمن الزراعى والغذائى»؟
إذا كان المناخ يؤثر على الجو والأرض مرة فإنه يؤثر على الأنشطة الزراعية عشرات المرات، نظرًا لأن مكونات الزراعة والانتاج الزراعى هو النبات فى العراء، المعرض لهذه الظروف المناخية المتغيرة أو كائن حى حيوانى أو النبات نفسه، دائمًا التغيرات تصبح سلبية على قطاع الزراعة الواسع، وبالتالى أى تغير مناخى ولو بسيط يعود أثره على الزراعة، وعلى سبيل المثال فى مقارنة بين قطاع الزراعة والصحة، اذا ارتفعت درجات الحرارة بمقدار 3 درجات التعامل يختلف عن الصحة التى تطالب المواطن بالإبتعاد عن الشمس والحرارة المرتفعة والجلوس فى التكييف، حيث المجال الزراعى خالى من هذه الرفاهية، حيث يؤثر على الزراعة والانتاج الحيوانى، فضلًا عن إنتشار الأمراض والآفات، التى تؤدى فى النهاية إلى نقص الإنتاج، الذى يمثل عمود الآمن الغذائى القومى لأى دولة.
فى ظل التحديات التى تواجها مصر من نقص المياه.. كيف ترى التغير المناخى على الزراعة؟
«يُزيد الجراح» وهذا التعريف الشعبى الذى ينطبق على المناخ، إذا كنت أعانى من مشكلة فى ندرة المياه بعيدًا عن المشكلات الأخرى الموجودة فى مصادر المياه وأزمة سد النهضة، هنا تكون المشكلة الأساسية هيا أن مصر تزرع فى أقل من 4 % من مساحة مصر، والباقى صحراء تامة، وإذا توفر لتر واحد اضافى مياه سوف يزرع به، وهذا بعيدًا كل البعد عن سد النهضة والتغير المناخى، ولكن عند إدخال التغير المناخى فـ تزيد إحتياجات الزراعة والصناعة للماء، مما يؤدى على خفض نسب الانتاج، وقد يسبب التغير المناخى فى نقص الموارد، حيث الأمر لم يعد حديث فقط، لكن الأمر قد يقلب حال جميع الدول.
هل هناك علاقة بين جائحة كورونا والتغير المناخى ؟
«أمر غير مستبعد» بأن فيروس كورونا ناتج عن التغير المناخي، نظرًا لأنه فيروس يحور نفسه وفقًا للحالة المناخية والفصول الموسمية، هذا الفيروس أوقف العالم أجمع ورجعنا 10 سنوات للخلف، قد يكون هذا بسبب التغيرات المناخية، ولا نعلم ما هى الجوائح القادمة وهل ستكون صحية أم بيئية ولا نعلم ما سوف يفعله التغير المناخى الفترات القادمة .
– ما رأيك فى حديث السيسي أمس فى انطلاق قمة المناخ؟
كلمته كانت واضحة تطالب العالم أجمع بالتوقف عن ممارسة التعامل العشوائى القديم مع التغير المناخى وخاصة مع الدول الصناعية الكبرى التى فخمت من الظاهرة وتعاملت بطرق ملتوية، وتلاعبت بمفردات أى قمة سابقة، لكن طالبهم الرئيس بالإلتزام الصارم لأن التغير المناخى ظاهرة عالمية ، وإذا رأينا موقف الصين نجدها هى السبب أولًا، نتيجة مخرجاتها من الصناعة وتورطت ولم تشعر فحدث لديها فيضانات وجفاف .
– ما هى أهداف مركز تغير المناخ الزراعى؟
لا نتعامل مباشرة مع المواطنين ولكن عملنا الأساسى هو تتبع تلك التغيرات المناخية ورصد تأثيراتها على القطاع الزراعى ولا علاقة له بالصحة والصناعة والمجالات الأخرى ،فقط الزراعة بشكل مباشر نتتبع التغيرات المناخية لتسليط الضوء والانتباه على مستوى تقلبات الطقس التى هى جزء من التغير المناخى كالموجات الحارة والرياح، حتى يلتزم المزارعين بعملية زراعية معينة أو إجراء بيئي مخصص، وبالتالى المركز يحاول قدر المستطاع أن يتحكم فى تقليل الآثار السلبية من التغيرات المناخية الصعبة على الزراعة، وفى النهاية قد تصل للمواطن العادى فى صورة إرتفاع فى سعر السلع، ولولا توصيات المركز للمزارعين لتأثرت محاصيلهم وبشكل مباشر على التكلفة والبيع والشراء.
-هل هناك جدول لترتيب المحافظات وفقً الأكثر أو الأقل تأثرًا من التغيرات المناخية ؟
بالتأكيد ولكن كل منطقة تتأثر بالتغير المناخى ومن خلال توصيات المركز تحاول كل محافظة تخفيف الأعباء والآثار السلبية على الزراعة ، لأن التوصيات معروف حدودها وحجمها وإتجاهها .