تتسبب خطة تخفيف الأحمال الكهربائية في خسائر كبيرة لقطاع الدواجن، حيث يعاني المربون من نفوق الدواجن وارتفاع الأسعار، بالإضافة صعوبة الحصول على السولار لتشغيل المولدات عند انقطاع التيار الكهربائى.
عبر الدكتور عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن في الغرفة التجارة بالقاهرة، عن اعتراضه على انقطاع التيار الكهربائي عن المصانع والمنشآت الإنتاجية، مشددًا على أن ذلك سيؤدي إلى تراجع الإنتاج وتفاقم الأزمة وعرقلة تطور الصناعة في المستقبل، وبالتالي، يجب أن تتخذ تحركات إيجابية لدعم السلع الاستراتيجية وتجنب انقطاع التيار الكهربائي،
وأضاف عبد العزيز، أن ارتفاع درجات الحرارة يعتبر سببًا لنفوق الدواجن، ويحدث ذلك بشكل رئيسي في النظام المفتوح، حيث ترتفع درجات الحرارة وبالتالي يحدث اجهاض حراري يؤدي إلى نفوق مفاجئ للدواجن، مشيرًا إلى أن تراجع افنتاج إلى 40% يرجع إلى العجز الكبير في أسعار الدواجن بدءًا من عام 2022، بعد الأزمة الكبيرة التي تعرضت لها صناعة الدواجن، وذلك كان يعود إلى عدم توفر مستلزمات الإنتاج وحدوث إعدام للكتاكيت، مما أدى إلى انسحاب 40% من المربين من صناعة الدواجن وعدم إعادة دخولهم مرة أخرى.
وأضاف أن العديد من المربين كانوا يحصلون على الأعلاف من المصانع بنظام الآجل ولكن نظرًا لتراجع القدرة المالية للمصانع بسبب ارتفاع الأسعار، بدأت المصانع تتطلب السداد النقدي عند استلام الأعلاف، وهذا هو السبب الرئيسي الذي حال دون عودة العديد من المربين إلى الصناعة، حيث يعجزون عن تمويل تلك الأعلاف.
سوق الدواجن يفتقد العشوائية
وبخصوص توقعاته لأسعار الدواجن، أكد أن سوق الدواجن يعاني من غياب المعايير والضوابط، وبالتالي لا يمكننا التنبؤ بحالة السوق في المستقبل وتحديد أسعار الدواجن، ولكن ذلك يتم فى حالة وجود بورصة للدواجن، وتحديد السعر النهائي، حيث توقعنا انخفاض أسعار الدواجن قبل العيد ولكن وصلت إلى 92 جنيهًا للكيلو، وبعد العيد انخفضت ثم ارتفعت الآن ووصلت إلى 82 جنيهًا، وهذا يؤكد أننا نفتقد المعايير في سوق الدواجن وأنه يسير بشكل عشوائي.
وأكد أن هناك استقرارًا في سوق الأعلاف خلال الفترة الحالية، حيث يسجل طن العلف استقرارًا عند 21,000 جنيه، وطن فول الصويا عند 24,500 جنيه، والذرة الصفراء عند 11,000 جنيه، ومن المتوقع حدوث انخفاضات إضافية في أسعار العلف خلال الفترة المقبلة، حيث سيؤدي انخفاض سعر العلف إلى انخفاض سعر منتج الدواجن.
ويبلغ عدد العاملين ما بين ثلاثة إلى ثلاثة ملايين ونصف المليون عامل (عمالة مباشرة وغير مباشرة) يعملون في القطاع الداجني. يمثل صغار المربين نحو 70% منهم، وتتركز العمالة في الشركات الكبرى وليس المنشآت الصغيرة، إذ لا يستطيع صغار المربين شراء المولدات الكهربائية حتى وإن حصلوا على قرض ضمن المبادرة الرئاسية 5% قد لا يستطيعوا السداد.
انقطاع الكهرباء أدى إلى ارتفاع اسعار الدواجن بنسبة 20%
وأرجع رئيس الاتحاد العام لمنتجي الدواجن في مصر، ثروت الزيني، فى تصريحات سابقة، سبب ارتفاع أسعار الدواجن والبيض في الآونة الأخيرة بنسبة تصل إلى 20 %، إلى خطة تخفيف الأحمال عبر قطع التيار الكهربائي لبضعة ساعات بشكل يومي.
وأضاف الزيني في تصريحات تلفزيونية، أن محاولة توفير العملة الصعبة من الدولار عبر قطع الكهرباء «ليست حلا، لأن مصر ستضطر إلى استيراد الدواجن بالدولار من الخارج؛ لنفوق عدد كبير منها بسبب خطة تخفيف الأحمال في ظل ارتفاع الحرارة».
وتابع أن: «الأسعار قبل تخفيف الأحمال كانت قد وصلت إلى 77 جنيهًا للدواجن البيضاء في المزرعة، لكن بعد نفوق عدد كبير منها وصلنا إلى 90 جنيها من المزرعة، وبالتالي ارتفعت الأسعار بنسبة 20%».
حسب المعلومات المتاحة من المتخصصين، فإنه يجب مراعاة درجة الحرارة بحيث لا ترتفع عن 32 درجة مئوية في الفترة الأولى من دورة التربية، إلى أن تنخفض ما بين 21- 24 درجة مئوية كحد أقصى باقي فترة التربية، وتتسبب الحرارة المرتفعة في تعرض الدواجن لما يعرف بالتوتر الحراري ويتسبب في صعوبة في التنفس؛ ما يؤثر سلبًا على صحتهم وأدائهم.
انقطاع الكهرباء يشكل عقبة أمام قطاع الدواجن
قال طارق هلا، رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية الهولندية للإنتاج الداجني، إن انقطاع الكهرباء يشكل عقبة أمام قطاع الدواجن، حيث تم تحرير محاضر للمزارعين بتهمة التجارة غير المشروعة في السولار، وطلب تصاريح لاستخدام الغاز، وهو أمر غير مستحيل لأنه غير متاح بشكل مدعوم، وهو ليس من حقنا لانه مدعم.
وقال هلا بغضب: “كيف نحصل على السولار، فبدونه ستحدث حالة نفوق كبيرة فى الدواجن!” وأشار أيضًا إلى أنه عند انقطاع الكهرباء في محطات تكييف وإغلاق الدواجن ومصانع التفريخ، يتم التحويل إلى استخدام الديزل مباشرة لتفادي أية مشاكل تؤدي إلى الخسارة.
وأكد أنه في حال استمرار هذا النظام، سوف نواجه نقصًا في سوق الدواجن وستتفاقم الأزمة، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار بشكل كبير.