• logo ads 2

عيد الشرطة| دولة بلا طوارئ.. ودون إجراءات استثنائية

alx adv
استمع للمقال

«معا نمضى بثبات نحو بناء الجمهورية الجديدة».. بهذه الكلمات اختتم الرئيس عبدالفتاح السيسى تدوينته على حساباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعى فى الخامس والعشرين من شهر أكتوبر الماضى والتى أعلن فيها قراره بإلغاء مد حالة الطوارئ فى جميع أنحاء البلاد «لأول مرة ومنذ سنوات».

اعلان البريد 19نوفمبر

قرار الرئيس السيسى جاء كما تضمنت كلمات تدوينته التاريخية بعد أن «باتت مصر بفضل شعبها العظيم ورجالها الأوفياء، واحة للأمن والاستقرار فى المنطقة».

 

قرار الرئيس السيسى بإنهاء فرض حالة الطوارئ يعد شهادة ثقة فى قدرة رجال الأمن على مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وتحقيق الاستقرار دون اللجوء لإجراءات استثنائية.

وللوصول لإعلان القيادة السياسية هذا القرار التاريخى دفعت مصر ثمنا باهظا بارتقاء أرواح أبنائها من أبطال القوات المسلحة والشرطة فى معركة الوجود التى خاضتها الدولة ضد الإرهاب وقوى الشر التى طالما استهدفت الوطن وأبناءه.. ذلك القرار التاريخى صنعه الشعب المصرى بوعيه وثقته فى مؤسسات دولته ومشاركته المخلصة فى جميع جهود التنمية والبناء.

 

بعد اتخاذ الأمة المصرية قرارها الفاصل فى الثلاثين من يونيو 2013 باستعادة الوطن من عصابة الإخوان الإرهابية ومن يدعمهم من قوى الشر.. وأرست معها قواعد دولتها الجديدة فى 3 يوليو من نفس العام.. انطلقت مصر فى تنفيذ محاور تجربتها الفريدة والتى تحولت إلى مصدر إلهام للعديد من البلدان.. فوسط محيط إقليمى كان يموج بالاضطرابات تمكنت مصر من إعادة بناء مؤسسات الدولة وتثبيت أركانها.

 

وراهنت القيادة السياسية على وعى الشعب وربحت الرهان.. فانطلقت برامج الإصلاح الاقتصادى.. وانتشرت سقالات البناء فوق كل شبر من أرض المحروسة لتشيد صروح التنمية والمدن الجديدة والذكية من الجيل الرابع.. مناطق شديدة الخطورة باتت سرابا واستبدلت بمدن كاملة المرافق تمنح الحق فى حياة آمنة لكل من عانى من السكن فى العشوائيات لسنوات طوال.. بعد أن وضعت الدولة المصرية بناء البشر كأولوية ضمن أجندة أعمالها.. فأطلقت الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان.

 

وانطلقت المعدات الثقيلة لتشق الجبال وتطوعها فتمتد شرايين التنمية لمناطق لم تبلغها من قبل.. وتشق قناة السويس الجديدة.. وتحفر الأنفاق تحتها لتربط أرض الفيروز بمدن القناة.. صفار رمال الصحارى تلون بالأخضر وتمكنت الدولة من تحقيق الأمن الغذائى فى أغلب المحاصيل الأساسية.. مبادرات رئاسية فى مجال الصحة أنهت أمراضا كانت قد استوطنت فى أكباد المصريين، وأنهت مئات الآلاف من قوائم انتظار الجراحات الحرجة.. ومثلت درعا واقية ضد ارتفاع ضحايا جائحة كورونا.

 

ثم تأتى درة التاج لتغير نمط معيشة أكثر من نصف سكان مصر وتوفر لهم «حياة كريمة».. كل ما سبق وغيرها الكثير من عناصر التجربة المصرية لم يكن ليتحقق إلا بفضل يقظة رجال الأمن ونجاحاتهم المتتالية فى تنفيذ الضربات الاستباقية ضد كل أشكال الجريمة، وضرب معاقل الإرهاب ووأدها فى مهدها.

 

فوفقا لرجال القانون فإن حالة الطوارئ تخضع لقانون ينظمها، وهو نظام استثنائى محدد الزمان والمكان تعلنه الحكومة، لمواجهة ظروف طارئة وغير عادية تهدد البلاد أو جزءا منها، وذلك بتدابير مستعجلة وطرق غير عادية؛ بشروط محددة ولحين زوال التهديد.. وعرفت مصر قانون الطوارىء منذ عام 1958.

 

وسبقه الأحكام العرفية والأحكام العسكرية التى بدأ استعمالها لأول مرة قبل 140 عاما.. إلى أن أعلن الرئيس السيسى لأول مرة إلغاء العمل بقانون الطوارئ.. فمع كل ما تحقق من نجاحات أمنية لم تعد الدولة فى حاجة لمزيد من القوانين الاستثنائية وهى تنطلق نحو إعلان جمهوريتها الجديدة.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار