أسامة عبد الله- مى أبو المجد
شعبة المخابز: إنتاج الخبز من البطاطا سوف يوفر للدولة ملايين الأطنان من القمح
صاحب مشروع هجين البطاطا: يسهم في إنتاج رغيف خبز مرتفع القيمة الغذائية ومنخفض التكلفة
خبير تغذية: إضافة البطاطا لمكونات رغيف الخبز لها العديد من الفوائد الصحية
أيدت شعبة المخابز بغرفة القاهرة التجارية، مقترح وزارة التموين والتجارة الداخلية بإضافة البطاطا إلى مكونات رغيف الخبز، مؤكدة أن إضافة دقيق البطاطا ضمن مكونات رغيف الخبز سيعمل على تقليل التكلفة الإجمالية للرغيف في ظل ارتفاع أسعارالقمح والأزمة العالمية التى تمربها كافة دول العالم.
وقال عطية حماد، رئيس شعبه المخابز بغرفة القاهرة التجارية، إنه تم فى السابق استخدام دقيق الذرة فى مكونات رغيف الخبز وذلك لتقليل تكلفة القمح وكان مستساخ فى الطعم بشكل جيد بالنسبة للمواطن المصرى، مشيرًا إلى أن دقيق البطاطا سيدخل بنسبة محددة ضمن مكونات الرغيف وهذه النسبة ستحددها وزارة التموين، ويمكن أن تتراوح بين 10 و20%، وهو مازال قيد الدراسة على حد قوله.
وتابع “حماد” فى تصريحات لـ”عالم المال” أنه لا مانع من إضافة دقيق البطاطا إلى مكونات رغيب الخبز ،خاصة فى الظروف التى تمر بها الدولة ولابد من الوقوف بجانبها حتى تستقر الأمور، مع أزمة القمح العالمية والحرب الروسية والتى أثرت على كافة الدول، لافتا إلى أنه عندما يطبق هذا الأمر”إضافة دقيق البطاطا” لتوفير القمح إن ثبت نجاحه 100% سيكون بنسب معينة تطبق مثل ماكان يتم فى إضافة دقيق الذرة إلى مكونات رغيف الخبز.
وأوضح أن هناك بحث ودراسة من قبل المراكز البحوث الزراعية لمعرفة تطبيق هذا النظام على رغيف الخبز خلال الفترة المقبلة، لافتا إلى أنه تم تجربه إدخال دقيق البطاطا ضمن مكونات رغيف الخبز في محافظة الوادي الجديد، كنموذج للتجربة ولاقت استحسان المواطنين فى المحافظة، متابعا أن إضافة دقيق البطاطا للخبز، لن يجعله حلو المذاق، لأن هناك أنواع من البطاطا لا تحتوي على السكر.
وكان علي المصيلحي وزير التموين والتجارة الداخلية، قال فى تصريحات صحفية الأسبوع الماضي، أنه جاري دراسة طحن البطاطا واستخدامها دقيها في الخبز المدعم، مضيفا أنه من الممكن أن يوفر هذا النظام نحو مليون طن قمح مستورد مما بساهم في توفيرما يستهلك من منظومة الخبز.
وشهدت أسعار القمح قفزات كبيرة ومتتالية، منذ إعلان الحرب الروسية الأوكرانية، حيث تعتبر مصر هي أكبر مشترٍ للقمح في العالم، وتشير بيانات وزارة الزراعة الأمريكية إلى أن روسيا كانت أكبر مورد للقمح إلى مصر في الموسم الماضي.
وتسيطر روسيا وأوكرانيا على نحو 29% من تجارة القمح العالمية، وفقًا لبيانات CNBC، وتسببت الحرب في توقف الكثير من إمدادات القمح عالميًا مما رفع أسعاره.
وأردف رئيس شعبة المخابز، أن مقترح إضافة البطاطا لرغيف الخبز أمر ما زال محل الدراسة، قائلا: “لن نستطع أن نجزم بشكل تام تطبيق فكرة استخدام البطاطا فى إنتاج الخبز من عدمه، رغم أن إنتاج الخبز من البطاطا سوف يوفر للدولة ملايين الأطنان من القمح.
وأوضح الشعبة العامة للمخابز، أن ثقافة المصريين تعتمد على 90% على رغيف الخبز، وإذا لم يتقبل المواطن فكرة إنتاج الخبز من البطاطا سيتم إلغاء الفكرة، مردفا: “مصر لديها فائض من البطاطا لدرجة أنه يتم تقديمه كعلف للحيوانات، ومع تقبل المواطن فكرة إنتاج البطاطا للخبز سيتم تطبيق الفكرة لمواجهة الظروف الاقتصادية الصعبة”.
وشدد رئيس الشعبة العامة للمخابز، على أن كل هذه الأمور تمثل محاولات واجتهادات؛ متمنيًا انتهاء الأزمة الروسية الأوكرانية، وعودة الأمور كما كانت عليه من قبل.
من ناحيته قال الدكتور عبد المنعم الجندي، الأستاذ بمركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، وصاحب مشروع إنتاج هجين البطاطا الصالح لإنتاج الخبز، إن المركز نجح في إنتاج تراكيب وراثية للبطاطا تتميز بانخفاض نسبة السكر وزيادة المكونات الغذائية المختلفة، وفي الوقت نفسه زيادة نسبة المادة الجافة داخل البطاطا لسهولة طحنها وخلطها مع دقيق القمح لإنتاج الخبز، مشيرًا إلى أنه تم إجراء تجربة لزراعة البطاطا الجنداوي، وهي نوعية البطاطا المعدلة وراثيًا، بمحافظة الوادي الجديد، وأعطت إنتاجية مرتفعة بمتوسط 20 طنًا للفدان.
وأضاف الجندي، أن البطاطا مع دقيق القمح يسهم في إنتاج رغيف خبز مرتفع القيمة الغذائية ومنخفض التكلفة، وتتميز بصفات جودة عالية، مشيرًا إلى أنه سبق تجربة إنتاج رغيف خبز من خلط طحن البطاطا مع دقيق الخبز، حيث تم إضافة 15 طن دقيق بطاطا مسلوقة مع 2 طن من الدقيق لإنتاج الخبز بمحافظة الوادي الجديد دون أن يكون هناك فارق بينه وبين الرغيف المعتاد.
ولفت إلى أنه عكف على دراسة مشروع إنتاج رغيف العيش من خلال البطاطا، وتوصل إلى عدد من الأصناف، تصلح للاستخدام مع القمح في إنتاج الخبز، لافتا إلى أن المشروع يعمل على إدخال البطاطا في إنتاج الخبز مع القمح، بنسبة 40% بطاطا و60% قمح، ما يقلل من الاستهلاك المحلي من القمح، والتوقف عن الاستيراد من الخارج مع الوقت، خلال 3 أعوام على الأكثر.
وقالت الدكتورة هدير زاهر، أخصائى التغذية بالمعهد القومى للتعذية، إن إضافة دقيق البطاطا ضمن مكونات رغيف الخبز لها العديد من الفوائد الصحية، وخلطها مع رغيف العيش فكرة مبتكرة للاستفادة منها بأقصى قدر ممكن.
وأضاف زاهر، أن من ضمن فوائد البطاطا أنها تساعد فى تنظيم ضغط الدم، وهذه مشكلة من ضمن المشاكل الأساسية الموجودة عند الشعب المصرى، وتساعد أيضًا على تقوية العظام ورفع الجهاز المناعى، وهذا ما نحتاج اليه فى الفترة الحالية لحماية الجسم من أمراض كثيرة، أيضًا تساعد مرض القولون العصبى، ويعتبر مشكلة أساسية عند عدد كبير من المصريين، لذا تعتبر من العناصر الغذائية القيمة جدًا، ونسبة الأحساسية منها تكاد تكون معدومة.
وعن عمليات زيادة ونقص الوزن، أكدت أن طريقة طهى البطاطا لا علاقة لها بالوزن، وتكون مضرة فقط عند القلى ما تؤدى إلى زيادة الوزن، ولكن عند عمليات السلق والخبز، تكون قيمة السعرات قليلة جدًا مما تعطى أحساس بالشبع، لذا لأن تأثر اضافة البطاطا فى الخبز بأى شكل من الأشكال على زيادة الوزن.