تعرضها لحادث
تعرضت لحادث فى عمر الرابعة عشر أثناء ممارستها رياضة الغطس، مما أدى لإصابتها بشلل رباعى، لكنها لم تستسلم أو تيأس، بل اعتبرت أن الحياة بدأت بشكل جديد منذ تلك اللحظة، فواصلت دراستها حتى أصبحت أستاذة اللغة الألمانية بجامعة 6 أكتوبر، وهى الوحيدة التى تمارس عملها بين أعضاء هيئة تدريس الجامعة على الكرسى المتحرك.
واجهت الدكتورة إيمان كريم ظروفاً كانت كفيلة بكسرها تماماً، أو على أقل تقدير تجعل منها فتاة على الهامش، ليس لها دور أو نجاح يذكر فى حياتها، لكنها بإرادتها وقدرتها على التحدى استطاعت أن تخلق لنفسها عالماً مبهراً، حيث كرست جهودها لخدمة المجتمع بالعمل التطوعى فى مجلات عديدة، وذلك على الرغم من ظروفها الصحية، فهى عضو بمجلس امناء مؤسسة “الحسن – قادرون” الخيرية، فضلاً عن كونها السيدة الوحيدة المنتخبة بمجلس ادارة نادى الصيد المصري، وهى كذلك المسؤول عن جهود خدمة المجتمع وتنمية البيئة بالجامعة التى تعمل بها.
تذكرت إيمان فى السطور التالية حياتها قبل الحادث التى تعرضت له قائلة:
“كنت تلميذة مجتهدة فى المدرسة الألمانية، وليس لدى أية مشكلات فى الحياة، حتى تعرضت للحادث الذى غير كل شيء فى عينى وقتها، وكنت أظن حينها أن التغيير للأسوأ، لكنى أدركت مع مرور الوقت إنه تغير للأفضل، على الرغم من أنى واجهت الحياة من على كرسى متحرك بعدما كنت بطلة رياضية، بالتأكيد هذا أمر صعب جداً، لكنى كنت أسمع صوت بداخلى يذكرنى دائماً بأن كل شيء يحدث معنا فى الحياة يحمل رسالة من الله”.
وترى كريم أنه لولا الحادثة التى تعرضت لها كان من الممكن أن تكون مجرد إنسانه عادية لا يعرف أحد عنها شيء لكن الحادثه جعلت منها إنسانه ناجحه ومتميزة وصاحبة بصمة قوية فى حياتها
الدعم
كانت الأسرة هى الداعم الأول للدكتورة إيمان بعد الحادث، قالا: “لا يمكن أبداً أن أنسى دور والدتى ووالدى وأخوتي، فقد كان لهم دورا داعما كبير جدا، وكذلك الأصدقاء فى المدرسة، حتى مديرتى فى المدرسة، وهى ألمانية الجنسية كانت تذلل لى أية صعوبات أجدها فى المدرسة، سواء فى الحركة أو الدراسة”.
سافرت إيمان بعد الحادث مباشرة إلى انجلترا، وكانت نقطة فارقة فى حياتها، حيث ساعدتها الرحلة على التعرف على ثقافة جديدة وشعب مختلف، وكانت انجلترا متقدمة طبياً فى نوع الاصابات التى نتجت عن الحادث؛ قضت إيمان فى انجلترا سنة كاملة، و خلال تلك الفترة تدربت على التأهيل لممارسة حياتها الجديدة.
تجربة إيمان مع الكرسى المتحرك، جعلتها لا تقف عند حدود معينة، بل شجعتها على أن يكون لها دور مع الذين أصيبوا كذلك مثلها، حيث رغبت إيمان أن تأخذ بأيديهم إلى بر الأمان وتأهيلهم على مواجهة الحياة مع الكرسى المتحرك، وذلك من خلال الدور التطوعى فى مؤسسة “الحسن” التى تتولى عضوية مجلس أمنائها، وهذا ساعدها على أن تخرج من مشكلتها لتحل مشكلات الآخرين.
“نظرة التعاطف”.. كانت من أكثر الأشياء التى ترهق إيمان نفسياً، فخلال تعاملها مع المجتمع المصرى بعد الحادثة، وجدت الجميع ينظرون إليها بنظرة تعاطف تجعلها تشعر بالضعف، قالت إيمان: ” فى أحيان كثيرة وسط نظرات التعاطف التى كنت أقابلها فى عيون الناس حولي، كنت أضحك بينى وبين نفسي، لأن هؤلاء الناس لا يعلمون مدى القوة التى أتمتع بها أكثر منهم، ولذلك أرفض التعاطف الزائد عن اللزوم، لأن نتيجته عكسية”.
دراستها
التحقت إيمان بكلية الآداب، وتفوقت فى دراسة علم اللغة والأدب الألماني، ثم حصلت على الماجستير و الدكتوراة فى اللغويات التطبيقية الألمانية، وهى باحثة كذلك فى مجال الحضارات والثقافات المتداخلة والأساليب المعرفية الحديثة.
حياتها الاجتماعية
أما الحدث الأجمل فى حياة الدكتورة إيمان، فهو تعارفها بزوجها “يسرى عبد العزيز” فى نادى الصيد، وهو أحد مستخدمو الكرسى المتحرك أيضاً، حيث أصيب أيضا فى حادث أثناء عمله كضابط بحري، قالت إيمان: “زوجى أيقونة نادى الصيد، فلا يوجد أحد لا يعرفه هناك، لقد كان يعمل ضابطاً بحرياً، لكنه تقاعد بعد الحادثة التى تعرض لها، ومنذ أن رأيته انجذبت إليه كثيرا، ونشأت بيننا قصة حب، وقد أورثنى بعد وفاته دوره الفعال والقوى جدا فى نادى الصيد، فقد كانت الناس كلها تحبه جدا، ولذلك رشحت نفسى لعضوية مجلس ادارة نادى الصيد، وفى عملى بالنادى أضع صورة زوجى دائما أمام عيني، واتمنى أن انجح فى تحقيق نصف ما حققه، فبخلاف نجاح زوجى فى الادارة، كان بطلاً رياضياً على الكرسى المتحرك، وهو أول شخص نجح فى أن يقنعنى بالنزول إلى الماء للسباحة بعد الحادث الذى تعرضت له، وأعتبر نفسى محظوظة جدا بالزواج منه”.
تكريمها
فى يوم الاحتفال بيوم المرأة العالمي، تلقت الدكتورة إيمان دعوة من انتصار السيسى قرينة الرئيس، وعن مشاركتها فى الاحتفالية قالت: “كنت سعيدة جدا بالدعوة، لأنها تعنى أن لدينا إرادة سياسية للاهتمام بأصحاب الاختلافات، وتؤمن أن لهم دور فى المجتمع، حيث شارك فى هذه الاحتفالية كوكبة من السيدات الملهمات الناجحات من اللواتى يحملن دوراً وبصمة فى الحياة”.