شهدت أسعار الذهب العالمية، خلال الأيام الماضية ارتفاعات مستمرة وصعدت أوقية الذهب، لتسجل 2512 دولار قبل أن تتراجع تراجعا طفيفا خلال تداولات اليوم سجل سعر أونصة الذهب العالمي انخفاض اليوم بنسبة 0.3% ليسجل أدنى مستوى عند 2503 دولار للأونصة بعد أن افتتح جلسة اليوم عند المستوى 2517 دولار للأونصة ليتداول حالياً عند المستوى 2510 دولار للأونصة، وفق التحليل الفني لجولد بيليون.
سوق الذهب العالمى
التغيرات في سوق الذهب العالمي أصبحت ملحوظة خلال الفترة الأخيرة وهو الأمر الذي يعكس عدم وضوح الرؤية بالنسبة للمعدن النفيس، وإن كان الغالب عليه هو تحقيق المزيد من الصعود بسبب العديد من العوامل وعلى رأسها التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط.
ولا تزال الأسواق متأثرة بحديث جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي خلال الايام الماضية في جاكسون هول، والتى أشار فيها إلى تحول فى السياسة النقدية وهو الأمر الذى يؤكد عمليات خفض الفائدة فى سبتمبر القادم مما دعم صعود الذهب وانخفاض الدولار أمام سلة العملات الرئيسية.
وأوضح جيروم باول أن الفائدة ستتجه إلى الهبوط لكنه أشار إلى أن توقيت ووتيرة خفض أسعار الفائدة سيعتمدان على البيانات الواردة، وفي حديثه عن التضخم، أعرب باول عن ثقته المتزايدة في أن التضخم يسير على مسار مستدام للعودة إلى مستهدف البنك 2%.
وأضاف، إنه من غير المرجح أن يكون سوق العمل مصدرًا لضغوط تضخمية مرتفعة في أي وقت قريب، وأن البنك لا يسعى ولا يرحب بمزيد من التهدئة في ظروف سوق العمل، منذ كون المخاطر الإيجابية للتضخم قد تضاءلت والمخاطر السلبية للعمالة قد زادت.
وأكد باول أن البنك الاحتياطي الفيدرالي سيبذل قصارى جهده لدعم سوق العمل القوية مع إحراز المزيد من التقدم نحو استقرار الأسعار.
بذلك يكون تصريح واضح من رئيس البنك الفيدرالي أن أسعار الفائدة ستبدأ في الانخفاض من سبتمبر القادم، وقد زادت توقعات الأسواق أن الفيدرالي سيخفض 50 نقطة أساس في سبتمبر لتراهن بنسبة 36% على ذلك، مقابل رهان بنسبة 64% على خفض 50 نقطة أساس.
“إمبابى” يكشف أسباب ارتفاع الذهب العالمى
وتعليقا على وضع سوق الذهب عالميا يقول سعيد إمبابى المدير التنفيذي لمنصة آي صاغة لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، إنه إذا تحدثنا عن السوق العالمى إن أوقية الذهب أصبحت الآن مستقرة فوق مستويات 2500 دولار منذ أكثر من إغلاق وهذا مؤشر أن الاوقية لن تتراجع عن هذا المستوى وأخذت من الأمر ركيزة كبداية للتحرك على اساسها ويرجع ذلك نتيجة لسببين اولهما الأول السوق العالمى بشكل عام يمر بالتوترات مثل الحرب بين الكيان الصهيونى والمقاومة فى قطاع غزة بفلسطين ،والحرب مابين أمريكا وروسيا فى أرض أوكرانيا وبالتالى كل هذه العوامل تؤشر بشكل كبيرعلى التداولات فى سوق المعدن الأصفر عالميا.
التوترات والمناوشات العالمية تؤثر على سوق الذهب
وأضاف “إمبابى” فى تصريحات لـ”عالم المال” أنه عندما يكون هناك تحركات أوتوترات او حروب او مناوشات بين دولة وأخرى يتجه المستثمرين لوضع جزء كبير من استثماراتهم أو اموالهم فى القطاع الذى يمثل “الملاذ الأمن” وهو المعدن الأصفر أو الذهب ويترك جزء صغير ليتحرك فيه مثل العملات أو الدولار او أشياء أخرى النفط وغيره، مشيرا إلى أن اول سبب أو نقطة أدت إلى رفع سعر الذهب عالميا هو التوترات جيوسياسية”.
تخفيض سعرالفائدة
وتابع أن النقطة الثانية إذا كان جزء من السيولة تم وضعه فى الدولار”استثمار” نتيجة للفائدة الكبيرة وبالتالى هناك “مخاطرة” على أساس وضع 20،30% من الأموال فى عملة “الدولار” ولكن عندما تقل الفائدة سيتجه إلى الملاذ الآمن وهو الذهب ، لافتا إلى أن تلميح من البنك الفيدرالى الأمريكى بشكل عام عن تخفيض سعر الفائدة من أجل كبح التضخم الذى يريده هذا الأمر سيؤدى إلى هروب المستثمرين من الاستثمار فى الدولار إلى الاستثمار فى الذهب “الملاذ الآمن” منوها إلى أن أوقية الذهب مرشحة لارتفاع أخر.
أسباب وعوامل أدت لارتفاع سعر الذهب
وأوضح”إمبابى” : كل هذه الأسباب والعوامل أدت إلى ارتفاع السعر العالمى للأوقية أما إذا هدأت الأمور والحروب والمناوشات المستمرة فى المنطقة على سبيل المثال شاهدنا خلال الايام الماضية مفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، وأخبار عن استضافة مصر وفد من الكيان الصهيونى ووفد من حركة المقاومة “حماس “لتهدئة الحرب الجانبين حتى إذا حدث تخفيض فى سعر الفائدة ستنخفض أسعارالمعدن الأصفر لافتا إلى أن الرهان الأكبر على سعر الذهب هو وجود حروب وتوترات عالمية .
تحرك فى سعر الصرف
أما عن السعر العالمى كان هناك خلال الفترة الماضية تحرك فى سعر الصرف وسعرين فى السوق “رسمى، والسوق السوداء” وهذا أثر على السعر المحلى ووقتها كان السعر العالمى لا نهتم به ولكن الاهتمام كان بتحرك سعر الدولار فى السوق المحلى ولكن بعد ثبات سعر الدولار رغم ارتفاعه لـ 48،50 مؤخرا ولكن لدينا الآن سعر واحد للدولار وهذا يوضح أنه أصبح هناك ارتباط مباشر فى علاقة طردية مع السوق العالمى وبالتالى إذا ارتفع السعر العالمى يرتفع المحلى وإذا انخفض سينخفض السعرالمحلى بمعنى أى تحرك فى سعر الدولارسيتحرك سعر الذهب معه.
وأكد أن سوق المشغولات الذهبية أصبح مرتبط بشكل كبيرمع السوق العالمى وكما أنه لدينا أى تغير فى سعر الصرف سيؤدى إلى تغير سريع ولحظى فى سعر الذهب محليا، متابعا : الخلاصة من هذا الأمرعاملين الأول التركيز على تحرك سعر الدولار فى البنوك، الثانى التركيز على سعر أوقية الذهب عالميا قائلا: إذا ارتفع سعر الدولار وسعر الأوقية سيرتفع الذهب محلية والعكس إذا انخفض وإذا ارتفع الدولار وانخفض السعر العالمى سيكون هناك استقرار فى السوق المحلى على حد قوله”.
