شهدت القاهرة على مدار ثلاثة أيام، فاعليات مؤتمر القاهرة الثالث والعشرون للأمراض العصبية، والذي تناول كافة المستجدات الطبية والعلمية في مجال المخ والأعصاب، وقدم العديد من ورش العمل، لتدريب شباب الأطباء بواسطة نخبة من كبار الأطباء والمتخصصين في هذا المجال.
جاء ذلك بحضور أكثر من ألف طبيب وخبير في مجال المخ والأعصاب.
قال الدكتور ماجد عبد النصير أستاذ أمراض المخ والأعصاب جامعة القاهرة ورئيس الاتحاد العربي لجمعيات المخ والأعصاب، إن المؤتمر قدم أحدث ما صول له العالم في علاجات المخ والأعصاب، وقدم أيضا ورش عمل تناولت التشخيصات الأحدث عالميًا، في مجال المخ والأعصاب، بما يؤهل شباب الأطباء لتعلم مهارات جديدة في التخصصات الدقيقة.
ونبه المشاركون في المؤتمر، بأهمية التوعية بتداعيات فيروس كورونا على الجهاز العصبي المركزي أو الجهاز العصبي الطرفي، وذلك لأن 50% تقريبا من المصابين بالفيروس أصيبوا بأعراض لأمراض عصبية، خاصة في الحالات المتأخرة أو الشديدة من الإصابة بفيروس كورونا، ومن هذه الأعراض البسيطة المصاحبة للإصابة بالفيروس: الصداع المستمر، تشويش الفكر، آلام في العضلات، وقد تصل الأعراض للإصابة بجلطات في المخ.
وعن انتشار الإصابة بجلطات المخ كأشهر الأمراض المنتشرة حاليا خاصة بين الشباب، أشار الدكتور نصير، إلى أن ضمن أسباب انتشار هذه الجلطات هو الإصابة بالضغط المرتفع، والإصابة بالسكر والتدخين ووجود تاريخ واستعداد وراثي للإصابة بالجلطات، ولذلك يجب الحفاظ على الضغط ومنع التدخين والحفاظ على السكر في معدلاته الطبيعية، وتناول الأكل الصحي للوقاية من الجلطات.
وأوصى أستاذ المخ والأعصاب، بأهمية ما يعرف بـ”الساعة الذهبية” في علاج الجلطات، وهى الإسراع بعلاج الجلطات من خلال الحقن المذيبة بالجلطات، بشرط ألا يتم التأخير عن ساعتين أو ثلاث ساعات على الأكثر، للتعامل مع المريض المصاب بالجلطة، وهذا بروتوكول متبع ومعروف لدى مستشفيات وزارة الصحة وأقسام المخ والأعصاب بالمستشفيات.
بدوره قال الدكتور سيد تاج الدين أستاذ المخ والأعصاب بكلية طب جامعة طنطا وأمين صندوق الجمعية المصرية لأمراض النفسية والعصبية وجراحة الأعصاب، إن مؤتمر القاهرة الدولي رقم 23 لأمراض المخ والأعصاب، نظم ورش عمل لشباب الأطباء، منها ورشة عن الصداع وعلاجه، وورشة عن السكتة الدماغية، والتدخل بالقسطرة لعلاج السكتة الدماغية، وورشة لعلاج الصرع، والجديد في رسم المخ لتشخيص أمراض الصرع، وأيضا محاضرة عن الحركات اللاإرادية، والجديد في علاجها، والمقصود بالشلل الرعاش والرعشة الأساسية التي قد تظهر بدون سبب واضح، وشهدت ورش العمل مشاركة كبيرة من شباب الأطباء رغبة منهم في تعلم أحدث العلاجات، كما نظمت 16 ورشة علمية منها ورشة عن علاج أمراض التصلب المتناثر التقدمي والثانوي.
وأكد تاج الدين، أن المؤتمر حضره أكثر من 19 عالم وخبير في أمراض المخ والأعصاب من مصر والدول العربية، بالإضافة لأكثر من 80 أستاذ واستشاري لديهم خبرات كبيرة قاموا بإدارة الجلسات العلمية التي شهدها المؤتمر.
وأشار الدكتور تاج الدين، إلى حرص الدولة ومؤسساتها الطبية على المشاركة في المؤتمر لتأكيد حرصهم على علاج أمراض السكتة الدماغية والشلل الرعاش ومرض التصلب المتناثر المتقدم، سواء على نفقة الدولة أو من خلال التأمين الصحي، حيث توفر الدولة الأدوية الحديثة لعلاج هذه الأمراض بما يمثل ما يحصل عليه أي مريض في الدول الأوروبية، الشيء الذى لاقي استحسان الأطباء وإدارة المؤتمر، وقدموا للدولة والقيادة السياسية ومسؤولين وزارة الصحة الشكر على حرصهم في تلبية احتياجات المرضى، وهذا ما لمسناه في توفير حقن إذابة الجلطة، وكذلك توفير أدوية الشلل الرعاش، والتي قد تصل تكلفتها لمليون جنيه، بما يؤكد أن الدولة لا تبخل على أبناءها بتوفير العلاج المناسب لهم .
ومن جانبه أكد الدكتور مجد فؤاد زكريا أستاذ المخ والأعصاب بكلية طب عين شمس ورئيس الجمعية المصرية للتصلب المتعدد، أن المؤتمر حظي بمشاركة كبيرة من كافة مؤسسات الدولة سواء مستشفيات وزارة الصحة والتأمين الصحي، أو مستشفيات الشرطة والقوات المسلحة المستشفيات الجامعية والأطباء والمتخصصين في هذا المجال، وناقش كافة تخصصات أمراض المخ والأعصاب بما يعكس أهمية المؤتمر.
وأشار أستاذ المخ والأعصاب، أنه بالنسبة لمرض التصلب المتعدد والذى يصل عدد المصابين به في مصر وفقا لمنظمة الصحة العالمية، حوالى 50 الف مريض، منهم 15 الف حالة مكتشفة ومعروفة، ويتناولون علاج بالفعل، وهذا المرض الذى يصيب الشباب ويتسبب في خسائر اقتصادية لأنه يستهدف القوى العاملة الشابة، يلقى اهتمام كبير الآن حيث تم مناقشة بروتوكول علاج التصلب المتعدد، خاصة أن المريض يأخذ أدوية بشكل مستمر في ظل ارتفاع أسعارها لتصل لعشرات الآلاف من الجنيهات شهريا، مما تعد تكلفة تعجيزية على المرضى، ولكن الدولة المصرية من خلال هيئة الشراء الموحد استطاعت توفير كافة أدوية التصلب المتعدد المستخدمة للعلاج عالميًا، وبأسعار مناسبة جدا، ولذلك كان لابد من وضع بروتوكول علاجي يحدد أسس اتخاذ العلاجات سواء في الحالات البسيطة أو المتأخرة، وتوظيف الأدوية بشكل مقنن وعلمي بحيث يعطى الدواء المناسب مهما ارتفع تكلفته، ونأمل في توفير العلاج قريبا على نفقة الدولة.