شهدت الأيام الماضية زيادة مطردة لأسعار النفط ليقفز لمستويات مرتفعة تتجاوز الـ 85 دولار للبرميل، وسط توقعات كثيرة ونظرة سلبية لنتائج ارتفاع الأسعار.
كشف المهندس مدحت يوسف، نائب رئيس هيئة البترول سابقا، أن أوروبا تعاني كثيرا من ارتفاع أسعار النفط وهو ما أثر على اقتصادياتهم بشكل كبير بسبب ظروف الحرب الروسية الأوكرانية .
وأكد مدحت يوسف، في تصريح خاص لـ “عالم المال”، أن ارتفاع أسعار النفط سيؤثر بشكل سلبي على أوروبا، وخاصة مع وجود موقف معادٍ من الشعب الأوروبي لأمريكا نتيجة الظروف والصراعات السياسية.
وأشار إلى أن ارتفاع الأسعار يعود إلى محاولة أوبك بلس الحفاظ على مستوى سعري للنفط من خلال اتخاذ مجموعة من الإجراءات الحاسمة لتقييد المعروض من النفط بحيث يتوافق مع حجم الطلب، ونجحت في ذلك وهو ما اتضح حاليا على ارتفاع الأسعار، وخاصة بعد أن قامت بتخفيض إنتاج النفط ميلوني برميل يوميا بعد انخفاض أسعار النفط حيث كان قرارها مفاجئا ولكن نتائجة كانت سليمة تماما.
وأضاف أن هناك سقف لأسعار النفط تتحكم فيه أوبك بلس وهو يتراوح ما بين 80 لـ 100 دولار، مؤكدا أنه لا يرجح أن يزيد السعر عن 100 دولار وخاصة مع وجود صراع ما بين الرغبة في تخفيض الأسعار ووضع سقف له أو ارتفاع الأسعار.
تأثير ارتفاع الأسعار على مصر
وعن تأثيره على مصر، أشار إلى الأسعار الحالية لبيع النفط والتي تتراوح 83 أو 85 دولار لن يؤثر بقوة على مصر لأنه يتوافق مع حدود الموازنة في مصر، ولكن في المقابل مصر لديها خطة أخرى من خلال تصدير الغاز وهو ما سيساهم في اعتدال الميزان التجاري.
وعن تأثير زيادة أسعار النفط على السوق في مصر، أشار إلى أن هذا يرجع إلى حسب حجم انتاج النفط، وأن زيادة الأسعار ستؤثر سلبا على الدولة ولكن حجم التأثير يرتبط بحجم الزيادة التي ستحدث في أسعار النفط وشكل إنتاج مصر من النفط والذي يسمى ” فايل برودكش” فهو ما سيحدد مستقبل مصر.
وكان قد توقع نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، استمرار تأرجح أسعار النفط خلال العام المقبل (2023) بالوتيرة نفسها التي شهدها العام الجاري (2022) خلال مرحلة ما قبل الحرب الأوكرانية والقفزة التي سجلتها مستويات الأسعار بعدها.
وقال نوفاك، إن مستويات التسعير الحالية لخام برنت دلالة عاكسة لسوق النفط، متوقعًا دفع العجز المحلي للدول نحو فرض زيادات إضافية على أسعار الخام، حسبما نقلت وكالة الأنباء الروسية “تاس”، عن تصريحات متلفزة له في قناة “روسيا 24”.
وكان نوفاك قد أشار إلى اتجاه الكرملين إلى خفض إنتاج الخام بما يتراوح بين 500 و700 ألف برميل يوميًا، بدءًا من مطلع العام المقبل (2023)، وفق تصريحات رسمية له تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
روسيا وأسعار النفط
توقع نائب رئيس الوزراء الروسي تراوح أسعار النفط خلال العام المقبل (2023) بين 70 و100 دولار للبرميل، في مواصلة للتقلبات التي شهدتها أسواق الخام العام الجاري (2022).
وفي الوقت ذاته، شملت توقعات نوفاك تسجيل أسعار الخام زيادات محتملة تفوق مستوى 100 دولار للبرميل، تبعًا لمستويات العجز المحلي، مشيرًا إلى أن تسعير خام برنت يُعد أحد معايير القراءة الدقيقة لسوق النفط في الآونة الحالية.
روسيا تدرس خفض إنتاج النفط 7%.. وحظر البيع للدول المشاركة في سقف الأسعار
وبخلاف التوقعات الروسية لنطاق أسعار النفط العام المقبل (2023)، انتقد نوفاك تراجع استثمارات الخام العالمية إلى ما يقرب من النصف بالمقارنة بين بيانات العام الجاري (2022) والماضي (2021)، وفق “تاس”.
وقال نوفاك إن استثمارات قطاع النفط العالمي خلال العام الجاري (2022) بلغت 400 مليار دولار، انخفاضًا من 700 مليار دولار سجلتها العام الماضي (2021)، معتبرًا أن ارتفاع أسعار الطاقة ومعدلات العجز العالمية دفعا نحو زيادة التضخم وإغلاق المرافق الإنتاجية.
مَن السبب؟
واتهم نائب رئيس الوزراء الروسي، الأوروبيين بالوقوف وراء تسجيل أسواق محددة مستويات عجز، بالإضافة إلى الارتفاعات التي تلحق أحيانًا بمستويات أسعار النفط.
وأرجع نوفاك ذلك إلى ما أطلق عليه “التدابير الشعبوية” لبعض دول القارة العجوز، وتدخل تلك الدول في أدوات السوق.
وجاء اتهام نوفاك للأوروبيين عقب تنفيذ حزمة العقوبات الجديدة على النفط الروسي أسبوعها الـ3 منذ 5 ديسمبر/كانون الأول الجاري، بما يشمل الحظر الأوروبي وتطبيق السقف السعري لشحناته المنقولة بحرًا حال تجاوزها نطاق 60 دولارًا للبرميل.
ويشير الرسم أدناه -الذي أعدته منصة الطاقة المتخصصة- إلى توقعات الطلب العالمي على النفط خلال العام المقبل (2023) بالمقارنة بين رؤية منظمة أوبك ووكالة الطاقة الدولية وإدارة معلومات الطاقة الأميركية:
وتثير توقعات نوفاك الجدل باعتبار أن نطاق توقعاته لأسعار الخام بين 70 و100 دولار للبرميل العام المقبل (2023) يفوق النطاق المحدد من قبل ائتلاف السقف السعري (60 دولارًا للبرميل).
ويبدو أن تداعيات العقوبات الغربية الجديدة بدأت الظهور على رؤية موسكو تجاه قطاع النفط، إذ قال نوفاك -في تصريحات سابقة له- إن هناك اتجاهًا قويًا لخفض إنتاج الخام الروسي.