شهدت أسعار الذهب عالميًا ارتفاعا ملحوظًا خلال الساعات الماضية وسط ترقب لصدور بيانات اقتصادية أمريكية خلال الساعات المقبلة، على الرغم من إبقاء بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على أسعار الفائدة مرتفعة، إلا أنه السعر العالمي للذهب يواصل تسجيل مستويات غير مسبوقة تجاوزت 2400 دولار للاوقية، وهي المستويات التي لم يسجلها السوق في أي وقت سابق مع توترات الشرق الأوسط والتصعيد الإيراني الإسرائيلي، وهو ما دعم الطلب على الملاذات الآمنة.
الذهب الملاذ الآمن
ويعتبر الذهب الملاذ الآمن بالنسبة لكثير من المواطنين والمستثمرين فى اوقات الأزمات والأحداث وعدم استقرار السوق، خاصة أن الصراعات والحروب والتواترات يكون لها تأثير كبير على سعرالمعدن الأصفر، وعند استمرار هذه الصراعات على الأرض سيظل سعر الذهب غير مستقر وقابل للارتفاع.
كما ان المشكلات الاقتصادية فى الولايات المتحدة الأمريكية لها تاثير” وتوقعات لزيادة نسبة الركود 15% رغم توقع “جولدن ساكس “بزيادتها لـ25% وهذا الركود يكون له علامات او إشارات “ارتفاع نسبة البطالة، ارتفاع إعانات البطالة، تراجع نسبة الناتج المحلى وهذا يعنى أن الاقتصاد داخل على ركود وبالتالى هناك تخوفات اقتصادية كبيرة لا ينكرها أى متابع للشأن الاقتصادى، مع ارتفاع الدين الأمريكى لـ 35 تريليون دولار حتى 28 يوليو الماضى.
عوامل تقف وراء الارتفاع القياسي للذهب
وهناك العديد من العوامل التي تقف وراء الارتفاع القياسي للذهب، خاصة عودة البنوك المركزية، إلى الشراء، إضافة إلى العوامل الجوسياسية، وأجواء عدم اليقين الاقتصادي، التي تجعل المستثمرين يتجهون إلى الذهب بوصفه ملاذاً آمناً، وفقا لـ محللون”.
يتوقع المحللون أن تُحافظ أسعار الذهب على زخمها الإيجابي في النصف الثاني من العام وسط المشهد الجيوسياسي والاقتصادي الكلي العالمي الحالي، مع توقع نمو الطلب من البنوك المركزية، ومع ذلك، فإنهم يحذرون من أن إحجام بنك الاحتياطي الفيدرالي عن خفض أسعار الفائدة سوف يدعم الدولار، مما يعزز جاذبيته كعملة احتياطية ويقلل من احتمالات صعود أسعار الذهب.
خفض اسعار الفائدة
وينتظر المتداولون إعلان المركزي الأمريكي خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 أو 50 نقطة أساس سبتمبر المقبل حيث يعد ذلك إيجابيا للمعدن الأصفر لأنه يقلل من التكلفة البديلة للاستثمار، فعند انخفاض أسعار الفائدة تصبح العوائد على الأدوات المالية أقل جاذبية وبالتالي، يميل المستثمرون إلى البحث عن أصول أخرى قد تحقق لهم عوائد أفضل مثل الذهب.
وحسب المحللون أن الأعمال العدائية بين أوكرانيا وروسيا في أوروبا الشرقية والصراع بين إسرائيل وفلسطين في الشرق الأوسط تساهم بشكل مباشر في الارتفاع الحالي لأسعار الذهب.
كما أن المخاطر الجيوسياسية المصاحبة لذلك أدت إلى تحفيز البنوك المركزية في دول الجنوب العالمي وآسيا والشرق الأوسط وأوروبا الشرقية على زيادة احتياطياتها من الذهب.
ارتفاع اسعار الذهب عالميا
يعتقد بعض المحللين أن طلب البنوك المركزية على الذهب سيكون أحد المحفزات الرئيسية لارتفاع أسعار الذهب في عام 2024 وما بعده، ووفقًا لتقرير مجلس الذهب العالمي، سيؤدي أي تصعيد إلى تأثير إيجابي على أسعار الذهب والفضة.
وقالت محافظة بنك الاحتياطي الفيدرالي ميشيل بومان يوم السبت الماضى إنها لا تزال ترى مخاطر صعودية للتضخم واستمرار قوة سوق العمل، ما يشير إلى أنها قد لا تكون مستعدة لدعم خفض أسعار الفائدة في سبتمبر. عادةً ما تكون تكاليف الاقتراض المرتفعة سلبية للذهب، لأنه لا يدفع فائدة.
ومنذ نهاية عام 2022 وحتى الآن، ارتفع سعر الذهب بأكثر من 33% حيث وصل إلى أعلى مستوى قياسي جديد له على الإطلاق عند 2165.50 دولار في مارس 2024، ثم عاود الارتفاع مرة أخرى إلى 2279.29 دولار في بداية إبريل ،وصولا إلى 2450 فى الاسبوع الأول من أغسطس الجارى 2024 ويتوقع العديد من المحللين والمتداولين والمستثمرين استمرار ارتفاع قيمة هذا المعدن في السنة المالية 2024.