وائل قابيل يكتب: صناديق الاستثمار المتداولة ETFs طوق النجاة للبورصة المصرية في المرحلة القادمة

alx adv

 

في إطار الطرح الذي قدمه الدكتور / وائل قابيل المؤسس والمدير التنفيذي لشركة المجموعة المالية قابيل والأستاذ الدكتور / عبد المنعم لطفي أستاذ مساعد اقتصاديات التمويل والمالية العامة بقسم الاقتصاد بالجامعة البريطانية في مصر وذلك خلال ورشة العمل التي أدارها قسم الاقتصاد خلال فعاليات معرض القاهرة الدولي الرابع للاستثمار وأسواق المال والذي قام بتنظيمه الدكتور / وائل قابيل في نهاية شهر نوفمبر الماضي. فقد هدف ذلك الطرح إلى تعميق سوق المال المصري من خلال استحداث منتجات مالية جديدة تضاف للسوق الحالي وجاء على رأسها صناديق الاستثمار المتداولة بكافة تشكيلاتها التي ظهرت بالأسواق العالمية والتي حفلت بالعديد من الابتكارات المالية من خلال أحدث ما وصل إليه علم الهندسة المالية في أسواق المال العالمية المتقدمة وعلى رأسها بالطبع السوق الأمريكي.

وعلى رأس تلك الابتكارات تبرز الصناديق الاستثمارية المتداولة في البورصة ETFs.

 

الدكتور / وائل قابيل المؤسس والمدير التنفيذي لشركة المجموعة المالية قابيل
الدكتور / وائل قابيل المؤسس والمدير التنفيذي لشركة المجموعة المالية قابيل

 

 

وهذه هي الحلقة الثانية من سلسلة الحلقات التي ستتوالى بهدف تطوير البورصة المصرية وفيها سنتولى التعريف بالصناديق الاستثمارية المتداولة في البورصة ETFs وهي صندوق استثماري يقوم على أساس جمع الأموال من المستثمرين في سلة أو صندوق واحد لإستثمارها في مختلف الأصول المالية مثل الأسهم أو السندات أو غيرها. و تتميز عن الصناديق استثمارية الاخرى أن قيمة اصولها مقسمة إلى اسهم مثل أسهم الشركات المتداولة في البورصة. وللمشاركة في صندوق من هذا النوع ما عليك إلا تشتري أسهمه المتداولة.

كيف تقوم تلك الصناديق بتقليل المخاطر للمستثمرين فيها ؟

عبر توزيع الأموال على مجموعة مختلفة من الأصول المالية يمكن لصناديق ETFs أن توفر التنوع في الاستثمار مما يقلل ويساعد على موازنة المخاطر .وبما أن أسهم صناديق ETFs بحد ذاتها يمكن تداولها في سوق البورصة فهي سهلة التداول ولا تحتاج إلى رأس مال كبير مثل أنواع الصناديق الأخرى.

أنواع صناديق:ETFs  

هناك العديد من أنواع صناديق ETFs حيث تصنف حسب الهدف الاستثماري وحجم ونوع مكونات السلة الاستثمارية من الأصول المالية.

بعض صناديق ETFs تحتوي على أسهم وسندات وبعضها يحتوي فقط على أسهم فقط، مثل أحد مؤشرات البورصة مثلا ستاندرد اند بورز 500 لمواكبة حركة هذا المؤشر أو الداوجونز وصناديق ETFs أخرى تحتوي على أسهم قطاع بعينه مثل الطاقة والتكنولوجيا ، لكن صناديق  ETFsالتي تركز على قطاعات محددة بعينها تفقد فيها ميزة التنوع و تضعف.

كيف يمكن الاستثمار في صناديق:ETFs  

لنأخذ مثال على الاستثمار في صناديقETF ، فلنفترض أن مستثمر يريد القيام باستثمار متنوع مصمم لكي يواكب أداء أحد مؤشرات الأسهم الرئيسية مثل الداو جونز.

بعد القيام بالأبحاث ودراسة مختلف صناديق ETFs المتوفرة وما إن يختار الصندوق الملائم والذي يحقق له أهدافه، ما عليه إلا أن يشتري أسهم من هذا الصندوق مثلما يقوم بشراء أي سهم عادي.

الآن بعد أن حصل المستثمر على أسهم الصندوق فقد صار يملك حصة من سلة الاستثمارات التي يحتوي عليها هذا الصندوق والذي يمكن أن يحتوي على العديد من الأصول المتنوعة رغم أنه قام بشراء سهم واحد فقط، دون بذل الكثير و المزيد من الجهد والوقت للقيام بالأبحاث والدراسات لتحليل كل تلك الأصول.

الدكتور / عبد المنعم لطفي أستاذ مساعد اقتصاديات التمويل والمالية العامة
الدكتور / عبد المنعم لطفي أستاذ مساعد اقتصاديات التمويل والمالية العامة

 

كيف يمكن الحصول على عوائد من صناديقETF ؟

مثل الأسهم يمكن الربح من صناديق ETFs بطريقتين، إما من خلال إرتفاع أسهم الصندوقأو توزيع الأرباح.

فبصفة عامة إذا إرتفعت قيمة الموجودات في سلة الصندوق فإن قيمته ترتفع أيضا،  فإذا اشترى المستثمر سهم صندوق ETF عند 100 دولار ، ثم بعد ستة أشهر صار سعر السهم 110 دولار، فإن المستثمر سيجني 10 دولار أرباح عن كل سهم يملكه من الصندوق والعكس صحيح. وبما أن أسهم صناديق ETFs يتم تداولها في البورصة فيمكن بيع و شراء هذه الأسهم أثناء ساعات التداول العادية.

الطريقة الثانية التي يمكن للمستثمرين من خلالها الحصول على أرباح هي إذا كان الصندوق يقوم بتوزيع قسط من الأرباح على المساهمين، إذ أنه ليس كل صناديق ETFs تقوم بتوزيع الأرباح والفوائد، حيث تقوم العديد منها بإعادة استثمار هذه الأموال في سلة المحتويات.

ميزات وإيجابيات صناديق:ETFs  

أغلب صناديق الإستثمار العادية تتطلب مبلغ استثماري أولي كبير غير أن الاستثمار في صناديق ETFs لا يتطلب سوى ثمن سهم واحد مع عمولة التداول كحد أدنى.

التنوع في الأصول المالية مع سهولة التداول ، فهذه الصناديق عبارة عن خليط بين خصائص الأسهم العادية وصناديق الإستثمار العادية.

يمكن التداول على أسهم هذه الصناديق من خلال البورصة وبتكلفة بسيطة جدا.

مزايا الاستثمار في الصناديق المتداولة في البورصة:

الاستثمار في أسواق المال وتحديدا الأسهم والمستندات أصبح أسهل وأسرع في عصرنا الحالي مقارنة بالسنوات الماضية، السهولة تكمن في شروط الاستثمار من قيمة رأس المال أو التداول عبر شركات الوساطة الإلكترونية، إلى طرق الاستثمار عن طريق صناديق الاستثمار وأيضا الصناديق الاستثمارية المتداولة في البورصة والتي تعرف اختصارا باسم .ETF فالصناديق الاستثمارية المتداولة في البورصة ETFs هي صناديق استثمارية لديها نفس خواص ومميزات أسهم الشركات المتداولة في البورصة.

صناديق ETFs مثل أي صندوق استثماري تقوم على أساس جمع الأموال من المستثمرين في سلة أو صندوق واحد لاستثمارها في مختلف الأصول المالية مثل الأسهم أو السندات أو غيرها. والكثير من المستشارين الماليين ينصحون باستثمار في هذه الصناديق لما توفره من مزايا عديدة، سوف نحاول التطرق إليها فيما يلي:

 

تنويع المحفظة الاستثمارية:

عندما تقوم بشراء سهم )وتسمى أيضا وحدة( من صندوق متداول في البورصة فأنت فيالغالب تستثمر في العديد من الأسهم والأدوات المالية الأخرى دفعة واحدة، وهذا التنوع عامل مهم في تقليص مخاطر التذبذب، ويمكن أيضا توزيع رأس المال على العديد من الصناديق التي تغطي مختلف الأدوات المالية مثل السندات أو السلع أو التي تغطي قطاعات معينة مثل شركات قطاع الطاقة والتكنولوجيا.

الشفافية:

في الغالب في العمل على الصناديق المتداولة في البورصة يتم بصفة آلية عن طريق الحواسيب، ويمكن لأي مستثمر الاطلاع على مختلف المعلومات المتعلقة بأي صندوق في أي لحظة ومباشرة على منصة التداول، سواء تعلق الأمر بأداء الصندوق ومحتوياته من الأدوات المالية، على عكس الصناديق الاستثمارية الأخرى التي لا تتميز بنفس الليونة.

سهولة البيع والشراء:

يمكن بيع وشراء الصناديق المتداولة في البورصة عن طريق  منصات  التداول التي توفرها شركات الوساطة  في أوقات عمل البورصة، مثل أسهم الشركات تماما مع دفع عمولة بسيطة جدا عن إتمام صفقة البيع والشراء. على عكس الصناديق الاستثمارية التي لا تتوفر أسعارها إلا مرة واحدة في اليوم عند نهاية التداول.

 

إنقاص التكلفة:

كما ذكرنا سابقا فإن الصناديق المتداولة في البورصة يتم إدارتها آليا، لذلك فإنك لست مضطرا لدفع عمولات لمدير الصندوق كما في الصناديق الاستثمارية الأخرى، والتي يمكن أن تكون مكلفة جدا، إضافة إلى ذلك فإن عمولة بيع وشراء هذه الصناديق صغيرة جدا.

أخيراً وليس آخراً:

خلاصة القول إن الصناديق المتداولة في البورصة تمثل وسيلة سهلة وقليلة التكلفة والأهم من ذلك أكثر أمانا بالنسبة للكثير من المستثمرين، لذلك ليس من الغريب أن تعرف انتشارا واسعا بين المستثمرين المبتدئين والمحترفين على حد سواء. وهي من الأدوات التي يجب أن تتوفر في محفظة أي مستثمر جاد. ومن ثم يجدر التوسع في إنشائها وتنميتها في البورصة المصرية في القريب العاجل فهى باختصار منتج مالي يجذب الأموال للبورصة وفي الوقت ذاته يمنح فرصاً استثمارية ممتازة أمام المتعاملين في البورصة المصرية.

الهدف:

لعل الوقت الحالي مواتي للغاية لأجل أن يعمل كل المهتمين بالبورصة المصرية لجعل عام 2022م هو عام انطلاق صناديق الاستثمار المتداولة ETFs في البورصة المصرية.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار