قفزت أسعار النفط مع قيام الولايات المتحدة وحلفائها بشن غارات جوية على أهداف المتمردين الحوثيين في اليمن، مما كثف عمليات الانتقام من الهجمات على السفن في البحر الأحمر والتي عرّضت للخطر تدفقات الوقود والبضائع عبر الممر المائي الحيوي.
قال الرئيس جو بايدن إن الضربات نُفذت بنجاح ضد عدد من الأهداف في اليمن التي تستخدمها الجماعة المسلحة المدعومة من إيران. وتم استهداف مواقع الرادار ومنصات إطلاق الصواريخ. وارتفع خام برنت القياسي العالمي بنسبة 3.8% متجاوزاً 80 دولاراً للبرميل، في حين اقترب خام غرب تكساس الوسيط من 75 دولاراً مع ارتفاع أحجام التداول.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، شنّ الحوثيون أكبر هجوم لهم حتى الآن على الشحن في البحر الأحمر، على الرغم من وجود قوة بحرية بقيادة الولايات المتحدة. وأدى ذلك إلى تحذيرات انتقامية من قبل واشنطن. ومما زاد من الاضطرابات استيلاء إيران على ناقلة قبالة سواحل عُمان أمس الخميس.
وتصاعدت التوترات في الشرق الأوسط منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في أكتوبر الماضي، حيث أطلق الحوثيون صواريخ على السفن بشكل شبه يومي خلال الشهرين الماضيين. وقالت الجماعة إنها لن تتراجع حتى تتوقف إسرائيل عن قتال حماس، التي تمولها إيران أيضاً.
يتعرض النفط لضربات قوية منذ بداية العام، حيث يتحرك في كثير من الأحيان أكثر من دولارين يومياً دون تحديد اتجاه واضح. في حين أن القتال في الشرق الأوسط ساهم في دعم النفط الخام، إلا أن المخاوف بشأن ارتفاع العرض من خارج “أوبك+”، وتخفيضات الأسعار الكبيرة من قبل المملكة العربية السعودية، وتوسيع المخزونات الأميركية عوامل أثرت على الأسعار.
وقال روبرت ريني، رئيس أبحاث السلع والكربون في شركة “ويستباك بانكينغ” (Westpac Banking Corp): “لقد حذّرت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة من أنه سيتم اتخاذ إجراء إذا واصل المتمردون الحوثيون هجماتهم، لذلك لا ينبغي أن يكون هذا الإجراء غير متوقع”. وأضاف أنه مع ذلك، قد يتجاوز خام غرب تكساس الوسيط 75 دولاراً وخام برنت 80 دولاراً.
تُعد الغارات الجوية مقامرة للولايات المتحدة والمملكة المتحدة، اللتين قالتا مراراً وتكراراً إن الأولوية وسط القتال الدائر بين إسرائيل وحماس هي منعه من الانتشار. وهناك مخاوف من المملكة العربية السعودية وغيرها من أن مثل هذا الإجراء سوف يؤجج التوترات.
تشير تقديرات “سيتي غروب” إلى أن المخاطر الجيوسياسية في الشرق الأوسط أضافت دولارين إلى ثلاثة دولارات للبرميل لخام برنت، وأن علاوة المخاطر قد تزيد بشكل كبير إذا زاد انقطاع الإمدادات. وفي الوقت نفسه، قال بنك ستاندرد تشارترد إن سعر النفط حالياً أقل من السعر الفعلي بنحو 10 دولارات للبرميل على الأقل.
ودفع تحرك الحوثيين في البحر الأحمر العديد من شركات الشحن التجارية إلى توجيه سفنها حول الطرف الجنوبي لأفريقيا، بدلاً من المخاطرة بالمرور عبر الممر المائي الذي يربط قناة السويس، ما يؤدي إلى زيادة التكاليف.