كتبت – أسماء عبد البارى
أحمد عشماوي: زيادة الأرصدة الأجنبية مؤشر على استعادة العملاء للثقة في تعاملات البنوك
تامر يوسف: الحكومة تسدد ديونا داخلية بالعملة الأجنبية من خلال العطاء
طرح البنك المركزى المصرى أذون خزانة بالدولار الأمريكى، وذلك لصالح وزارة المالية، لسداد أذون خزانة بالدولار سبق وأن تم طرحها فى وقت سابق، وطرح المركزى أول عطاء أذون خزانة بعد تحرير سعر الصرف مؤخرا بقيمة بلغت 980 مليون دولار لأجل عام يستحق في 29 أبريل 2025.
وتلقى البنك المركزى 23 عرضا من مستثمرين محليين وأجانب بقيمة 1.1176 مليار دولار لتغطية عطاء أذون خزانة محلية مقومة بالعملة الأمريكية، وقبل المركزى من تلك العروض 20 عرضا فقط بقيمة 997 مليون دولار، وبفائدة تراوحت بين 5.148 و5.149% ، دون أي تغير عن آخر عطاء مماثل طرحه البنك في 5 فبراير الماضي، وطلب المستثمرون عائدا وصل إلى 6.099% مقابل اكتتابهم في هذا العطاء وهو ما تم رفضه.
ويسمح المركزي بالاكتتاب في تلك الأذون لكل من البنوك المحلية والمؤسسات الأجنبية بحد أدنى للاكتتاب 100 ألف دولار ومضاعفاتها.
ويكتتب المستثمرون في الأذون بالدولار بنفس الأسلوب المتبع في طروحات الأذون بالعملة المحلية، حيث يقوم كل بنك من “المتعاملين الرئيسيين” بتقديم طلب الاكتتاب للبنك المركزي موضحا فيه المبلغ الذي سيكتتب به في الأذون وسعر الفائدة الذي يطلبه، ويتم تجميع الطلبات لدى البنك المركزي لدراستها وقبول المناسب منها.
ويتحدد عائد تلك الأذون الدولارية طبقاً لعدة مؤشرات، أهمها أسعار الفائدة على الدولار بالأسواق العالمية، وفرص الاستثمار البديلة المتاحة أمام البنوك والمؤسسات المالية المحلية والأجنبية، وتصنيف الدولة الائتماني.
وارتفع إجمالي الودائع بالعملات الأجنبية في البنوك المصرية بقيمة 1.1 مليار دولار خلال فبراير الماضي، وبلغت أرصدة ودائع العملاء بالعملات الأجنبية ارتفعها إلى 50.8 مليار دولار خلال فبراير الماضي مقابل 49.7 مليار دولار في يناير السابق له.
وتعد الزيادة في الودائع بالعملات الأجنبية في فبراير الأعلى على الإطلاق، وجاءت بالتزامن مع توقيع مصر أكبر صفقة استثمارية مع الإمارات بقيمة 35 مليار دولار لتطوير مدينة رأس الحكمة.
ورفعت البنوك المصرية سعر الفائدة على الودائع بالدولار بعد اتجاه الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على مدار آخر عامين باتباع سياسة نقدية تشددية وزيادة سعر الفائدة على الدولار إلى 5.5% بدلا من 0.25% قبل الزيادات بهدف كبح جماح التضخم بالولايات المتحدة الأمريكية.
بداية يؤكد أحمد عشماوي، مدير قطاع الخزانة فى أحد البنوك الخاصة، أن ارتفاع ودائع العملاء بالعملات الأجنبية راجع لعدة أسباب منها توقف المضاربات وتراجع سعر صرف الدولار في السوق الموازية مما دفع العملاء للاحتفاظ بمدخراتهم بالبنوك مرة أخرى.
وأضاف عشماوى أن هناك إقبالا كبيرا من قبل العملاء على شراء الأوعية الادخارية بالدولار للاحتفاظ بمحافظهم الأجنبية والاستفادة من الفوائد عليها بنفس العملة، مشيرا إلى أن الزيادة الكبيرة في الأرصدة الأجنبية مؤشر على استعادة العملاء للثقة في التعاملات الرسمية بالبنوك.
وتنقسم الودائع بالعملات الأجنبية في البنوك بين ودائع تحت الطلب والتي بلغت نحو 12.7 مليار دولار، وودائع لأجل وشهادات ادخار، والتي ارتفعت قيمتها إلى 35.8 مليار دولار.
وأضاف عشماوي أن طرح البنك المركزى المصرى أذون الخزانة مقومة بالدولار، يأتى توظيفا لودائع العملاء الدولارية، حيث يقوم البنك المركزى بطرح ببيع عطاءات أذون خزانة بالدولار وباليورو، ويستخدم جزءًا منها فى سداد جزء من الأذونات القديمة التى حل أجل استحقاقها فى الوقت الحالى، وما يتبقى يفتح به اعتمادات مستندية جديدة.
وعن سبب طرح المركزي أذونات قصيرة الأجل بالدولار، فى الوقت الذى حصلت فيه على أموال صفقة رأس الحكمة، أوضح أن الحكومة تلجأ لتلك السياسة من خلال البنك لتغطية نفقات استيراد القمح والمواد البترولية وغيرها من السلع التموينية التى يتطلب شراؤها مخزونا من العملات الأجنبية، لذا يطرح المركزي نيابة عن الحكومة الأذونات، مشيرا إلى أنه يخاطب جميع البنوك العاملة فى السوق المحلية من خلال طرح الأذون.
وتابع أن البنوك تمتلك ودائع دولارية خاصة بالمودعين من المؤسسات والأفراد، لذا تتقدم لطرح تلك الودائع إلى البنك المركزى لاستثمار تلك الودائع .
وأشار إلى أن البنك المركزى يمنح قيمة الأذون للحكومة بالجنيه المصرى لتغطية نفقاتها، فى حين تظل الأموال بالدولار فى احتياطى البنك.
وقال تامر يوسف، مدير قطاع الخزانة فى أحد البنوك الخاصة، إن طرح البنك المركزى لأذون الخزانة بالدولار يأتى لإقراض الشركات والحكومة من خلال توظيف ودائع العملاء الدولارية.
وأوضح أن الحكومة تسدد من خلال العطاء استحقاقات لديون داخلية بالعملة الأجنبية، مضيفًا أن الفترة المقبلة قد يكون هناك اتجاه إلى طرح مزيد من أذون الخزانة الدولارية حسب جدول أقساط وفوائد الدين الخارجى على مصر.