العرب ثاني أكبر مصدر للغاز لأوروبا.. هل يغطون السوق مستقبلًا؟
طرحت الأمانة العامة لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك) رؤيتها حول مكانة الدول العربية في توفير إمدادات الغاز للأسواق العالمية والتوقعات المستقبلية، من خلال تقديم ورقة بعنوان: “الدور الحالي والآفاق المستقبلية للمنطقة العربية في تلبية احتياجات أوروبا من الغاز”، قدمها المهندس وائل حامد عبد المعطي، خبير صناعات غازية بالمنظمة.
وأوضحت ورقة أوابك، خلال فعاليات الدورة التاسعة لمجموعة خبراء الغاز بالأمم المتحدة التي انعقدت بمقر الأمم المتحدة في جنيف خلال الفترة 24-25 مارس 2022، أن التجارة العالمية للغاز الطبيعي المسال حققت نموًا كبيرًا خلال عام 2021 بلغت نسبته نحو 7% بإجمالي 380 مليون طن وبمعدل تشغيل لمحطات الإسالة 85%، في إشارة واضحة إلى تعافي السوق العالمية من تداعيات جائحة فيروس كورونا.
كما تطرقت إلى الارتفاع الحاد للأسعار في السوق الأوروبية كونها تعتمد بنسبة 80% على التسعير في السوق الفورية، مما يعرَض المستهلكين لتقلبات الأسعار مع أي ديناميكية أو مخاوف تشهدها الأسواق.
كما تشهد السوق الأوروبية ارتفاعًا في درجة اعتماده على واردات الغاز (من خارج أوروبا) بنسبة بلغت 63% عام 2021 مقارنة بـ37% عام 1990، وذلك بسبب تزامن تراجع الإنتاج في هولندا والمملكة المتحدة، مع انتعاش الطلب الأوروبي على الغاز.
وتعد الدول العربية ثاني أكبر مصدر للغاز إلى أوروبا؛ حيث تشكل صادرات الدول العربية من الغاز الطبيعي عبر خطوط الأنابيب من الجزائر وليبيا، والغاز الطبيعي المسال (من قطر والجزائر ومصر) حصة إجمالية 14% من إجمالي إمدادات الغاز في أوروبا عام 2021، كما يجرى حاليًا تنفيذ حزمة من مشاريع الغاز الطبيعي المسال، منها مشروع توسعة حقل بدولة قطر بطاقة 49 مليون طن/السنة، ومشروع “تورتو أحميم” في موريتانيا بطاقة 5 ملايين طن/السنة، وستسهم هذه المشاريع في رفع الطاقة التصديرية للغاز الطبيعي المسال في المنطقة العربية من 138 إلى 193 مليون طن/السنة بحلول عام 2027 بنسبة إجمالية 40%، الأمر الذي سيمكنها من زيادة صادراتها من الغاز الطبيعي المسال إلى السوقين الأوروبية والعالمية حال توقيع اتفاقيات جديدة بما يحقق المنفعة المشتركة لكلا الجانبين.
تجدر الإشارة إلى أن منظمة أوابك دأبت على المشاركة في اجتماعات خبراء الغاز بالأمم المتحدة منذ عام 2016 في سبيل تعزيز التعاون مع المؤسسات الدولية، وطرح رؤيتها حيال أبرز التطورات التي تشهدها أسواق الغاز العالمية، وتبادل الآراء ووجهات النظر حول قضايا الطاقة ذات الاهتمام المشترك.
