• logo ads 2

الكهرباء وتحلية المياه والزراعة.. للطاقة النووية مآرب أخرى

alx adv

 

كتب شيرين نوار

 

أشاد الخبراء بإعلان الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، عن موعد تشغيل المرحلة الأولى من مشروع محطة الضبعة النووية، رغم التحديات التي تواجه روسيا شريك مصر في المشروع، في إطار الظروف العالمية والعقوبات المفروضة على الشركات الروسية، إلا أن المشروع يسير بخطوات ثابتة ولا يوجد أي تأخير في تنفيذه حيث ستدخل المرحلة الأولى من المحطة في ٢٠٢٨.

 

وقال الدكتور محمد ناصر، أستاذ الهندسة النووية، إن الاستخدامات السلمية للطاقة النووية ستضع مصر في مقدمة الدول المصدرة للطاقة النظيفة في المستقبل القرب خاصة مع تشغيل المرحلة الأولى من مشروع الضبعة النووي، مشيرا إلى أن  محطة الضبعة ستنتج نحو ٤.٥ جيجا من الطاقة النظيفة، وتعتبر من أهم وأكثر أنواع الطاقة ثباتا واستقرارا مثل الطاقة الكهرومائية من نهر النيل فهي طاقة مستدامة في ظل التوجهات السياسية والاقتصادية نحو الاقتصاد الأخضر والطاقة النظيفة وبالتالي مصر تضمن حجم ثابت من إنتاج الكهرباء حيث انها تعمل على محطات توليد الكهرباء ومن هنا يتم تقليص الاعتماد على الوقود الأحفوري التقليدي وخفض الفاتورة الاستيرادية.

 

وأضاف ناصر أنه وفقا لمخطط الضبعة فإن هيئة المحطات النووية نجحت في إتمام الصبة الخرسانية الأولى للوحدة النووية فى يوليو ٢٠٢٢ والصبة الخرسانية للوحدة النووية الثانية في نوفمبر ٢٠٢٢ والصبة الخرسانية للوحدة الثالثة في مايو ٢٠٢٣، مشيرا إلى أنه مع الاعتماد على الطاقة النووية في توليد الكهرباء سيفتح مجالا للتصدير خلال الفترة المقبلة.

 

وقال الدكتور أحمد حجازي، باحث في هيئة الطاقة الذرية إن التوسع في مشروعات الطاقة النووية سيكون له مردود إيجابى خلال الفترة المقبلة وخاصة في ظل أزمة الطاقة الحالية والتأثيرات المناخية الضارة وتعتبر طاقتا الشمس والرياح أيضا أحد أهم البدائل التقليدية للطاقة التى تلوث البيئة من الوقود الأحفورى، مشيرا إلى أن الطاقة النووية تعتبر ثانى أكبر مصدر للطاقة النظيفة بعد الشمس والرياح، وقد حققت نجاحا كبيرا في مجال إنتاج الكهرباء مع الحفاظ على البيئة من التلوث، حيث ساعدت في التخلص من 70 جيجا طن من الانبعاثات الكربونية الضارة على مدار سنوات طويلة، وبالتالي ترشيد استهلاك الفحم والغاز والنفط والحد من عمليات استيرادها والتي تكلف الدولة أموالا باهظة نظرا لارتفاع سعر الدولار وارتفاع اسعار الطاقة عالميا بل وتحقيق فائض من الغاز الطبيعي يمكن تصديره أيضا لجلب العملة الصعبة .

 

وأوضح حجازى أن هناك استخدامات متعددة للطاقة النووية لا تقتصر على إنتاج الكهرباء فقط بل تستخدم أيضا في تحلية مياه البحر وإنتاج الهيدروجين وأغراض التدفئة وفي مجالات الزراعة للقضاء على الحشرات الضارة التي تهدد المحاصيل الزراعية وكذلك في الأغراض الطبية لمكافحة الامراض الخبيثة كالسرطانات مشيرا إلى أن العديد  من دول العالم اتخذت خطوات جادة للتوسع في محطات الطاقة النووية ومنها  بلجيكا، كندا، الصين، فنلندا، فرنسا، اليابان، كوريا الجنوبية، بولندا، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة الأمريكية، منطقة الشرق الأوسط.

 

وعلى مستوى الدول العربية هناك أيضاً بعض الدول أعلنت بدء برنامجها النووى ومنها السعودية وقطر والكويت والعراق واليمن سوريا والأردن ومصر وتونس وليبيا والجزائر والمغرب والسودان.

 

وأضاف الدكتور أحمد حجازي باحث في هيئة الطاقة الذرية أن العالم كله اتجه للتوسع في استخدامات الطاقة النووية نظرا لأهميتها فى توليد الطاقة الكهربائية علاوة على استخداماتها المتنوعة في مختلف المجالات الصناعية والغذائية والطبية والحفاظ على البيئة، مشيرا إلى أن مصر من أوائل الدول العربية التي أعلنت اهتمامها بالمشروع النووى والذي بدأ يظهر جليا في عام 2015 عندما صدر قرار بإنشاء أول محطة نووية سلمية محطة الضبعة النووية، ومع دخول المفاعلات الأربعة في محطة الضبعة للخدمة ستدخل مصر بذلك النادي النووي العالمي، لتصبح من أوائل الدول الأفريقية والعربية في امتلاك طاقة نووية للأغراض السلمية.

 

وتابع حجازى أن التوسع في استخدامات الطاقة النووية سيسهم في زيادة إنتاج الطاقة الكهربائية ويفتح مجالا للتصدير خاصة فى ظل التوجه المصرى نحو مشروع الربط الكهربائي مع دول أوروبا وأفريقيا وتحول مصر إلى مركز إقليمي لتصدير الكهرباء وتحقيق الأمن المائي من خلال التوسع في محطات تحلية مياه البحر خاصة في ظل أزمة سد النهضة.

 

و تبلغ السعة الإجمالية للبرنامج المستهدف لتحلية المياه في مصر باستخدام مصادر الطاقة المتجددة بحلول 2025 في المرحلة الأولى نحو 3.35 ملايين متر مكعب يوميا على أن تصل إلى 8.85 ملايين متر مكعب يومياً بحلول عام 2050 وذلك في ظل مساهمة الطاقة النووية في زيادة أمن الطاقة واستخدامها في تحلية المياه لافتا إلى أن القدرة المستهدفة من محطة الضبعة 4800 ميجا وات بما يحقق الاستدامة طوال العام علاوة على توفير الغاز الذي يتم استهلاكه في توليد الكهرباء وتصديره للخارج.

 

ويتمثل التنفيذ الفعلي لمحطة الضبعة النووية في ثلاث مراحل هي الأولى المرحلة التحضيرية والتي بدأت منذ ديسمبر 2017 وتغطي الأنشطة التي تهدف إلى تجهيز وتهيئة الموقع لإنشاء المحطة النووية وتستمر لمدة عامين ونصف إلى أربعة أعوام، المرحلة الثانية وتبدأ بعد الحصول على إذن الإنشاء وتشمل كل الأعمال المتعلقة بالبناء والتشييد وتدريب العاملين والاستعداد للبدء في اختبارات ما قبل التشغيل وتستمر لمدة خمسة أعوام ونصف” “المرحلة الثالثة وتشمل الحصول على إذن إجراء اختبارات ما قبل التشغيل والتي تشمل إجراء اختبارات التشغيل والبدء الفعلي وتستمر هذه المرحلة حتى التسليم المبدئي للوحدة النووية وإصدار ترخيص التشغيل وتصل مدة اختبارات ما قبل التشغيل إلى 11 شهرًا.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار