تخطط المملكة العربية السعودية لإطلاق شركة طيران جديدة تعزز الروابط بين السعودية وقارة أفريقيا، في مسعى جديد لدعم الجوانب السياحية والاستثمارية بين الجانبين.
وفقًا لصحيفة “الاقتصادية” نقلا مصادر مطلعة، فإن هذه الخطوة تأتي في إطار التوسع في العلاقات الاقتصادية والسياحية مع الدول الأفريقية التي أبدت رغبة كبيرة في ذلك.
تفاصيل الإطلاق والتشغيل
المصادر التي نقلت عنها الصحيفة والتي شاركت في اجتماعات تأسيسية عُقدت في الرياض، أكدت أن المستثمر القائم على هذه المبادرة قد حصل بالفعل على الموافقات النظامية اللازمة من الجهات المحلية والاتحاد الأفريقي للطيران المدني.
ومن المنتظر أن يتم قريبًا الإعلان عن المزيد من التفاصيل المتعلقة بمواعيد إطلاق الشركة وتشغيلها والمسارات التي ستُشغلها.
الأهداف والتوقعات
ويقول الخبير الاقتصادي محمد البسيوني، إن الشركة الجديدة التي ستحمل اسم “طيران الرياض”، تهدف إلى تدشين مسارات جوية مباشرة ورحلات توقف متعددة بين السعودية وعدة دول في القارة السمراء.
وأضاف أنه من المتوقع، طبقا لما جرى إعلانه أن تنقل الشركة ما يقارب 385 مليون مسافر بحلول العام 2030، ما يسهم بشكل كبير في دعم المواسم والفعاليات السياحية والدينية في المملكة، مثل مواسم الحج والعمرة.
الخبير أوضح أن شركة الطيران الجديدة ليست بمبادرة حديثة تمامًا، لكنها بدأت عملياتها في السعودية عام 2016 تحت اسم آخر، وتوقفت في 2021 نتيجة لصعوبات اقتصادية متعددة، ولكنها أعادت تنظيم صفوفها لتعاود النشاط برؤية واستراتيجيات مُحكمة.
الدعم الاستثماري والتوسع المستقبلي
ويرى البسيوني أن الخطوة تعزز قدرات الشركة التشغيلية، لأنها ستجهز أسطولها الجوي وتعمل على التحالف مع مستثمرين آخرين لضمان توسعها المستقبلي وزيادة قوتها التنافسية في السوق، وسيشتمل أسطول الطيران على 5 درجات للحجز، مما يُتيح خيارات متعددة للمسافرين.
التأثير الاقتصادي والسياحي
وذكر الخبير الاقتصادي أنه منذ الإعلان عن تأسيس صندوق الاستثمارات العامة لشركة “طيران الرياض” في مارس 2023، شهدت المملكة قفزة في عدد السياح القادمين إليها، حيث وصل عددهم إلى نحو 27 مليون سائح خلال العام الجاري فقط، مشيرا إلى حجم الإنفاق الضخم الذي يتجاوز الـ100 مليار ريال. وبهذه الخطوة، تُمهد السعودية الطريق لتحويل البلاد إلى نقطة جذب سياحية عالمية، وتُعزز من مكانتها كمحور رئيسي في قطاع النقل الجوي الدولي.
وفي السياق ذاته، تستمر تحركات صندوق الاستثمارات العامة وفقًا لما ذكرته وكالة بلومبيرغ، حيث يُخطط للاستحواذ على شركة الخطوط الجوية السعودية، مما يؤكد على الطموحات الواسعة للمملكة في تعزيز قطاعها الجوي والسياحي على حد سواء.
تُظهر هذه التطورات جهود المملكة الحثيثة لتحقيق توسع اقتصادي وسياحي مستدام يعود بالنفع على البلاد وشركائها الدوليين، مع مراعاة التحديات الاقتصادية العالمية وتأثيرها على القطاعات المختلفة.