أظهرت بيانات تركية رسمية أن تصريحات الرئيس رحب طيب أردوغان بشأن نجاح البلاد في تجاوز الأزمة وسياسة الفائدة، تزامنا مع ارتفاع معدلات التضخم إلى أعلى مستوياتها في ربع قرن، قد انعكس سلبا على الليرة التركية.
ونزلت الليرة التركية خلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم الأربعاء إلى مستويات 17.5991 ليرة دولار بتراجع بلغت نسبته 0.2%، مقابل الإغلاق أمس الثلاثاء عند مستويات 17.5562 ليرة دولار، لتخطو صوب مستويات الـ 18 ليرة دولار التاريخية.
تصريحات أردوغان
وقال الرئيس التركي أمس الثلاثاء لقد مرت بلادنا بأوقات استثنائية منذ فترة، بدأ هذا الاستثناء مع أحداث جيزي، واستمر مع أحداث بورصة الأوراق المالية، والمؤامرات في 17-25 ديسمبر.
وأشار أردوغان إلى أولئك الذين استخدموا حالة عدم اليقين بعد انتخابات 7 يونيو، وأحداث 15 يوليو، والهجمات على اقتصادنا في عام 2018، وموجة ارتفاع سعر الصرف في ديسمبر.
الليرة التركية تنهار.. ما السبب؟
وشهدت الليرة التركية تراجعاً ملحوظاً فى الفترة الأخيرة بنسبة بلغت حوالي 0.4% مقابل الدولار.
ويأتي هذا التراجع وسط مخاوف عديدة من زيادة التضخم، بعدما تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بمواصلة خفض أسعار الفائدة بالبنوك.
وفى هذا الصدد ، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في خطاب سابق، إنه سعى إلى خفض أسعار المستهلكين السنوية إلى نسبة بلغت حوالي 73% الشهر الماضي باعتبارها مجرد أحد مشاكل الاقتصاد، على أن تبدأ في التراجع خلال أوائل العام المقبل.
وعلي الجانب الآخر، شهدت الليرة تراجعاً إلى قيمة بلغت حوالي 16.669 أمام الدولار ، بعد أن أغلقت عند حوالي 16.58 ، أمس الإثنين.
كذلك أيضا شهدت العملة التركية انخفاضا بنسبة بلغت حوالي 21% هذا العام، إضافة إلى ذلك تراجعها بنسبة بلغت حوالي 44% خلال عام 2021 ، وذلك بعد سلسلة من التخفيضات غير التقليدية في أسعار الفائدة على الرغم من التضخم المرتفع.
وأشار الرئيس التركي، خلال حديثه بعد اجتماع مع مجلس الوزراء التركي، إلى أن تركيا لن ترفع أسعار الفائدة بل ستقوم بخفضها في مواجهة ارتفاع تكاليف المعيشة.
مواصلة تعزيز الإنتاج والصادرات والتوظيف
وخلال حديثه أيضا ، تعهد أردوغان بمواصلة تعزيز الإنتاج والصادرات والتوظيف وذلك عن طريق سياسته غير التقليدية لأسعار الفائدة المنخفضة، كما وعد أردوغان مجددا بفائض في ميزان المعاملات الجارية ، وهو ما سيدفع العملة للاستقرار في نهاية المطاف ويهدئ التضخم.
ومن جانبه كشف أردوغان عن “جزء من المشكلة وهي التضخم حيث أن بعض المواطنين يصرون على الاحتفاظ بمدخراتهم وذلك بالعملات الأجنبية، والجزء الآخر هو أيضا المدخلات المستوردة بسبب ما يعرف بتزايد الإنتاج.
قائلا فى تصريحاته : أن الحكومة لن ترفع معدلات الفائدة، وذلك على العكس نواصل خفض المعدلات”، وحث الأتراك كذلك على الاستفادة من قروض منخفضة الفائدة وعلى الاستثمار.
وحول الصراع الروسي ، قال أردوغان : إذا لم يكن هناك أي صدام في المنطقة، فإن الناس سيمكنهم الشعور بفوائد ملموسة لبرنامجنا الاقتصادي، يحدونا الأمل بأننا سنكون في هذه المرحلة بالأشهر القليلة الأولى من العام المقبل.