ارتفعت أسعار الأرز إلى مستوى قياسي في غضون 15 عامًا، مما أثار مخاوف من تصاعد تكاليف الغذاء بشكل كبير في الدول التي تعاني من الفقر، خاصة أنه يُعتبر مكونًا أساسيًا في وجبات المليارات من الأشخاص في آسيا وأفريقيا، حيث يمثل ما يصل إلى 60% من السعرات الحرارية الإجمالية لسكان جنوب شرق آسيا وأفريقيا.
وقفزت أسعار الأرز مؤخرًا، مما زاد الضغوط على الأسواق العالمية للغذاء التي تعاني بالفعل من التغيرات المناخية المتطرفة والصراعات المتصاعدة في أوكرانيا، ووصل سعر الأرز الأبيض التايلندي، الذي يُعتبر المعيار في آسيا، إلى 648 دولاراً للطن هذا الأسبوع، بسبب التهديدات المتعلقة بالطقس الجاف لمحاصيل تايلندا وتشديد الهند، التي تمثل 40% من تجارة الأرز العالمية، قيود التصدير لحماية سوقها المحلية.
وتثير هذه الزيادة في أسعار الأرز مخاوف متزايدة بشأن نقص الإمدادات العالمية وتهديدات حدوث موجة جديدة من التجارة الحمائية، حيث تسعى الحكومات لضمان احتياطيات غذائية كافية، وتزداد هذه المخاوف مع عودة ظاهرة “إل نينيو”، التي قد تتسبب في جفاف محاصيل الأرز التي تعتمد على المياه في آسيا.
وقال جوزيف جلوبر، الباحث لدى المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية في واشنطن، في تصريحات لـ”بلومبرج” إن ارتفاع أسعار الأرز قد يؤدي إلى زيادة تكلفة الغذاء، وخاصة بالنسبة للأسر الفقيرة في أكبر دول استهلاك للأرز في آسيا، وقد يؤدي حظر تصدير دولة واحدة إلى تبعات مماثلة من قبل الدول الأخرى، وبالتالي، يكون الفقراء في جميع أنحاء العالم هم الخاسرون الأكبر.
ومن المتوقع أن يتراوح ارتفاع أسعار الأرز بين التدريجي والسريع، وستحدد هذه الزيادة ما إذا كان المستهلكون قادرون على التكيف بدون حدوث ذعر. وفي ضوء تلك الزيادة، يتم توقع زيادة إضافية في أسعار الأرز بمقدار 100 دولار للطن خلال 6 إلى 12 شهر.