تعتزم شركتان من أمريكا وروسيا تقديم عروض للجهات المعنية في مصر لإنشاء مفاعلات نووية سلمية لإنتاج الكهرباء بقدرات تصل إلى 300 ميغاوات.
ومن جانبه قال المهندس مدحت يوسف نائب رئيس هيئة البترول السابق، في تصريحات خاصة، أن هذه الخطوة جيدة لإنشاء مفاعلات نووية سلمية لإنتاج الكهرباء وهي طاقة لا تحتاج إلى وقود احفوري أو غازي أو وسائل وخطوط أنابيب لنقل الغاز وتوصيله لمناطق بعيدة.
أشار إلى أن الطاقة النووية تصلح للمناطق النائية والمناطق العمرانية الجديدة التي تتطلب بنية تحتية حديثة وبالتالي فهي لا تكلف الدولة بنية تحتية بتكلفة عالية جدا، فمثلا مكان مثل توشكي والواحات البحرية تكون محتاجة طاقة ولكي تصل لها الطاقة تصل لها وسائل نقل متعددة عبر مسافات طويلة.
أوضح أن العوائد الاقتصادية التي ستعود على مصر أنها ستوفر في الوقود الاحفوري، فضلا على أنه سيزيد من انتاج الكهرباء مع وجود خطة وفائض من الكهرباء وخاصة أن مصر تتجه إلى الطاقة الشمسية.
اشار إلى أن ميزة انشاء محطات الطاقة النووية تواجدها في مناطق نائية ومع وجود امان في تشغيل هذه المحطات تبعا لشروط الأمان النووي، مؤكدا أن العالم يتجه لإنشاء هذه المحطات لانها ستكون الأرخص مع مرور السنين.
وتأتي العروض المزمع تقديمها بالتزامن مع خطة الاقتصاد العربي الأكبر من حيث عدد المستهلكين لتنويع مصادر إنتاج الطاقة، والمضي قُدُماً بتنفيذ محطات الطاقة النووية بمنطقة الضبعة بمحافظة مرسى مطروح.
ويهدف مشروع الضبعة النووي لتوليد الطاقة الكهربائية الذي جرى توقيع الاتفاقيات الخاصة به عام 2015، وتنفذه شركة “روساتوم” الروسية، إلى إنشاء أول محطة طاقة نووية في مصر، بتكلفة 28.5 مليار دولار، مموّلة بشكلٍ أساسي عبر قرض روسي بقيمة 25 مليار دولار يتم سداده على 35 عاماً.
وبحسب المصادر، الشركتان الأمريكية والروسية أجرتا مناقشات، وصلت إلى مرحلة المباحثات، مع مسؤولي هيئة المحطات النووية المصرية بشأن التعاون في مجال الطاقة النووية السلمية، والتشاور بشأن تقديم عرض رسمي يتضمن إنشاء مفاعلات طاقة نووية صغيرة مع توفير جهات بنكية تتولى تمويل المشاريع بشروط ميسرة.
وتتميز المفاعلات النووية الصغيرة بإمكانية تصنيع أكثر من وحدة توليد طاقة في منشأة واحدة، فضلاً عن سهولة نقلها وتوطينها في مواقع نائية لا يمكن إقامة المفاعلات التقليدية فيها. وتنتج المفاعلات الصغيرة ما يتراوح بين 50 إلى 300 ميغاواط من الكهرباء، وتكلفتها أقل من المفاعلات الكبيرة ويمكن تشييدها وفق مراحل أسرع وبوقتٍ أقل. لكنها في المقابل تولّد إشعاعات نووية أكثر لكل وحدة طاقة تنتجها مقارنة بـالمفاعلات الكبيرة.
يوجد حول العالم حالياً 3 مفاعلات نووية صغيرة ناشطة، تولّد الطاقة الكهربائية في كل من روسيا والصين والهند، و4 مشاريع لمفاعلات نووية صغيرة وصلت لمراحل متقدّمة من الإنجاز في كل من روسيا والصين والأرجنتين