أثار انفجار آلاف أجهزة البيجر وأجهزة الراديو في حوادث منفصلة بـ لبنان، مخاوف بشأن استيراد التكنولوجيا والتحكم بها عن بعد واستغلالها كـ”قنابل موقوتة” لتصفية أفراد مستهدفين.
وشهد لبنان تفجيرات متفرقة الأسبوع الماضى، ما أدى إلى إصابة الآلاف ومقتل العشرات، ولا تزال التفاصيل حول كيفية تنفيذ العملية غامضة، إلا أن الشكوك تحوم حول اختراق إسرائيلى لتلك الأجهزة فى إطار الحرب القائمة بين الاحتلال وتنظيم حزب الله اللبناني منذ ما يقرب من عام.
وتشير احتمالات كيفية التفجير إلى أن الأجهزة تم تفخيخها قبل دخولها إلى لبنان، أو استخدام هجوم سيبراني اخترق الأجهزة عن بُعد، إذ تقول وكالة أسوشيتد برس الأمريكية إن كميات صغيرة من المتفجرات تم زرعها في الأجهزة في مرحلة ما من عملية التصنيع أو الشحن، ثم تم تفجيرها عن بعد، غير أن الاحتمال الأخير وجه الأنظار إلى أزمة جديدة قد تواجهها الدول المستوردة للتكنولوجيا.
السيارات الكهربائية هدف محتمل
بدوره، حذر العميد سمير راغب، الخبير الاستراتيجي، من كارثة مثل تفجير الـ Pager قد تتكرر ولكن بنطاق أوسع، باستخدام بطاريات السيارات الكهربائية.
ويقول العميد سمير راغب، فى منشور عبر حسابه على موقع “فيسبوك”: “إن ما حدث في تفجير أجهزة الـ Pager يمكن تكراره في السيارات الكهربائية الذكية، مع توفر بطارية كبيرة الحجم تقريبا 6000 ضعف وزن بطارية الـ pager”.
هل يمكن بالفعل تفجير البطاريات عن بُعد؟
يقول الدكتور عادل عبد المنعم، الخبير الدولي في الأمن السيبراني، إن بطاريات الهواتف المحمولة تحتوي على نظام إدارة الطاقة، والذي يتحكم في أداء البطارية ونسبة الشحن.
وأضاف “عبد المنعم”، حسب مقطع فيديو نشره مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء، أن هذا النظام عبارة عن شريحة يمكن اختراقها، والتسبب في إحداث عطل أو خلل فيها وربما “قفلة” ما يؤدي إلى انفجار البطارية.
تقويض التحول للطاقة النظيفة
احتمال تفجير بطاريات الـ pager بعدد كبير عن بُعد بوقت متزامن لو ثبت فإنه يعلن الدخول في مرحلة جديدة من استخدام الطاقة النظيفة، إذ إن كل السيارات الكهربائية اليوم أصبحت هدفاً محتملاً، أو لربما أثر على اتجاه الشركات والأفراد نحو إنتاجها أو استخدامها.
ويعتبر التحول نحو استخدام السيارات الكهربائية اتجاها عالميًا، في إطار خطط الاستدامة لاستهلاك طاقة نظيفة بدلًا من الوقود الأحفورى، إذ إن الهدف السابع من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة يتعلق بضمان الوصول إلى الطاقة النظيفة وبأسعار معقولة.
وبذلك يصبح إنتاج السيارات الكهربائية ضمن أهم الجهود المبذولة لمكافحة تغير المناخ، كما أن التقدم السريع لسوق السيارات الكهربائية، يضعها حلا واعدا لـ تقليل البصمة الكربونية للبلاد.