قال السفير أحمد رشيد خطابي فى كلمته التى ألقاها خلال إفتتاح الدورة العادية الـ (19) للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب والتى جاء نصحها كالتالى:
بسم الله الرحمن الرحيم
معالي السيد سلمان الدوسري وزير الإعلام بالمملكة العربية السعودية
رئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام
اصحاب المعالي والسعادة
سعادة السيد عبد الرحمن ناصر العبيدان رئيس اللجنة الدائمة للإعلام العربي
يطيب لي استهلالاً ان اتوجه بأسمى عبارات الشكر والثناء لمملكة البحرين على حسن الاستقبال وكرم الضيافة والتنظيم الجيد لهذه الدورة.
كما أتوجه بصادق الشكر والتقدير للمملكة العربية السعودية، رئاسة المكتب التنفيذي، على جهودها القيمة والموفقة للإرتقاء بالمنظومة الإعلامية العربية وتكثيف الدعم المتواصل لقضايانا العربية المشتركة بدءاً بالقضية الفلسطينية بمختلف جوانبها السياسية والحقوقية والانسانية وخاصة في سياق تداعيات العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة.
ولي اليقين، ان الأجواء التوافقية الرصينة والبناءة التي سادت أعمال اللجنة الدائمة للإعلام العربي تعكس بجلاء الارادة الثابتة لاستشراف آفاق واعدة لهذا التعاون الاعلامي وفق رؤية واقعية تمتلك قدرا عاليا من التفاعل مع المحيط الاعلامي الدولي .
ذلكم التفاعل الذي لا يمكن ان يتحقق بشكل ايجابي وناجع دون مخاطبة الآخر مسجلا هنا اطلاق قطاع الإعلام والاتصال في الآونة الأخيرة للنسخة الانجليزية للبوابة الإلكترونية للجامعة العربية . كما ان نجاح هذا التفاعل الإعلامي يظل رهينا بالانفتاح على مواضيع حيوية ترتبط بالتحديات التنموية والامنية لمنطقتنا العربية بما في ذلك تسريع مسارات التنمية المستدامة، واشاعة ثقافة السلام ونبذ نزعات التطرف والإقصاء، وتثمين قيمنا المجتمعية والثقافية بما يميز الذات الجماعية العربية من ثراء وعمق وتنوع حضاري متطلعين الى اعتماد النظام الأساسي للمعهد العربي لصحافة السلام بدولة ليبيا للدفع بهذا المسار.
والثابت، ان اعتماد خطة التحرك الإعلامي المحدثة منذ 2017 من قبل مجلس وزراء الإعلام شكل لحظة استشعار قوية للحاجة إلى صناعة محتوى إعلامي عربي طموح وجريء لخدمة هذا التوجه الاستراتيجي، وفي صلبه القضية الفلسطينية، لا سيما في ضوء تزايد المواقف التضامنية الداعمة عبر العالم بما يؤكد الحاجة الماسة دون مزيد من التأخير، لتفعيل هذه الخطة وآلياتها التنفيذية. ومن هنا، نتطلع على هذه المقاربة لاعطاء دينامية جديدة لخطة التحرك الإعلامي باستكمال البناء التأسيسي للمرصد والمنصة المدمجة بالمملكة المغربية في احترام للمقومات السيادية والتزام بميثاق الجامعة العربية والأنظمة المعمول في الامانة العامة بما سيضفي حركية ملموسة على السعي الراسخ لبلوغ اهداف هذه الخطة.
واسمحوا لي بمناسبة انعقاد هذه الدورة التنويه بالتعاون المتواصل للدول الاعضاء والمنظمات الممارسة لمهام اعلامية مع قطاع الإعلام والاتصال والتي لا تدخر جهدا من اجل الاستفادة من خبراتها مشيرا للاستراتيجية الإعلامية العربية المشتركة لمكافحة الارهاب التي اعتمدتها قمة البحرين بإعداد مقدر من جامعة نايف العربية للعلوم الامنية والدول الاعضاء .
تلكم الاستراتيجية التي نحن مطالبون بتنفيذ خطتها الزمنية المرحلية والتي ستكون باقتراح من المملكة الأردنية الهاشمية موضع متابعة محكمة من طرف فريق من كبار الخبراء لمجموعة من الدول الاعضاء وفق التوصية المرفوعة أمس من اللجنة الدائمة. كما اود الإشارة إلى ان اللجنة الدائمة رفعت لمكتبكم الموقر توصيات تتعلق بتعميم الإعلام التربوي في المؤسسات التعليمية، وتجويد الاداء الإعلامي للصحفيين وتشجيع الكفاءات من خلال جائزة التميز الإعلامي، برعاية كريمة من دولة الكويت، وتنظيم دورات في مختلف التخصصات بتعاون مع كافة الشركاء، دولاً ومنظمات، في نطاق برامج تدريب تشمل القضايا المدرجة على الاجندة الإعلامية العربية.
وبنفس الاهتمام، تقدمت اللجنة الدائمة بتوصيات بشأن النهوض بالإعلام التنموي وتعزيز دور المرأة في وسائل الاعلام، والإعلام الإلكتروني مشيداً باستعداد دولة الإمارات العربية المتحدة لتصميم وإطلاق موقع جديد للجنة العربية للإعلام الإلكتروني وعقد دورة تدريبية لفائدة الدول الأعضاء لتغذية الموقع بالبيانات والمحتو ى المطلوب بالتنسيق مع الأمانة الفنية.
ختاماً، اجدد الشكر لوزارة الاعلام بمملكة البحرين على حسن التعاون مع فريق الامانة الفنية وتقديم كافة التسهيلات لتنظيم هذه الدورة في أحسن الظروف والتي أثق انها ستكون، بعون من الله وبروح من الإخلاص والجدية، اضافة نوعية تحقق مكاسب ملموسة لمسيرة العمل الإعلامي العربي المشترك.
والسلام عليكم ورحمة اللٌَه وبركاته