شهدت أسعار المحاصيل الزراعية حالة من الارتفاع الكبير خلال الفترة الأخيرة وعلى رأسها «الطماطم» التى ارتفعت بنسبة 400% خلال أسبوع واحد فقط ليصل سعر الكيلو لـ45 جنيهًا بالأسواق.
وأرجع المهندس محمود عطا وكيل وزارة الزراعة للمحاصيل الزراعية، أسباب ارتفاع أسعار الطماطم فى الأسواق إلى “فاصل العروات” وتعدد الوسطاء فى السلعة الواحده، مؤكدًا أنها ترتفع كل عام خلال هذه الفترة بداية من شهر سبتمبر إلى منتصف أكتوبر.
وأشار إلى أن هناك حالة جشع لدى بعض التجار تظهر تحديدًا بنهاية عروة الزراعة، وهو ما أدى الى زيادتها بنسبة 400 % وهذا أمر غير مقبول ونتعاون مع كافة الجهات المعنية لضبط الأسواق فيما يتعلق بالمحاصيل الزراعية، مضيفًا أن تأثير التغيرات المناخية على انتاجية الخضراوات ومنها الطماطم طفيف لا يتجاوز الـ 10%.
وأضاف خلال تصريحاته أن المزارع الكبرى والمزارعين الذين استجابوا للإرشاد الزراعي لم يتعرض انتاجهم لأي مشكلات أو نقص بسبب الاعتماد على الوسائل العلمية الحديثة، منوها بأن وزارة الزراعة تتعاون مع وزارة التموين، وكل الجهات المعنية لضبط الأسواق فيما يخص المحاصيل الزراعية.
وتابع: مصر لا يوجد بها أزمة إنتاج زراعي بل بالعكس لديها اكتفاء ذاتي من محاصيل الخضر والفاكهة وصدرت 6.4 مليون طن منتجات زراعية طازجة هذا العام.
وتشير التقارير إلى أن إجمالى إنتاج مصر يصل إلى ما يقرب من 8 ملايين طن، وتحتل المركز الخامس عالميًا فى إنتاج الطماطم، ونصدر نحو 3% من الإنتاج بكميات تصل إلى 140 ألف طن كل عام، والعروة الصيفية المبكرة هى أعلى العروات التى تحظى بإنتاجية كبيرة للمعروض من الطماطم التى تزرع خلال شهور “فبراير ومارس وأبريل”، وأقل العروات هى العروة الصيفية المتأخرة والتى تزرع خلال الأشهر الصيفية شديدة الحرارة.
فدان الطماطم يكلف الفلاح نحو 100 ألف جنيه
وقال حسين عبدالرحمن أبوصدام، نقيب عام الفلاحين، إن فدان الطماطم يكلف الفلاح نحو 100 ألف جنيه لينتج في المتوسط نحو 20 طنا، مشيرا إلى أن ذلك يعني أن كيلو الطماطم في الظروف الحالية يكلف الفلاح 5 جنيهات.
وأضاف أبوصدام، أن «مصر تزرع الطماطم طوال العام في ثلاث عروات أساسية يتخللها الكثير من العروات المتداخلة وتحتل مصر المركز السادس عالميا إنتاجا للطماطم وتتربع على المركز الأول عربيا وأفريقيا بإنتاج كميات تزيد عن 6 ملايين طن كل عام نتيجة زراعة نحو 500 ألف فدان طماطم نصدر منها كميات تقدر بـ3% من الإنتاج ويذهب أغلب الإنتاج للسوق المحلية».
وأشار نقيب عام الفلاحين إلى أن العروة الصيفية والتي تزرع من شهر فبراير وحتي شهر مايو تمثل 50% حيث تصل مساحات الطماطم بها لـ250 ألف فدان تقريبا وإنتاج هذه العروة يبدأ من يونيو وحتى شهر أغسطس، وقد تقلصت مساحتها هذا الموسم لأقل من 200 ألف فدان، نظرا لارتفاع تكلفة الزراعة وخسارة الفلاحين في المواسم السابقة، بالإضافة إلى قلة الإنتاج لأقل من 15 طنا للفدان بسبب ارتفاع درجات الحرارة التي أدت لتساقط الأزهار وضعف نمو النباتات والتفاف الأوراق وزيادة الإصابة بالأمراض النباتية، خاصة مع قلة التسميد والرش بسبب ارتفاع أسعار الأسمدة والمبيدات، مما تسبب في قلة الإنتاج وارتفاع الأسعار ووصول كيلو الطماطم العادية في بعض المناطق لـ50 جنيها والعضوية لـ80 جنيها والشيري لـ200 جنيه.
زيادة مساحات زراعة الطماطم
وأكد أن الوقت الراهن نستهلك ما تبقي من العروة الصيفية وبشاير العروة المحيرة، والتي تمثل 10 % فقط من زراعات الطماطم، وأننا نزرع حاليا العروة الشتوية والتي بدأ زراعتها من أواخر أغسطس وتمثل نحو 40% من مساحات الطماطم في مصر ويكون إنتاجها من شهر ديسمبر وحتي شهر مارس، متوقعا أن تبدأ أسعار الطماطم في الانخفاض ابتداءً من شهر نوفمبر مع بداية طرح بشاير العروة الشتوية التي يتوقع زيادة مساحات زراعة الطماطم بها بعد الارتفاع الكبير في أسعار الطماطم حاليا.
وتابع أبوصدام حديثه قائلا إن زراعة فدان طماطم يستهلك نحو 7 آلاف شتلة بنحو 23 ألف جنيه، كما يستهلك ترقيعا بنحو 3 آلاف شتلة أخرى ومع وصول سعر شيكارة الأسمدة الكيماوية زنة 50 كيلو بالسوق الحرة لـ1000 وارتفاع أسعار المبيدات وأجرة الآلات والمعدات الزراعية والسولار والكهرباء وإيجار الأرض فإن انخفاض أسعار كيلو الطماطم في أسواق التجزئة عن 10 جنيهات يتسبب في خسائر كبيرة للفلاحين.