شهد اليوم الأول من الاجتماع الـ ٤٨ للجنة الإقليمية للشرق الأوسط التابعة لمنظمة السياحة العالمية والتي تترأسها وتستضيفها مصر، ممثلة في وزارة السياحة والآثار، خلال يومي ٢٨ و ٢٩ مارس الجاري، مناقشة عددا من المحاور حول تعافي القطاع السياحي بمنطقة الشرق الأوسط وأهم المبادرات والأنشطة التي تقوم بها المنظمة، بالإضافة إلى نظرة عامة حول السياحة الدولية خاصة في ظل الظروف الراهنة التي يمر بها العالم أجمع سواء جائحة فيروس كورونا أو الأحداث السياسية حاليا.
وخلال الاجتماع تم التوافق على إقامة الاجتماع القادم للجنة، والمقرر انعقاده في النصف الثاني من ٢٠٢٣ بالمملكة الهاشمية الأردنية، على أن يُعقد الاجتماع ال ٥٠، والمقرر انعقاده في ٢٠٢٤ بدولة لبنان.
وأعرب الوزير أحمد الخطيب، وزير السياحة السعودي، عن تطلعه بأن يثمر هذا الاجتماع عن نتائج إيجابية للنهوض بالقطاع السياحي بالمنطقة، مُعربًا عن أمله في أن يصبح المكتب الإقليمي للمنظمة بالسعودية والذي يعد أول مكتب إقليمي لها بالشرق الأوسط نموذجا يحتذي به ونواة لافتتاح مكاتب إقليمية أخرى للمنظمة بالمنطقة حول العالم.
وأضاف أنه لابد من العمل المشترك والتكامل بين الدول، من أجل المضي قدما وتجاوز أثر جائحة فيروس كورونا، مشيرا إلى أن المملكة العربية السعودية كانت قد وقعت اتفاقية التعليم الإلكتروني مع منظمة السياحة العالمية بهدف تقديم دورات تدريبية عن السياحة باللغة العربية للعاملين بالقطاع السياحي والمهتمين بمجال السياحة بما يساهم في رفع كفاءة العنصر البشري.
ولفت إلى إعلان دولة السعودية عن إنشاء أول أكاديمية سياحية، مشيرا إلى أنها سوف تساهم في تنمية العنصر البشري بحيث تكون مركزاً تدريبياً تعليماً وسيشهد مجموعة واسعة من الدورات التدريبية الجديدة عبر الإنترنت حول السياحة، كما أعرب عن آماله في أن يكون التعافي التدريجي الذي يشهده قطاع السياحة له أثره الإيجابي نحو النهوض بالقطاع بما يحقق تنمية اقتصادية شاملة للمنطقة.
فيما استعرضت ناتليا بايونا Natalia Bayona رئيس وحدة الإبداع والتعليم والابتكار بمنظمة السياحة العالمية نتائج جهود منظمة السياحة العالمية في مجال التعليم عن بعد، لافتة إلى أنه تم تدريب أكثر من ١٥ ألف متدرب من جنسيات مختلفة من ١٩١ دولة.
وأشارت إلى أن المنظمة تبنت ٣ محاور رئيسية وهي التعليم والجودة وخلق فرص عمل، بالإضافة إلى عقدها لعدد دورات في مجال السياحة وخاصة فيما يخص الذكاء الاصطناعي والاستدامة وغيرها، كما تم توفير ٣٣٠ منحة لدول الشرق الأوسط.
ومن جانبه قال الدكتور نايف الفايز وزير السياحة والآثار بالمملكة الأردنية الهاشمية عن رغبته في أن يكون هذا الاجتماع فرصة لتعاون أكبر خلال الفترة القادمة، مشيرا إلى ضرورة العمل بشكل أكبر على تدريب العاملين بالقطاع السياحي ورفع كفائتهم.
فيما قال قال اللواء طيار شريف فتحي وزير الطيران الأسبق والأمين العام للمنظمة العربية للسياحة أن المنظمة تضع نصب أعينها تنفيذ استراتيجية التحول الرقمي وذلك من خلال العمل على تشجيع الابتكار في مجال السياحة (smart Tourism)، مشيرا إلى أن المنظمة بصدد الإعداد لملف عاصمة “التحول الرقمي” على غرار ملف عاصمة المصايف العربية على أن يتضمن الملف تقييم لتجربة السائح قبل اتخاذ قرار السفر وأثناء رحلته وما بعد الرحلة، كما أكد على ضرورة الاستثمار الأخضر وما تقوم به المنظمة في هذا الشأن.
وأكد الدكتور الخليل إبراهيم الزوادي الأمين العام المساعد ورئيس قطاع الشئون العربية بجامعة الدول العربية أن الجامعة تولي اهتماما كبيرا بالقطاع السياحي في الدول العربية وما تواجهه من صعوبات وتحديات في الوقت الراهن، مثمنا على دور اجتماع اليوم في رفع الوعي السياحي ورفع كفاءة العنصر البشري بما يعمل على وضع الأسس الصحيحة لتطوير القطاع السياحي، كما توجه بالشكر للدكتور خالد العناني لإسهاماته الكثيرة لدعم السياحة.
وخلال الجلسة استعرضت الأستاذة بسمة الميمان المدير الإقليمي للشرق الأوسط بمنظمة السياحة العالمية الأنشطة التي نظمتها المنظمة على النطاق الإقليمي خلال العام الماضي وبداية العام الجاري للتعافي وإنعاش السياحة.
كما أكدت على أن المنظمة على أتم إستعداد للتعاون في البرامج المتعلقة بقطاع السياحة وتوحيد الجهود لتشجيع السياسات التي تعزز من نمو هذا القطاع الاقتصادي الهام في منطقة الشرق الأوسط وخاصة خلال جائحة فيروس كورونا وما بعدها.
كما شارك في الاجتماع، عبر تقنية زووم، إيون فيلكو مدير الأعضاء المنتسبين بمنظمة السياحة العالمية والذي استعرض آخر الإصلاحات التي شهدتها العضوية بالإنتساب للمنظمة وكذلك الأنشطة الخاصة بالأعضاء المنتسبين خلال العام الماضي وبداية هذا العام.
كما شارك عبد الله الزهراني ممثل مجلس الأعضاء المنتسبين والمدير التنفيذي للتسويق والعلامة التجارية بشركة البحر الأحمر للتنمية خلال الإجتماع ، عبر تطبيق زووم، حيث ألقى الضوء على الدور الهام الذي يمكن أن يقوم به الأعضاء المنتسبين في المنظمة ودورهم الفعال بها.
فيما اختتمت الجلسة اليوم أعمالها بعرض تقديمي حول مسابقة أفضل القري السياحية لعام ٢٠٢٢ في نسختها الثانية حيث قامت ساندرا كارافاو رئيس قسم الأسواق والقدرة التنافسية بالمنظمة بالتأكيد على أهمية هذه المبادرة التي تعد ركيزة أسياسية لمشروع التنمية السياحية الريفية ودعت جميع الدول للمشاركة بها حيث تسهم في الترويج للقري السياحية، مؤكدة على أن الدول لديها من القري ما يسمح بالفوز بهذه المسابقة مما يساهم في الترويج لها وخلق فرص عمل واستدامة الأنشطة بها.