تعتبر قضية التغيرات المناخية قضية مشتركة بين دول العالم أجمع، ويعتبر المناخ أحد التحديات الرئيسية فى عصرنا التى تواجه الأمن الغذائي، نظرًا لتأثيرها على إنتاجية المحاصيل، وكذلك على خصوبة التربة، ما تسبب فى ضعف الإنتاجية للمحاصيل الزراعية، لذا تولي القيادة السياسية اهتمامًا كبيرًا للوقوف على تداعيات هذه القضية العالمية، لاسيما وأن مصر كانت فى مقدمة دول العالم التى أولت اهتماما خلال السنوات الماضية بقضايا المناخ، باعتباره قضية عالمية من قضايا البيئة، وذلك وفقًا لتصريحات بعض الخبراء لموقع عالم المال.
وفى هذا الصدد قال الدكتور محمد فهيم، مدير مركز تغير المناخ بوزارة الزراعة، إن ظاهرة تغير المناخ تشهد اهتمامًا دوليًا، لافتًا إلى أن هناك اهتمام كبير بتغير المناخ وذلك لأن تأثيراته تحدث بشكل سريع.
وأوضح مدير مركز تغير المناخ، خلال تصريح لموقع عالم المال، أن قضية التغيرات المناخية هي قضية مشتركة بين دول العالم أجمع، وليس هناك فرق بين دولة نامية ودولة متقدمة وعلى العالم المشاركة والعمل على تقديم الدعم اللازم لهذه القضية، مضيفًا أن الرئيس عبد الفتاح السيسى لا يترك أى فرصة عن تغير المناخ إلا أن يكون متواجدا بها.
وأضاف فهيم، أن أكثر المحاصيل تأثرًا بالتغير المناخي، خاصة بظاهرة الصقيع هي المحاصيل التي لا تتحمل البرودة، متوقعًا زيادة انتاجية محصول القمح هذا العام، نظرًا لأن الأجواء الشتوية هي المناسبة الإنتاج القمح، إضافة إلى أن هذه الأجواء الباردة ساعدت في إنتاج محاصيل الفاكهة المتساقطة.
وأكد مدير مركز تغير المناخ بوزارة الزراعة، أنه خلال الأيام المقبلة ستظهر الشبورة مرة أخرى، وهي تعد فترة مناسبة لظهور بعض الأمراض المهمة على المزروعات، مشددًا على ضرورة الفحص اليومي للمزروعات، والدولة تتحرك على الطريق الصحيح في هذا الملف، مضيفًا أن وزارة الزراعة تبذل جهدا كبيًرا لتغيير الممارسات، وذلك من خلال عمل توصيات يومية حتى نزيد من خبرة المزارع المصري في التعامل مع تغير المناخ بالطريقة المناسبة.
وأشار “فهيم” إلى أن شتاء هذا العام كان باردا وطويلا، وأصبح الفرق بين درجات حرارة النهار والليل كبيرًا، لافتًا إلى أن أكثر المحاصيل تأثرًا بالتغير المناخي، خاصة بظاهرة الصقيع، هى المحاصيل الاستوائية التي لا تتحمل البرودة، وعلى رأسها محصول المانجا ومحاصيل الخضار الصيفية مثل البطاطس، مؤكدًا الحرص على الري ليلًا كون المياه تخرج من الآبار في التوقيت الليلي دافئة، إضافة إلى التسميد بانتظام.
تغيير مواعيد الزراعة
ومن خلاله أكد الدكتور شاكر أبو المعاطي، رئيس قسم الأرصاد الجوية بالمعمل المركزي للمناخ في وزارة الزراعة، أن الدول العظمى لابد من التوقف عن الانبعاثات حتى لا يستمر زحزحة حزام المطر، قائلا: “لازم نغير مواعيد الزراعة بسبب التغيرات المناخية”.
وقال الدكتور شاكر أبو المعاطي، إن تصنيف مصر في وصف المناخ أصبح حار ورطب صيفا وليس جافا كما كان معروف عنه، وهو ما نشأ عن ظاهرة تعرف بـ “الاحترار” وتبخر المياه من المسطحات المائية وبالتالي الشعور بالاختناق والتأثير السلبي على القطاع الزراعي، مضيفًا أن مظاهر تغير الطقس في مصر تتمثل في السيول والعواصف والضباب الكثيف على معظم أنحاء الجمهورية، وبالتالي زحزحة حزام المطر وإعادة تشكيل الخريطة الزراعية في مصر.
وأشار رئيس قسم الأرصاد الجوية بالمعمل المركزي للمناخ في وزارة الزراعة، إلى أن وزارة الزراعة تعمل على مشاريع تابعة لوزارة الري لحصاد مياه الأمطار واستغلالها في زراعة مناطق لا تتغذى بمياة النيل.
وفى النفس السياق قال النائب، مجدي ملك عضو لجنة الزراعة بمجلس النواب، إن قطاع الزراعة الأكثر تأثرا بالتغيرات المناخية ، موضحا أن التغيرات المناخية قد تؤثر على الأمن الغذائى العالمى، نظرًا لتأثيرها على إنتاجية المحاصيل وكذلك على خصوبة التربة .
وكشف أن التغيرات المناخية تؤثر على التركيب المحصولي، ومدى إمكانية زراعة أصناف محددة فى أوقات زراعتها المحددة السابقة، مشيرًا إلى أن انخفاض درجات الحرارة التى مرت بها الدولة خلال الفترات القليلة الماضية أثرت بشكل كبير على بعض الحاصلات الزراعية التى تزرع فى أوقات معينة، و لا تتحمل درجات الحرارة المنخفضة الأقل من 10 درجات مئوية، مما تسبب فى ضعف الإنتاجية للمحاصيل الزراعية .
وأكد عضو زراعة النواب، أن القيادة السياسية لا تألوا جهدا بالوقوف على تداعيات هذه القضية العالمية، لاسيما وأن مصر كانت فى مقدمة دول العالم التى أولت اهتماما خلال السنوات الماضية بقضايا المناخ، باعتباره قضية عالمية من قضايا البيئة.