وسط دعوات لمقاطعة شعبية للمنتجات التركية في عدد من الدول، يبدو أن المقاطعة السعودية غير الرسمية لبضائع تركيا، أثرت على صادرات أنقرة ليس فقط إلى المملكة ولكن أيضا في دول الخليج والبلدان العربية الأخرى.
ويقول موقع “نورديك مونيتور” إنه منذ أكثر من عام، يفرض التجار السعوديون مقاطعة غير رسمية على المنتجات التركية، ومع بداية أكتوبر، بدأت السلطات السعودية في دعوة مواطنيها إلى مقاطعة كل ما هو تركي.
وجاءت الحملة السعودية الشعبية لمقاطعة منتجات تركيا، بعد إصرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على التدخل في شئون الدول العربية، بل أصدر بيانا اتهم فيه بعض دول الخليج بزعزعة استقرار المنطقة.
وبحسب الموقع، فإن الخطو السعودية أعقبتها حملات مقاطعة غير رسمية في دول عربية أخرى، وهو ما أثر بالفعل على الصادرات التركية.
وتكشف بيانات جمعية المصدرين الأتراك عن حجم هذه الخسائر، حيث تحتل السعودية المركز الـ15 من بين أكبر أسواق للصادرات التركية، مشيرة إلى انخفاض الصادرات التركية للمملكة بنسبة 16.1% خلال التسع أشهر الأولى من العام الجاري، مقارنة بنفس الفترة في عام 2019.
وبالمثل، تراجعت صادرات البضائع التركية إلى دول الخليج والدول العربية الأخرى في الفترة من يناير إلى أغسطس الماضي، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
ووفقا للأرقام الرسمية، تراجعت صادرات تركيا إلى الإمارات في تلك الفترة بنسبة 16.92%، وإلى البحرين بنسبة 17.71%، كما انخفضت الصادرات إلى الكويت بنسبة 4.18%، والجزائر بنسبة 29.26%.
وفي المغرب، تراجعت الصادرات التركية إلى المغرب بنسبة 13.68%، خلال الفترة المذكورة، والعراق بنسبة 7.92، ولبنان بنسبة 30.06%، وفي السوق المصري انخفضت الصادرات بنسبة 11.89%. وهو انخفاض ملحوظ في 2020 مقارنة بالعام السابق.
وتشير الأرقام التركية إلى أن حملة المقاطعة السعودية أدت إلى تراجع حاد في الصادرات التركية للدول العربية.
كان عجلان العجلان رئيس مجلس إداة الغرف التجارية السعودية قال في وقت سابق على “تويتر” إن المقاطعة لكل ما هو تركي هي مسؤولية كل سعودي “التاجر والمستهلك”، وذلك ردا على استمرار عداء الحكومة التركية تجاه قيادة المملكة وشعبها.
وانطلقت حملة شعبية واسعة امتدت من السعودية إلى دول عربية أخرى، حيث تصدر هاشتاج “مقاطعة المنتجات التركية” مواقع التواصل الاجتماعي في الرياض وغيرها من العواصم العربية، للمطالبة بمقاطعة بضائع أنقرة ووقف التعامل معها.
وفي وقت سابق، قال الأمير السعودي عبد الرحمن بن مساعد بن عبد العزيز آل سعود، إن دعوته لمقاطعة المنتجات التركية، هي أقل رد على سياسات أردوغان وتصريحاته المسيئة للمملكة.
وتابع “هذه حملة شعبية تصرف فيها السعوديون بفطرة وحب مشهود ومعهود لوطنهم أثبتته المواقف، وتثبّته”. وساءت العلاقات بين الرياض وأنقرة، في ظل إصرار الأخيرة على التدخل في شئون العرب، وبلغ الأمر ذروته في 2018، بعد متاجرة النظام التركي بقضية الصحفي السعودي جمال خاشقجي وتوجيهه اتهامات زائفة للسعودية