أكد المستشار الألماني، أولاف شولتس، أن الاستثمارات المستقبلية في التكنولوجيا الخضراء ستسهم في تنشيط اقتصاد بلاده الذي يعد الأكبر في أوروبا.
وقال “شولتس” في مقابلة مع إذاعة “زي دي إف”، إن الإنفاق على مصادر الطاقة المتجددة وإنتاج الهيدروجين، بالإضافة إلى التوسع في البنية التحتية ذات الصلة، سيؤثر بشكل كبير على الاقتصاد بأكمله، مضيفا: “لقد قمنا بخطوات هامة وسريعة جدًا، وقمنا بتعديلات على التشريعات لتحقيق التنمية اللازمة لتلبية احتياجاتنا في المستقبل”.
شهد الاقتصاد الألماني ركودًا خلال الربع الثاني من العام، بسبب ارتفاع تكاليف الطاقة ونقص المهارات العمالية وزيادة أسعار الفائدة في منطقة اليورو، واستمر انخفاض الإنتاج الصناعي، الذي يُعتبر مؤشرًا رئيسيًا للانتعاش الاقتصادي، في يونيو، بفعل انخفاض أداء قطاعي السيارات والإنشاءات.
تزايدت الدعوات إلى تمديد سقف أسعار الكهرباء والغاز للشركات والأسر بسبب الصراعات الحالية. في الوقت نفسه، تواجه ألمانيا تحديات مباشرة، وتعمل الحكومة على تقديم مساعدات بقيمة مليارات اليورو لجذب شركات تصنيع الرقائق.
وفي هذا الشهر، وافقت شركة “تايوان سيميكوندوكتور مانوفاكتشورينغ” على بناء مصنع بتكلفة 10 مليارات يورو (11 مليار دولار) في شرق ألمانيا بالتعاون مع “إنفنيون تكنولوجيز” و”إن إكس بي سيمي كونداكتورز” و”روبرت بوش”.
تعتبر هذه الخطوة ضربة قوية لصالح “شولتس”، الذي تراجعت شعبية حزبه “الديمقراطي الاشتراكي” أمام حزب “البديل لألمانيا” اليميني المتطرف وفقًا لنتائج استطلاعات الرأي، وذلك بعد أن وافقت الحكومة على تقديم مساعدة بقيمة 10 مليارات يورو لبناء مصنع جديد لشركة “إنتل” في ماغديبورغ.
ومن المتوقع أن يقدم التحالف شولتس، المكون من ثلاثة أحزاب وهي “الديمقراطي الاشتراكي” و”الخضر” و”الديمقراطي الحر” الليبرالي، مساعدات تصل إلى 5 مليارات يورو لشركة “تايوان سيميكوندوكتور مانوفاكتشورينغ” وفقًا لتقرير “بلومبرغ”.
وأشار شولتس قائلاً: “هذه الشركات لم تختار ألمانيا فقط بسبب الدعم المالي، ولكن أيضًا بسبب مكانتها الاقتصادية”.
يواجه تحالف شولتس تحديًا في تحقيق الأغلبية والتفوق في استطلاعات الرأي الحالية؛ وأظهر استطلاع أجرته “زي دي إف”، أن 21% فقط من المشاركين يثقون في قدرة شولتس على تنفيذ أجندته.