أكد الدكتور محمد عثمان، الرئيس التنفيذي لشركة لافاش جروب، أن الحرب الجارية بين الجيش السودانى وقوات الدعم، لن تؤثر على أسعار اللحوم فى مصر، مضيفًا أن ارتفاع سعر الدولار وعدم توافر الخامات مع انخفاض القوة الشرائية، الأكثر ضررا على أسعار السوق بشكل مباشر، والتى تؤدى إلى ارتفاع الأسعار.
وأضاف الدكتور محمد عثمان، أن أسعار اللحوم السودانية لا تفرق عن المحلى، ولم يؤثر على سعر اللحوم فى مصر سواء بالسلب أو الإيجابي، وتبحث وزارة التموين والتجارة الداخلية مع شركة اتجاهات السودانية إجراءات تأمين وصول شحنات اللحوم المتعاقد عليها.
وأشار الدكتور محمد عثمان الرئيس التنفيذي لشركة لافاش جروب، إلى أن السودان من أبرز الدول التي يتم الاعتماد عليها في استيراد المواشي المُحسنة فى مصر، مضيفًا أن فى نشاط التسمين تأتي في المقدمة دول أمريكا اللاتينية مثل البرازيل وأوروجواي، أما عن الأبقار الحلاب فتأتي دول الاتحاد الأوروبي مثل ألمانيا وفرنسا وهولندا وأيضا الولايات المتحدة الأمريكية.
شركة اتجاهات السودانية
وكان الدكتور علي المصيلحي وزير التموين قد وقع اتفاق مع شركة اتجاهات السودانية لتوفير اللحوم الطازجة لمدة عامين بدءا من أول يناير 2022 وحتي يناير 2024.
يشار إلى أنه يتم استقدام اللحوم السودانية من خلال شركة اتجاهات السودانية، حيث يتم استقدام الماشية الحية من السودان إلي مجزر أبو سمبل لذبحها ثم إرسالها إلي محجر توشكى تمهيدًا لشحنها إلى المنافذ التموينية في محافظات الجمهورية، عبر الشركة المصرية للحوم والدواجن التابعة لوزارة التموين من خلال أسطول من السيارات المبردة بعدد 42 سيارة تتراوح سعات السيارات من 2 و4 و10 أطنان وحتى 25 طنًّا، وهي جاهزة للتوجه لأي منطقة داخل مصر.
تأثير أسواق اللحوم بالحرب السودانية
وقال محمد ريحان، عضو شعبة القضابين بغرفة القاهرة التجارية، أن هناك تخوفات بين العديد من المواطنين من تأثر سوق اللحوم من الأحداث الجارية فى السودان خاصة أن مصر تعتمد على جزء كبير من اللحوم السودانية فى الاستهلاك المحلى نتيجة لجودتها وأسعار المخفضة، مؤكدة أن الحرب فى السودان سيكون لها تأثير على سوق اللحوم فى مصر.
وأضاف عضو شعبة القضابين بغرفة القاهرة التجارية، أن سوق اللحوم البلدى يشهد حالة من الركود وضعف فى المبيعات وحجم الاستهلاك، بالتزامن مع استمرار ارتفاع الأسعار خلال الفترة الماضية وندرة الطلب، مع توجه المواطنين لتلبية احتياجاتهم من الدواجن والأسماك، معتبرًا أن عيد الفطر المبارك الذى انتهى خلال الايام الماضية لا يعتمد المواطنين فيه على تناول اللحوم عكس العيد الأضحى والذى يزيد فيه استهلاك اللحوم.
وعن تأثير الأحداث السياسية والحرب في السودان، على سوق اللحوم فى مصر، أكد “ريحان” أن الحرب الجارية بين الجيش السودانى وقوات الدعم سيكون لها تأثير بالفعل على سوق اللحوم من ناحية زيادة أسعارها،خاصة مع توقف الاستيراد والتصدير فى البلاد خلال الفرتة الاخيرة بسبب الأحداث والحرب، فضلاً عن تكاليف الشحن، مطالبًا الدولة بالتوجه نحو البحث عن أسواق جديدة، مثل إثيوبيا، الصومال ودول أخرى لحل المشكلة التي ستؤدي إلى نقص اللحوم السودانية.
يذكر أن السودان تعد موردًا رئيسيًّا للمواشي واللحوم الحية وهي إحدى السلع الإستراتيجية لمصر، حيث تمد السودان مصر بنحو 10% من احتياجاتها من هذه السلع.
المجمعات الاستهلاكية
وتطرح وزارة التموين اللحوم السودانية داخل المجمعات بأسعار مخفضة عن السوق الخارجي بنحو 30%، ويبلغ سعر كيلو اللحوم السودانية الطازجة 165 جنيهًا.
وكشفت بيانات الهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات، حول التبادل التجاري بين مصر وقارة إفريقيا خلال الربع الأول من العام الجاري، أن السودان احتل المرتبة الثانية بقائمة أكبر 5 أسواق مستقبلة للصادرات المصرية بقيمة 226 مليون دولار.
وبلغ حجم التبادل التجاري بين مصر وأسواق القارة الإفريقية بلغ نحو 2.12 مليار دولار خلال الربع الأول من العام الجاري، لافتاً إلى أن قيمة الصادرات السلعية المصرية إلى القارة بلغت 1.61 مليار دولار، كما بلغت قيمة الواردات المصرية من القارة 506 ملايين دولار، وفقا للمهندس أحمد سمير وزير التجارة والصناعة المصري.
وأفادت وكالة موديز للتصنيف الائتماني أن امتداد الاشتباكات في السودان لفترة مطولة هو خطر متزايد وسيكون لديه تأثير ائتماني سلبي على البلدان المجاورة، وبنوك التنمية متعددة الأطراف المنكشفة على ديون هذه الدول.
وفي 15 أبريل الجاري، اندلعت شرارة المعارك في السودان بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي”، وهو ما أدي إلى سقوط مئات القتلى وآلاف الجرحى، وسط تحركات دولية لإجلاء الرعايا الأجانب من البلاد.