ارتفعت أسعار الذهب بأكثر من 1%، الخميس، بعد أن بدء الفيدرالي الأمريكي دورته للتيسير النقدي بخفض أسعار الفائدة نصف نقطة مئوية مما رفع المعدن الأصفر في الجلسة السابقة لأعلى مستوى له على الإطلاق ويصل إلى ما يقل ببضع سنتات عن مستوى 2600 دولار.
وارتفع الذهب في المعاملات الفورية 1.1% إلى 2586.99 دولار للأونصة، كما صعدت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 0.5% إلى 2612.50 دولار.
وسجل الذهب ذروة قياسية عند 2599.92 دولار أمس الأربعاء بعد أن خفض الفدرالي الأميركي أسعار الفائدة بواقع 50 نقطة أساس إلى ما بين 4.75% و5%، في خطوة اتفقت مع توقعات المتعاملين قبل صدور القرار.
ويتوقع صناع السياسة في البنك المركزي الأميركي أيضاً خفض أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية أخرى بحلول نهاية العام، وبمقدار نقطة مئوية كاملة العام المقبل، ونصف نقطة مئوية في عام 2026.
ويميل المعدن الأصفر الذي لا يدر عائدا إلى أن يصبح استثماراً مفضلاً في ظل أسعار الفائدة المنخفضة وأثناء الاضطرابات الجيوسياسية.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 3.3% إلى 31.06 دولار للأونصة بعدما وصلت في الجلسة
وزاد البلاتين 2.4% إلى 991.95 دولار. وربح البلاديوم 3% ليصل إلى 1094.11 دولار.
الفيدرالي الأمريكي يخفض الفائدة 50 نقطة أساس
قرر الاحتياطي الفيدرالي بدء دورة تيسير سياسته النقدية فعلياً عبر خفض أسعار الفائدة من أعلى مستوى في 22 عاماً بواقع 50 نقطة أساس، ما يُعد الخفض الأول لسعر فائدة التمويل لدى البنك المركزي الأميركي منذ فترة الجائحة عام 2002.
وصوتت اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في نهاية اجتماعها يوم الأربعاء على خفض أسعار الفائدة إلى نطاق 5% و4.75%، في إطار سعي البنك المركزي الأميركي لتفادي تأثر النمو الاقتصادي بأجرأ دورة تشديد نقدي منذ عقود، ولتجنب المزيد من التدهور في ظروف سوق العمل.
أسباب تخفيض الفيدرالي الأمريكي للفائدة
و”اكتسبت اللجنة ثقة أكبر في أن التضخم يتحرك بشكل مستدام نحو 2%، وترى أن المخاطر التي تهدد تحقيق أهداف تشغيل العمالة والتضخم متوازنة تقريبا”، وفق ما ورد بقرار الاحتياطي الفيدرالي، وأضاف البيان “استمر النشاط الاقتصادي في التوسع بوتيرة قوية. وتباطأت مكاسب الوظائف، وارتفع معدل البطالة لكنه ظل منخفضا”.
وتوقع الاقتصاديون إلى حد كبير أن تخفض اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية، ولكن الأسواق تطمح لتحرك بمقدار نصف نقطة مئوية، إذ ارتفعت احتمالات خفض الفائدة 50 نقطة أساس من 4% في بداية الشهر الحالي إلى أكثر من 55% أمس، وفق عقود المقايضة المرتبطة بقرارات البنك المركزي الأميركي.
وقالت محللة بمجموعة “غولدمان ساكس” إن المخاطر السلبية التي تواجه الدولار الأميركي بسبب خفض أسعار الفائدة المتوقع من قبل الاحتياطي الفيدرالي محدودة
قرار الاحتياطي الفيدرالي اليوم يأتي بعد الإبقاء على أسعار الفائدة عند أعلى مستوى في 22 عاماً لأكثر من عام، انتظاراً لحصول مسؤولي السياسة النقدية على “ثقة مطلقة” بأن التضخم ينخفض نحو الهدف البالغ 2%.
في أغسطس الماضي، ارتفع التضخم الأساسي في الولايات المتحدة بشكل مفاجئ بنسبة 0.3% من يوليو، وهي أعلى نسبة في أربعة أشهر، وبلغ 3.2% على أساس سنوي، فيما ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين العام خلال نفس 0.2% من الشهر السابق، و2.5% على أساس سنوي.
رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول قال في نهاية أغسطس إن الوقت حان لتعديل السياسة النقدية، وأوضح حينها: “لا نسعى إلى أو نرحب بمزيد من التباطؤ في ظروف سوق العمل”.