شهدت أسهم شركات العملات المشفرة والأسلحة ارتفاعًا ملحوظًا بعد محاولة اغتيال المرشح الجمهوري دونالد ترامب، مما عزز التوقعات بفوزه في الانتخابات الرئاسية المقبلة في نوفمبر.
وقد أدى بقاء ترامب على قيد الحياة بعد إصابته برصاصة في أذنه، إلى زيادة تقدمه في احتمالات الفوز على الرئيس الحالي جو بايدن.
ارتفاع أسهم “ترامب للإعلام والتكنولوجيا”
وسجلت أسهم مجموعة ترامب للإعلام والتكنولوجيا، التي يملك ترامب الأغلبية فيها، ارتفاعًا بنسبة 31.37% بنهاية تعاملات أمس، مما رفع قيمتها السوقية إلى نحو 7.7 مليارات دولار.
وعلى الرغم من أن إيراداتها تماثل إيرادات فرعين من شركة ستاربكس الأميركية الشهيرة للمقاهي، فإن مجموعة ترامب للإعلام والتكنولوجيا هي الشركة الأم لمنصة التواصل الاجتماعي تروث سوشيال، وقد ارتفعت أسهمها بنسبة 129% في عام 2024، مع رهان المتعاملين الأفراد على فوز ترامب بولاية رئاسية جديدة.
وصرح بن ليدلر، رئيس إستراتيجية الأسهم في “براديسكو بي بي آي”، قائلاً: “تبقى نحو 4 أشهر حتى الانتخابات ويمكن أن تتغير الأمور، لكن الأسواق اليوم تراهن على أن يكون ترامب هو المنتصر”.
وأضاف لوكالة رويترز أن مجموعة ترامب للإعلام تعتبر مؤشرًا لتوقع فوز ترامب وهي الأكثر حساسية لمسألة فوزه.
انتعاش سهم تسلا
وانتعش سهم شركة تسلا لصناعة السيارات الكهربائية وارتفع بنسبة 1.78% بنهاية تعاملات أمس، بعد أن أيد الرئيس التنفيذي للشركة، الملياردير إيلون ماسك، الرئيس الجمهوري السابق عقب حادث إطلاق النار.
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية عنه قوله إنه يعتزم تخصيص نحو 45 مليون دولار شهريًا للجنة العمل السياسي العليا الجديدة المؤيدة للمرشح ترامب.
شركات العملات المشفرة تسجل قفزة كبيرة
وشهدت شركات العملات المشفرة ارتفاعًا ملحوظًا، حيث قفزت قيمة بتكوين بنحو 6.4% خلال 24 ساعة، مسجلة أعلى مستوى لها في أسبوعين، بعد أن قدم ترامب نفسه كداعم قوي للعملة المشفرة. وارتفعت أسهم بورصة “كوين بيز غلوبال” (Coinbase Global) وشركة تعدين البتكوين “ريوت بلاتفورمس” (Riot Platforms) و”ماراثون ديجيتال” (Marathon Digital) بأكثر من 10% لكل منها.
كما ارتفعت عوائد السندات الأميركية طويلة الأجل وسط توقعات بأن سياسات ترامب ستؤدي إلى زيادة الدين الحكومي وارتفاع التضخم.
وسجل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 ارتفاعًا بنسبة 0.28%، مقتربًا من مستوى قياسي جديد.
وقال ريك ميكلر، الشريك في شيري لين للاستثمارات: “معظم المستثمرين لا يغيرون التزامهم بالأسهم الأميركية، بعد كل شيء، ارتفعت سوق الأسهم في ظل إدارة ترامب الأخيرة وكذلك في ظل إدارة بايدن”.
شركات الأسلحة وإدارة السجون تستفيد
وقفزت أيضا أسهم شركات صناعة الأسلحة والذخيرة مثل “سميث آند ويسون براندز” و”شتورم روجر آند كومباني” و”أمو” بما يتراوح بين 7% و15%.
وارتفعت أسهم شركات الأسلحة في الماضي بعد حوادث إطلاق النار الجماعية والاضطرابات المدنية والمخاوف من فرض قيود على الأسلحة.
كما ارتفعت أسهم شركتي إدارة السجون الخاصة “جيو غروب” (Geo Group) و”كور سيفيك” (CoreCivic) بأكثر من 8%، إذ يعتبران من المستفيدين المحتملين من رئاسة ترامب، الذي وعد باتخاذ إجراءات صارمة ضد الهجرة غير النظامية، مما قد يزيد الطلب على مراكز الاحتجاز.
وارتفعت أسهم شركة تطوير البرمجيات “فونوير” (Phunware)، التي استأجرتها حملة إعادة انتخاب ترامب الرئاسية لعام 2020 لإنشاء تطبيق للهاتف، بنسبة 0.94%.
كما سجلت أسهم منصة مشاركة الفيديو “رومبل” (Rumble)، التي تحظى بشعبية لدى المحافظين، ارتفاعًا بنسبة 20.71%.
انخفاض أسهم الطاقة النظيفة
وتراجعت أسهم شركات الطاقة النظيفة بعد تصريح ترامب بأنه سيتبنى سياسات مخالفة للعديد من سياسات المناخ التي تميز إدارة بايدن، بما في ذلك الحوافز الضريبية، في حال فوزه في الانتخابات.
وانخفض صندوق الاستثمار المتداول “إنفيسكو سولار” (Invesco Solar ETF) بنسبة 5.87%، وتراجع صندوق “آي شيرز غلوبال كلين إنيرجي” (iShares Global Clean Energy ETF) بنسبة 3.9%.
وفي سياق متصل، تراجع مؤشر “آي شيرز مورغان ستانلي الصين” (iShares MSCI China ETF) بنسبة 2.11%، حيث يعتقد المستثمرون أن فترة رئاسة ثانية لترامب قد تؤدي إلى تصاعد التوترات التجارية بين بكين والولايات المتحدة.
وفقًا لاستطلاعات رويترز/ إبسوس، يرى الناخبون الأميركيون أن ترامب هو المرشح الأفضل للاقتصاد، حتى مع سعي البيت الأبيض في عهد بايدن للاستفادة من اقتصاد قوي مع تباطؤ التضخم وانخفاض البطالة.
وقال مارك مالك، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة “سيبرت فايننشال كورب”: “في غياب أي تصريحات سياسية حقيقية من ترامب، يجد المتداولون أنفسهم مضطرين إلى المضاربة.
وستعني رئاسة ترامب الثانية، في حال فوزه بالانتخابات، تحفيزًا اقتصاديًا توسعيًا بشكل عام، وخفض ضرائب الدخل، وتقليل القيود التنظيمية، وزيادة الرسوم الجمركية”.