رحلة نادر رياض.. محطات في حياة رجل الصناعة الوطنية
كيف واجه المستحيل لصنع الإنجاز والأمل؟
النشأة والتربية والقدوة ودروس التواضع والمواجهة وحب الوطن
عندما تتحول المحن إلى منح بالإصرار والعزيمة
الاستحواذ على بافاريا وإنشاء صناعة وطنية متطورة
يرصد كتاب محطات في حياة رجل الصناعة نادر رياض، رحلة من العطاء الصناعي لرجل الصناعة الوطنية، حيث يصف الرحلة الشاقة ومثال ومواجهة التحديات مع الثقة والأمل، وكيفية اجتيازها ووصوله لمكانة كبيرة في مجال الصناعة.
نشأ نادر رياض في أسرة مصرية ميسورة الحال، الأب مهندس خريج أكبر جامعات النمسا والأم سليلة عائلة من كبرى العائلات المصرية العريقة، وعندما عاد الأب من النمسا واجه تعنت الإنجليز الذين رفضوا عمله في خطوط السكك الحديدية لأن النمسا كانت من أعداء بريطانيا بعد الحرب العالمية الثانية، ولكن نتيجة لوجود روح وطنية استطاع أن يعمل في إدارة الري والمحطات في مدينة دمياط.
وخلال فترة الطفولة كان الأب دائم المشاركة في تكوين شخصية أولاده، وغرس فيهم الصدق والنزاهة والأمانة وحب الوطن، لدرجة أنه أجبر ابنه أنه يعترف بخطئه في حق أحد المدرسين بمنتهى الشجاعة، وبالفعل ذهب نادر رياض للمدرس والمدرس سامحه، وتكونت صداقة طويلة بينهما.
فترة تكوين شخصية نادر رياض تميزا بالصدق والأمانة والمواجهة، وفي مرحلة المدرسة الثانوية كانت مصر تواجه تحديات كبيرة نتيجة للعدوان الثلاثي وما بعده، كان نادر رياض من المشاركين في المظاهرات، والدولة وقتها تدخلت لاحتواء الطلبة وقابلهم رئيس مجلس الامة الرئيس الراحل انور السادات واقتنع الطلبة بفكرة وقف المظاهرات ومواصلة مصر الاستعداد للحرب.
وفي فترة المرحلة الثانوية أصيب نادر رياض بمرض الفك، وخرج في رحلة علاج إلى المانيا التي كانت نقطة البداية، وقتها لعب القدر لعبته وحول المحنة لـ منحة.
في ألمانيا كان نادر رياض يواصل دراسته، واستطاع خلال عملية الاستشفاء والعلاج أن يكون مستعدا لأداء الامتحانات، وافقت السفارة، لكن موظف السفارة نسى أن يرسل الأوراق إلى وزارة التربية والتعليم في مصر، وبالتالي كانت سيخسر فرصة أداء امتحان الثانوية العامة، هنا فكر والده الإرسال للمدارس الالمانية والتي وافقت أن يؤدى الامتحان ونجح فيها نجاحاً باهرا.
دخل نادر رياض كلية الهندسة، وعاد إلى مصر لاستكمال تعليمه في هندسة القاهرة، وبعد الانتهاء من التعليم سافر لألمانيا للتدريب في بفاريا الألمانية وكانت هذه كلمة السر في قصة النجاح الطويلة.
بدأت مرحلة الانطلاق ومواجهة التحديات فى مجال العمل بعد عمله في شركة بفاريا، والتي كانت تواجه مشكلة استطاع نادر رياض حلها لتحقيق طلبية للجيش الألماني وصلت لـ 100 ألف عبوة في بفاريا، وبعدها أصبح مقربا من إدارة الشركة بعد إنجازه في حل المشكلة، بعدها عاد للقاهرة لفتح فرع بفاريا مصر، حيث بدأ مع عاملين اثنين فقط وكان يعمل كل شيء بيديه حتى اللحام، وفي سنة واحدة وصل عدد العاملين لـ 50 عاملا، وأصبحت بفاريا مصر الرائدة في عمليات الإطفاء، ثم المرحلة الأهم وهى الاستحواذ على بفاريا الألمانية، و البداية مع صديق نمساوي قدم عرض الشراء، وكانت المشكلة وجود قرض على الشركة لصالح ملاك الشركة، ووقتها قرر نادر رياض أن يكون فى الصورة لتحقيق الشفافية التامة بأن يستحوذ على بفاريا الألمانية.
وبعد الاتفاق على قيمة الصفقة كانت المشكلة في تحويل قيمة الصفقة، ووقتها كان التحول ممنوعا من مصر للخارج بالعملات الأجنبية، وهنا تدخل محمود عبد العزيز رئيس البنك الأهلي المصري وساند نادر رياض ومنحه خطاب ضمان لكبرى البنوك العالمية لتتم الصفقة، وبذلك أصبحت شركة بفاريا الألمانية مملوكة لنادر رياض، وكانت النقلة الأكبر في حياة نادر رياض للتوسع شركة بفاريا بشكل كبير، وبدأت شركة بفاريا مصر بالإنتاج لصالح بفاريا الألمانية وفروع الشركة الأخرى.
وبشكل عام يشتمل كتاب محطات في حياة رجل الصناعة نادر رياض على مقدمة و21 فصلا، يضم الفصل الأول «ما تيسر عن سيرة آل رياض»، حيث الوالد المهندس «نصحي رياض» الذي نشأ في صعيد مصر، وأشقاؤه الخمسة وانتقالهم إلى القاهرة، حيث أنشأ والده شركة هندسية باسم شركة «رياض الهندسية».
وجاء الفصل الثاني «الغربة مع رفيق العمر» ليكشف قصة مرضه التي تواكبت مع أداء امتحان الثانوية، وكان من الضروري بدء مرحلة العلاج بألمانيا مع ملازمة رفيق العمر والده الذي شجعه لتعلم الألمانية وتقدم للالتحاق بإحدى كليات الهندسة في ألمانيا، مع استكمال مراحل علاجه كانت العودة والالتحاق بكلية الهندسة بجامعة القاهرة لاستكمال الدراسة بقسم هندسة الطيران.
وأتم نادر رياض دراسته وأصبح مهندسًا للطائرات والصواريخ ورغم تكليفه للعمل بأحد مصانع الطائرات فإنه فوجئ بأن عمله لا علاقة له بإنتاج الطائرات ورأى والده عودته إلى ألمانيا مرة أخرى واستكمال دراسته السابقة.
جاء الفصل الرابع «بافاريا مصر»، حيث صاحبت فترة دراسته الثانية في ألمانيا إعلان الرئيس السادات سياسة الانفتاح وتمكين القطاع الخاص إقامة مصانع وكانت بداية عقد شراكة مع شركة بافاريا الألمانية التي عرضت مشاركته في إنشاء مصنع صغير في مصر.
بدأت هذه الشراكة بشركة «بافاريا- نادر رياض- هيلموت لوز» في موقع صغير بشبرا الخيمة، وفي الفصل الخامس «الانطلاقة الأولى»، كان لبافاريا ألمانيا حوالي 60 نوعية من أجهزة الإطفاء واتخذ قرار البدء بحزمة واحدة فقط تمثل جهاز الإطفاء الذى يعمل بضغط المخزون وهو الأكثر ملاءمة للاستخدام في مصر وحصل على أول أمر توريد عام 1972، من هيئة سيادية.
في الفصل السادس «العناية الإلهية»، قام بسرد مواجهة التحديات من انعكاسات فتح الباب أمام استيراد أجهزة الإطفاء عام 1980، ودخول الكثير منها بجودة أقل، ثم واجه التحدى الآخر وهو مشكلات مالية بالشركة الألمانية الشريك، وانتقلت ملكيتها إلى شركاء جدد ونجحت بافاريا مصر كمؤسسة صناعية مصرية في اجتيازه.
الفصل السابع «الاستحواذ تحت علم مصر»، حيث استحوذت الشركة المصرية على كامل أصول الشركة الألمانية.
الفصل الثامن «في الاتجاه الصحيح»، تم التوسع فى إنشاء العديد من الشركات.
الفصل التاسع «الدراسات العليا ورحلة الآفاق الفكرية»، وتضمن مسار البحث الأكاديمي والحصول على درجة الدكتوراه في الهندسة الصناعية عام 1989، من جامعة باسفيك ويسترن بأمريكا.
الفصل العاشر «في مجال الخدمة العامة»، حيث شغل العديد من المناصب العامة وحصل على وسام الاستحقاق الألماني من الطبقة الأولى.
الفصل الحادي عشر «في خدمة العلم»، حيث أسهم في تطوير التعليم الهندسي الفني.
الفصل الثاني عشر «في خدمة الصناعة»، إذ شغل منصب رئيس لجنة تنمية الإنتاج وتعميق الصناعة المحلية باتحاد الصناعات المصرية.
الفصل الثالث عشر «مواقف مضيئة»، فصل مهم جدًا يتضمن إلقاء الضوء حول حصاد الجهد الخلّاق الذي ميز المسيرة الصناعية لشركة بافاريا مصر طوال ما يزيد على نصف قرن من الزمان ومن بعض الأمثلة: حصول الشركة على الجائزة القومية للتميز الصادرة من وزارة الصناعة عام 2005 والكفاءة الفائقة لأجهزة إطفاء بافاريا في إخماد حريق الطائرة الأوكرانية بمطار شرم الشيخ في غضون 45 ثانية، وتوريدات أجهزة إطفاء بافاريا مصر للجيش الألماني، والاحتفال باليوبيل الذهبى للشركة عام 2021 لمرور 50 عامًا على نشأتها من الكفاح والعمل الجاد وصولًا للنجاح.
الفصل الرابع عشر «علاقات روحية وسياسية»، وعلاقته بالكنيسة ورؤساء الجمهورية والوزراء والشخصيات المهمة.
الفصل الخامس عشر «قالوا عنه»، وصفه عدد كبير من الشخصيات المهمة، برجل الصناعة القادر على مواجهة التحديات.
الفصل السادس عشر «أصحاب الفضل والفضيلة» وحديث حول القامات التي أثّرت في حياته.
الفصل السابع عشر «نادر في الصحافة الوطنية»، حيث تقبل النقد في الصحف كما اكتشف ذاته في عيون الآخرين.
الفصل الثامن عشر «بقلمي» لسرد مقالاته المختلفة.
الفصل التاسع عشر «أدبيات وأقوال أثرت في حياتى» ومقالاته التي نشرت في مجلة الحائط بكلية الهندسة جامعة القاهرة.
الفصل العشرون «في محبة الخالدين» ويضم صورًا لنجوم جيله من الرؤساء وعلى رأسهم الرئيس عبد الفتاح السيسي.
الفصل الأخير «مقتنياتي» وتضمن مقتنيات تاريخية وتراثية.
وفي المجمل، كتاب “محطات في حياة رجل الصناعة نادر رياض” يقدم نظرة عميقة وشاملة على حياة وإنجازات رجل أعمال له بصمة واضحة في مجال الصناعة المصرية.
الكتاب ملهم للقراء بفكرته عن الإصرار والعزيمة والقدرة على تحويل الأحلام لواقع ملموس، ويعكس كيف يسهم الفرد في تطوير وطنه بالعمل الجاد والابتكار.