• logo ads 2

محسن سرحان الرئيس التنفيذي لبنك الطعام المصري: نسعي لمحاربة أسباب الفقر

فى حواره لــ"عالم المال"

alx adv
استمع للمقال

نسعي لمحاربة أسباب الفقر .. والقضاء عليه مستحيل
قريباً تحالف قوي بين بنك الطعام ومؤسسات المجتمع المدني
سعيت للعمل في بنك الطعام ولو بدون أجر
نقوم بتوصيل 35 ألف وجبة طازجة وساخنة يوميا لطلاب المدارس في عشر محافظات
مصر من الدول القليلة عالمياً التي استطاعت التصدي لجائحة كورونا
توصيل 10 مليون واجبة إفطار وسحور طازجة يوميا للمنازل خلال شهر رمضان
تبرعات المصريين تتضاعف وقت الأزمات

اعلان البريد 19نوفمبر

حاوره – أحمد الشطبي

بنك الطعام مؤسسة خيرية غير ربحية تقوم بتوزيع الغذاء علي الذين يجدون صعوبة في شراء مايكفي من الطعام لتجنب الجوع
تم تأسيس أول بنك طعام في العالم بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1967 ومنذ ذلك الحين تم إنشاء الالاف في العديد من الدول، فأوربا حتي وقت قريب كان لديها عدد قليل من هذه البنوك بسبب أنظمة الرعاية الاجتماعية واسعة النطاق ولكن مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية التي حدثت أواخر عام 2006 ازداد عدد هذه البنوك لمساعدة الأشخاص ذوي الدخل المنخفض بسبب التدهور الاقتصادي الذي حدث لهم جراء هذه الأزمة
في مصر تم تأسيس بنك الطعام عام 2006 ليكون مؤسسة متخصصة في مكافحة الجوع عبر التنوع والابتكار في إيجاد برامج ذات فاعلية في معالجة مشكلة الجوع بصفة مستمرة في إطار مؤسسي بالتعاون مع كل من يهمه أمر من بات جائعا علي أرض مصر
وحول الأزمة الاقتصادية التي يعيشها العالم حاليا جراء الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا والاستعداد لشهر رمضان كان لابد أن نلتقي بمحسن سرحان الرئيس التنفيذي لبنك الطعام المصري والذي كان لنا معه هذا الحوار …

 

في البداية حدثنا عن توليك رئاسة بنك الطعام ؟

توليت رئاسة بنك الطعام في فبراير 2020 ومنذ الوهلة الأولي لعملي داخل القطاع المدني وضعت نصب عيني العمل داخل مؤسسة بنك الطعام حتي لو كان هذا العمل تطوعي؛ لأنه يعد من أفضل المؤسسات المدنية في مصر ووضعت في اختبار قوي بعد أن توليت رئاسة البنك بشهر بسبب جائحة كورونا واستطعت إثبات قوة البنك في إداراة الأزمات حيث استطعنا الخروج من تلك الأزمة أقوي عشر مرات مما كنا فيه قبل الجائحة

ما الإستفادة التي عادت عليك خلال عملك في مؤسسة مصر الخير؟ وما الفرق بين مصر الخير كمؤسسة مدنية وبين بنك الطعام ؟
بدأت العمل داخل مؤسسات المجتمع المدني بالعمل في مؤسسة مصر الخير حيث تشرفت بالعمل فيها علي مدار خمس سنوات وأدين لها بالفضل في تعلقي بالعمل المدني ، وهناك فرق بين مصر الخير وبنك الطعام فمصر الخير مؤسسة شاملة التدخلات صحية وتعلمية وغذائية عكس بنك الطعام فهو مؤسسة متخصصة للغاية

قلت إن مكافحة الجوع أكثرعمقا من توزيع المواد الغذائية فما المقصد من هذه المقولة ؟

في بنك الطعام ننظر لقضية الجوع بمنظور علمي ممنهج للغاية فقضية الجوع قضية دولية متعارف عليها ففي عام 2015 وضعت التنمية المستدامة الفقر في المرتبة الأولي والجوع في الثانية ولو نظرنا إلي الفقر نجد أنه أصل كل الشرور فالقابع في مصيدة الفقرلايستطيع التكيف مع المجتمع وتحقيق احتياجاته ومن يعول والفقيرهو ذلك الشخص الذي يعاني من دخل منخفض مع عدم قدرة علي الاستثمار في النواحي الصحية والتعليمية والاقتصادية والنفسية؛ فالجوع ليس شعور الإنسان بحاجته للطعام ولكن له منظور عالمي يقاس بوفيات الأطفال والأمهات وأمراض الهزال والتقزم وتصريحي جاء من خلال يقيني بأن سوء التغذية قضية مفهومها طبي ولكن علاجها يحتاج إلي تدخل غذائي فالإنسان الذي لا يستطيع الحصول علي القدر الكافي من الغذاء يصاب بالعديد من الأمراض و مع الأسف هناك صعوبة تواجهنا في الحرب ضد الجوع فالعالم قبل أزمة كورنا اعترف بصعوبة القضاء عليه بحلول عام 2030

ما الأسباب التي دعت دول العالم إلي إعلانها صعوبة القضاء علي الجوع بحلول 2030 ؟

السبب الرئيسي يرجع إلي الزيادة السكانية فمعدل النمو السكاني أسرع بكثير من معدلات النمو في التنمية الزراعية ، أيضا التغير المناخي والذي تسبب في حدوث أزمات في المحاصيل الزراعية وبالتالي صعوبة في توفير الغذاء

بصفتك رئيساً لبنك الطعام المصري حدثنا عن الدور الذي قامت به مصر خلال جائحة كورونا ؟

مصر من الدول القليلة عالمياً التي استطاعت التصدي للجوع الذي خلفته جائحة كورونا ويرجع ذلك لجهود الدولة القوية والشاملة في الحماية المجتمعية حيث استطعنا الاستفادة من التجارب الناجحة في كثير من دول العالم ووضعنا برامج رائدة مثل تكافل وكرامة وبرنامج دعم الخبز لمواجهة تلك الأزمة

وكيف كان دور بنك الطعام أثناء تلك الجائحة ؟

توقعنا في البنك حظر التجوال قبل صدور قرار رسمي به وبالتالي حرصنا منذ الوهلة الأولي لانتشار الفيروس إلي توفير الغذاء للعمالة اليومية مثل : الحرفيون والعمال وكل من يعتمد في دخله علي ما يسمي باليوميات فبفضل تبرعات المصريين أستطعنا رفع طاقاتنا الإنتاجية وتوصيل الطعام لمليون ونصف شخص

ما الدور الذي يقوم به بنك الطعام المصري لمحاربة الجوع ؟

الإطار العالمي للجوع يحتوي علي عدة محاور رئيسية :
المحور الأول : هو الأشخاص الغير قادرين علي الكسب وهؤلاء لابد من توفيرغذاء لهم يكون صحي وكافي ومفضل لديهم فعند توزيع الطعام لابد من دراسة كل حالة علي حدة حتي لا نتسبب في إلحاق الضرر الصحي بأي شخص فقد يكون الطعام غير أمن أو به أضرار صحية لمن يعانون من امراض مزمنة لا تتناسب وتلك الطعام
المحور الثاني : التغذية السليمة للأم والطفل من تسع أشهر وحتي عمر 12 عام؛ فالتدخل الغذائي في تلك الفترة للأم الحامل أو الطفل في مرحلة التكوين ضروري لبناء إنسان خالي من الأمراض التي تسببها سوء التغذية ومن خلال مؤسسة بنك الطعام قمنا بمبادرة توصيل وجبات طازجة وساخنة لألف طفل في مدارس رياض الأطفال في محافظتي الفيوم وبني سويف كبداية ونسعي لتعميم المبادرة في جميع المحافظات
أيضا نقوم بالتغذية المدرسية للطلاب في المدارس الحكومية من عمر 6 إلي 12 سنة وذلك بتوفير الطعام إلى 35 ألف طالب في عشر محافظات يومياً
المحور الثالث وهو تنمية صغار المزارعين فهو الهدف الأسمي وأحد أهم أهداف بنك الطعام حيث أن صغار المزارعين يمثلون 90% من مزارعين مصر وبالتالي ضرورة الاعتناء بهم وتوفير الغذاء الكافي لهم يسهم في نشاط عملهم وبالتالي زيادة القدرة الإنتاجية لهم

 

هل هناك بروتوكول تعاون بين المؤسسات المدنية وبنك الطعام ؟

العمل المدني عمل خدمي وليس تنافسي ونسعي جاهدين كمؤسسات خدمة مدنية لإيجاد فرص وخلق نوع من التعاون بين جميع المؤسسات وسبق وأن تعاونا مع مؤسسة مصر الخير في حملة الأضحية؛ فالعمل في خدمة المجتمع ليس حكر علي مؤسسة بعينها ولكن لابد من تضافر الجهود لتحقيق الأهداف التي يتبناها المجتمع المدني وفي البنك نسعي دائما للتطور والاستفادة من تجارب الأخرين وقريبا ستشهد مصر تحالف قوي يضم كبري مؤسسات المجتمع المدني لتوحيد جهود خدمة الإنسان

حدثنا عن دور بنك الطعام في تعزيز العمل التطوعي ؟

ينضم إلينا يوميا في مؤسسة بنك الطعام من 50 إلي 100 شخص متطوع ولدينا 40 ألف شخص متطوع في كل محافظات مصر فالخير مزروع في قلوب المصريين منذ الأزل وأري أن الإنسان الذي يتبرع بجهده ووقته أفضل من المتبرع بالمال حيث ينم ذلك عن معدن شخص يسعي دائما في حل مشاكل الأخرين وتوفير احتياجاتهم

هل الأزمة الأقتصادية التي يشهدها العالم حاليا وارتفاع الأسعار في ظل تداعيات الحرب القائمة بين روسيا وأوكرانيا تؤثر بالسلب علي حجم التبرعات لبنك الطعام ؟

المصريون لديهم ميزة يصعب وجودها في أي بلد أخرى وهي أنه كلما زادت الأزمات الاقتصادية زادت التبرعات وذلك لاستشعارهم بضغوط إخوانهم في هذه الأوقات والدور المفروض عليهم تجاه وطنهم فإيراد بنك الطعام لا يتأثر بالسلب في الأزمات الاقتصادية ونستطيع مواجهة تداعيات أي أزمة

ما رأيك في ارتفاع الأسعار في مصر بسبب الحرب بين روسيا وأوكرانيا ؟

ارتفاع الأسعار في مصر غير مبرر لوجود مخزون كافي من المحاصيل الزراعية فالدولة المصرية كانت علي قراءة للمشهد قبل حدوثه واستطاعت استيراد كميات وفيرة من القمح من رومانيا وبالتالي ارتفاع أسعار الخبزغير منطقي و ينم عن جشع التجار

ماهو حجم الإنفاق السنوي لبنك الطعام ؟

لدينا برنامج تغذية شهرية يخدم 600 ألف فرد وأيضا برنامج التغذية المدرسية ومن خلاله نعمل علي توصيل وجبات طازجة وساخنة لـ35 ألف طالب يوميا وهناك برنامج لتغذية صغار المزارعين الذين يمثلون 90% من مزارعين مصر وبرامج أخري لتغذية الحوامل والأطفال حتي سن 12 سنة

هل يستطيع بنك الطعام إعلان مصر بلد بلا جائع خلال الأعوام القادمة ؟

هناك صعوبة في القضاء علي الجوع بشكل جذري حيث أن الجوع والفقر سنن كونية وأكثر الدول تطوراً وتقدماً تعاني منه بأرقام كبيرة؛ فمعدل الفقر في الدول الكبيرة أكثر منه في الدول النامية ولكن نسعي جاهدين لمحاربة الأسباب التي تؤدي لوقوع الناس فيه

كيف استعد بنك الطعام لاستقبال شهر رمضان المبارك ؟

تم الاستعداد لاستقبال شهر رمضان منذ فبراير الماضي ويشهد هذا العام التقليل من موائد الرحمن حيث يتم تجهيز 10 مليون وجبة طازجة وساخنة يومياً تشمل إفطار وسحور وتوصيلها للمنازل ، كما سنقوم بتوزيع نصف مليون كرتونة مواد غذائية في مختلف المحافظات

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار