• logo ads 2

سر سيطرة الدولار على عرش العملات في العالم.. هل يوجد بديل؟

alx adv
استمع للمقال

يظل الدولار الأمريكي رائد العملات العالمية، رغم التغيرات السريعة والكبيرة، التي يشهدها السوق، إذ يعتبر وسيلة الدفع المُفضلة في المعاملات الدولية على مستوى العالم، ويُعتبر العملة الأساسية للاحتياطيات النقدية للدول في جميع أنحاء العالم، سواء كانت تلك الدول صديقة أو معادية للولايات المتحدة الأمريكية.

اعلان البريد 19نوفمبر

هيمنة الدولار تعود تاريخيا إلى زمن صعود الولايات المتحدة كقوة عالمية بعد الحرب العالمية الثانية، وتحولت عملتها الدولار للمركز الأساسي للمستثمرين والمساهمين في الأسواق العالمية، ويُعتبر حاليا من أفضل الوسائل لتخزين الثروة في الأوقات الاقتصادية الجيدة والسيئة، وذلك اعتمادا على الاستقرار السياسي والاقتصادي الفريد للولايات المتحدة، وذلك طبقا لتقرير نشرته وكالة بلومبيرج.

واحدة من أبرز مزايا الدولار، وفقا لـ”بلومبيرج” هي وفرة الأصول المقومة به، ما يجعلها من بين أكثر الأصول سيولة في العالم، ويسهل عمليات الشراء والبيع، حتى في الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها الولايات المتحدة نفسها، إذ يبقى الدولار محط أنظار المستثمرين، فحتى في أزمة الإسكان التي ضبت أمريكا عام 2008، خرج الدولار بمكاسب كبيرة قدرت بـ26٪ مقابل سلة من ست عملات رئيسية، وذلك خلال عام واحد.

أسباب هيمنة الدولار على سوق العملات

وتعزى هيمنة الدولار، في جزء منها إلى حجم الاقتصاد الأمريكي الهائل، حيث يقارب حجمه إجمالي حجم اقتصادات الصين، اليابان، وألمانيا مجتمعةً، كما أنه مدعوم بوزن الولايات المتحدة الاقتصادي، والتي تحتضن أسواق رأس المال الأكبر والأكثر سيولة في العالم.

ويعزز تفوق أسواق الأوراق المالية الأمريكية على نظيراتها في البلدان الأخرى، وتُضخم سوق سندات الخزانة الأمريكية لتبلغ 27 تريليون دولار، وهي الأكبر عالمياً، قوة الدولار، فعندما تحتاج الشركات إلى سيولة نقدية، فإنها تتجه في الغالب إلى الأسواق الأمريكية لبيع الأسهم أو إصدار السندات أو الحصول على القروض.

مستقبل الدولار: بين الثبات والتحول

قوة الدولار الأمريكي تعتمد على أكثر من مجرد عبارة “نثق بالله” المطبوعة على فئاته المختلفة، فهي تستمد قوتها من البنية المؤسسية القوية في الولايات المتحدة، فمثلا مجلس الاحتياطي الفيدرالي لديه سجل حافل من الحفاظ على استقلاله، ما يعزز الثقة في النظام المالي الأمريكي، كذلك يدفع قوة الدولار عدم تتخلف الولايات المتحدة قط عن سداد ديونه، وأيضا عدم تعرضها لتضخم مفرط، وإن حدث تتصدى له فورا بكل الوسائل الممكنة، مثل ما حدث خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة؛ كل تلك العوامل تعزز ثقة المستثمرين في الدولار كمخزن للقيمة وكرهان آمن في الأوقات الصعبة.

لكن رغم قوة الدولار وثباته، فإن المستقبل قد يشهد تحولات؛ فدائما ما تتغير العملات الاحتياطية العالمية عبر التاريخ، مع حدوث أزمات اقتصادية وتحولات في الهيمنة الاقتصادية.

لذلك فإن الدولار الأمريكي يواجه عددا من التحديات وعليه أن يتخطاها دائما ليظل في الصدارة، أولها التأثير الاقتصادي لقرارات الولايات المتحدة، نظرا لأن قرارات السياسة النقدية والاقتصادية التي تتخذها الولايات المتحدة قد تؤثر بشكل كبير على الاقتصادات العالمية؛ على سبيل المثال، رفع أسعار الفائدة يمكن أن يزيد من قيمة الدولار مقارنةً بالعملات الأخرى، مما يؤثر على صادرات الدول الأخرى ويؤثر على توازن التجارة العالمية.

كما أن الدول التي تعتمد بشكل كبير على الدولار قد تجد صعوبة في تحمل التكاليف المرتبطة بسداد ديونها المقومة بالدولار، في حالة ارتفاع قيمته مقارنةً بعملاتها المحلية، مما قد يؤدي إلى أزمات مالية.

وأيضا في حالة تفاقم التضخم أو زيادة حجم الديون بشكل كبير، قد تنشأ أزمات مالية تهدد استقرار الاقتصاد العالمي وتؤثر على قوة الدولار كعملة عالمية.

تهديدات هيمنة الدولار

تهدد هيمنة الدولار عدة أمور أهمها التحديات متزايدة التي تواجهها أمريكا في إدارة ديونها الهائلة، حيث يتعين عليها الحصول على موافقة الكونغرس لزيادة سقف الدين.، وتلعب المشروعات القانونية واجبة الإقرار دورًا كبيرًا في هذه العملية، حيث يمكن للمشرعين استخدام نفوذهم لتحقيق مطالبهم، وهذا يمكن أن يؤثر على الاستقرار المالي ويضعف مكانة الدولار كعملة عالمية.

السياسات الداخلية الأمريكية التي تؤثر على الاقتصادات العالمية يمكن أن تؤدي أيضا إلى تقلبات في أسواق العملات والأسهم العالمية ويعرض استقرار الدولار للخطر؛ هذا بجانب التحديات الجيوسياسية الجديدة، مثل الصراعات الجيوسياسية والحروب الاقتصادية، والتي يمكن أن تؤثر على هيمنة الدولار وتهددها في المستقبل.

هل هناك بدائل ممكنة للدولار؟

هناك عدة بدائل للاعتماد على الدولار في المعاملات الدولية، لعل أبرزها اليورو الأوروبي، واليوان الصيني، والأصول مثل الذهب وحتى العملات الرقمية مثل بيتكوين؛ لكن مع ذلك، فإن كل من هذه البدائل يعاني من نقاط ضعف مقارنة بالدولار، مما يجعل الدولار يظل الخيار الأول للعديد من الدول والشركات العالمية.

رغم أن اليورو يحتل المرتبة الثانية على مستوى العالم، فيما يتعلق بحجم المعاملات الدولية والاحتياطيات وحجم أسواق رأس المال، إلا أنه ما زال يواجه عقبات كبيرة ليحل محل الدولار؛ أولها التوتر الاقتصادي في بعض دول منطقة اليورو نتيجة لديون غير مستدامة، مما أثار مخاوف بشأن استمرارية العملة الموحدة.

أما اليوان الصيني فيواجه عدة عقبات أبرزها أن حجم الاقتصاد الصيني ما يزال أقل بكثير من الاقتصاد الأمريكي، ما يجعل اليوان يواجه صعوبة في منافسة الدولار؛ هذا بجانب قيود نقل رأس المال الصارمة التي تفرضها الصين، مما يقيد قدرة المستثمرين على الاحتفاظ باليوان ويقلل من جاذبيته كعملة دولية.

الذهب أو بتكوين قد يكونان عملة المستقبل

كثيرون يروجون لفكرة أن الوريث الحقيقي للدولار لن يكون عملة تصدرها دولة، بل سيكون الذهب أو بتكوين؛ ومع ذلك، فإن كلا الخيارين يواجهان عقباتٍ مختلفة.

الذهب مثلا يعتبر مخزنًا للقيمة منذ آلاف السنين، ولكن استخدامه كشكل أساسي للدفع قد أظهر خطورة على الاستقرار المالي والاقتصادي. وقد تم التخلي عن معيار الذهب التقليدي في ثلاثينيات القرن العشرين بسبب هذه الصعوبات.

أما بيتكوين على الرغم من أنها وباقي العملات المشفرة الأخرى أحدث بكثير، لكنها لم تظهر بعد نوع الاستقرار والقبول الواسع النطاق الذي قد يكون مطلوبًا لعملة احتياط عالمية.

هل ينتهي عصر الدولار قريبا؟

وفقا للتقرير “بلومبيرج” عن هيمنة الدولار، فإلى الآن لا يبدو أن الدولار مهددًا بشكل كبير، على الرغم من الاستياء من هيمنة الدولار واستخدام الولايات المتحدة للعقوبات الاقتصادية، إلا أنه لا يوجد منافس واضح للدولار في الوقت الراهن. ورغم ذلك، فإن العالم قد يشهد تحولات، وقد يتغير المشهد المالي الدولي في المستقبل.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
اندرايف تطلق فيلمها الوثائقي Inner Drive بهدف تحقيق العدالة الاجتماعية في مجال النقل الذكي
«إي فاينانس للاستثمارات المالية والرقمية» تعلن الاستحواذ على حصة من أسهم شركتي «الأهلي ممكن» و«إيزي ...
انفينكس تمد فترة الضمان عليها إلى 18 شهر
"المتحدة" توقع عقد شراكة مع شركة "تريد فيرز" لتنظيم معرضي Cairo ICT وCAISEC
عمرو الفقي الرئيس التنفيذي للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية يوجه الشكر لوزير الاتصالات على جهوده في ...
"فورتينت" تقتنص الرعاية الأمنية لمؤتمر caisec”24 الدولي للأمن السيبراني
لعشاق المغامرات : "NVIDIA GeForce RTX" قفزة تكنولوجية لتجربة احدث الالعاب الالكترونية المزودة بتقنيا...
وزير الاتصالات ورئيس البورصة  يشاركان قيادات شركة "ديجيتايز للاستثمار والتقنية" فعالية "قرع الجرس"
الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات يعقد ورش عمل لدعم خدمات المواطنين بالتعاون مع خمسة أجهزة تنظيمية
"إي فاينانس" ترعى المؤتمر الدولي للأمن السيبراني caisec كشريك تكنولوجي للعام الثالث على التوالي