كتب شيرين نوار
يعتبر مشروع الربط الكهربائي بين مصر وإيطاليا من أهم المشروعات التى تبنتها الحكومة في إطار التحول نحو الطاقة النظيفة والاقتصاد الأخضر، خاصة أن الاستثمارات الإيطالية في مصر في قطاع الطاقة تمثل محوراً رئيسيا، وتعتبر شركة إينى الإيطالية اللاعب الأساسي في سوق الطاقة المصرية من خلال ما تنفذه من أنشطة متعددة وفقاً لأعلى المعايير العالمية في مجالات البحث والاستكشاف والتنمية والإنتاج؛ بهدف تحقيق الاستغلال الأمثل لموارد مصر من قطاع الطاقة وتعزيز النجاحات الكبيرة التي تحققت في هذا الصدد خلال السنوات القليلة الماضية.
وقال الدكتور أحمد مهينة، وكيل أول وزارة الكهرباء ورئيس قطاع التخطيط الاستراتيجي، إن مشروع الربط الكهربائى بين مصر وإيطاليا أحد أهم المشروعات القومية التي تنفذها وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة بالتعاون مع الجانب الإيطالي لدعم وتعزيز فرص التعاون والشراكة وجذب مزيد من الاستثمارات فى مختلف مجالات الكهرباء، مشيرا إلى أن المشروع لا يقتصر على إيطاليا فقط فهناك مشروع الربط الكهربائي المصري السعودي الذي من المتوقع أن يدخل حيز التطبيق العملي في منتصف العام المقبل.
وتابع مهينة ان مشروع الربط الكهربائى بين مصر والسعودية يعتمد على توريد جزء كبير من المهمات التى يحتاج إليها المشروع يتم استيرادها من إيطاليا وهو ما يعزز العلاقات بين البلدين، لافتا إلى أن الاستثمارات الايطالية في قطاع الطاقة في مصر تعد لاعبا رئيسيا بالسوق المصرية خاصة أنها أحد أهم الشركاء التجاريين لمصر ويتعاون البلدان بشكل وثيق في عدد من المجالات بما في ذلك قطاع الطاقة.
وأشار مهينة أيضا إلى أن مشروع الربط الكهربائى بين مصر وليبيا والاردن والسودان سوف يسهم في حل ازمة الكهرباء في مصر ويجعلها مركزا إقليميا لتصدير الطاقة إلى دول أفريقيا وأوروبا من خلال الربط الكهربائي بين مصر وقبرص .
واضاف وكيل أول وزارة الكهرباء أن العالم يشهد تحولا كبيرا في الطاقة نظرا للعديد من التغيرات العالمية والتي تحتاج إلى تغيير في شكل إنتاج واستهلاك الكهرباء لعدة عوامل منها تغير المناخ وزيادة الطلب على الطاقة والتقدم التكنولوجي ومن خلال التعاون بين الحكومات والشركات والقطاع الخاص يمكن تحقيق تحول ناجح في الطاقة وبناء مستقبل أكثر استدامة للجميع.
وأكد مهينة على أهمية الطاقة المتجددة ودورها في تنويع مصادر الطاقة وتحقيق التنمية المستدامة حيث أنشئت هيئة تنمية واستخدام الطاقة الجديدة والمتجددة لتعظيم الاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة من خلال القيام بحصر وتقييم لمصادر الطاقة الجديدة والمتجددة وإجراء الدراسات والبحوث الفنية والاقتصادية والبيئية اللازمة لتنمية استخداماتها.
واستعرض مهينة استراتيجية الطاقة فى مصر حتى عام 2030 والتي تتضمن تعظيم مشاركة قدرات الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة من خلال تعجيل المدى الزمني لتحقيق هدف الوصول بمساهمة توليد الكهرباء لتصل إلى 42٪ من مزيج التوليد بحلول عام 2030 بدلا من 2035 بالإضافة إلي تعظيم إجراءات كفاءة الطاقة بهدف ترشيد الاستهلاك في كافة القطاعات بنسبة 18%.
واوضح الدكتور حسن بخيت، خبير الطاقة، أن شركة إينى الايطالية من اهم وأكبر الشركات التي تقوم بضخ استثمارات كبيرة فى قطاع الطاقة حيث تتجاوز استثماراتها الـ 7 مليارات دولار خلال 4 سنوات مشيداً بمشروع الربط الكهربائي بين مصر وايطاليا والذي سيكون له مردود إيجابي في قطاع الطاقة في مصر في إطار التحول نحو الطاقة النظيفة وتقليل الاعتماد على الوقود الاحفورى التقليدى في محطات توليد الكهرباء واستخدام بدائل نظيفة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح علاوة على مشروع إنتاج الهيدروجين الاخضر ومحطة الضبعة النووية التى من المتوقع ان تدخل الخدمة فى 2028 وتستخدم أيضا في توليد كهرباء دون أي أضرار بيئية ضارة كالانبعاثات الكربونية الضارة .
واشار بخيت إلى تحول مصر إلى الطاقة النظيفة استنادا إلى برنامج نوفي الذي يستهدف إيقاف وتكهين وحدات التوليد الحرارية ذات الكفاءة المنخفضة بقدرة اجمالية 5 جيجاوات واستبدالها بمحطات طاقة متجددة بقدرة 10 جيجاوات بتكلفة لستثمارية حوالي 10 مليارات دولار يتم تنفيذها من خلال القطاع الخاص فضلا عن الأستثمارات اللازمة لتعزيز شبكة نقل الكهرباء
واشاد بخيت بمشاركة مصر بفاعلية كبيرة في جميع مشاريع الربط الكهربائي الإقليمي مثل الربط القائم حاليا مع دول المشرق العربي من خلال الأردن والربط مع دول المغرب العربي من خلال ليبيا والربط مع السودان والربط الجاري تنفيذه مع السعودية بقدرة 3000 ميجاوات ومن خلاله سيتم ربط مصر بدول الخليج وآسيا لافتا ان مصر تولى أهمية كبرى للربط مع أوروبا وفى هذا الإطار جارى العمل على عدد من المحاور مثل الربط مع اليونان لتصدير 3000 ميجاوات من الطاقة المتجددة بالإضافة للربط مع إيطاليا نظرا لما تتمتع به الشبكة الإيطالية من قدرة على استقبال قدرات وبذلك سوف تصبح مصر جسرا للطاقة بين أفريقيا وأوروبا
وكان استقبل وزير الكهرباء والطاقة المتجددة خلال الاسبوع الماضى سفير إيطاليا بالقاهرة لبحث سبل دعم وتعزيز فرص التعاون والشراكة وتقديم الدعم اللازم من قبل حكومتي مصر وإيطاليا لمشروع الربط الكهربائي بين الدولتين وتعظيم الاستفادة من الطاقات وجذب مزيد من الاستثمارات في مختلف مجالات الكهرباء
ورحب الدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء بالسفير الإيطالي لدى القاهرة، مشيدا بالعلاقات والتعاون والشراكة بين البلدين في المجالات الاقتصادية، مستعرضا فرص دعم وتعزيز التعاون بين وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة وشركاتها وهيأتها التابعة وبين إيطاليا، لاسيما في مجال المهمات الكهربائية وخاصة التى تتعلق بخط الربط الكهربائي المصري السعودي وتم بحث آلية توفير الدعم الحكومي من جانب الدولتين للإسراع فى مجريات تنفيذ مشروع الربط الكهربائي بين مصر وإيطاليا وإمكانية مشاركة الشركات الإيطالية في مشروعات القطاع في إطار التعاون بين البلدين في مختلف مجالات الكهرباء وخاصة الطاقة المتجددة وتعظيم الاستفادة من الطاقات النظيفة في إطار تنفيذ مشروع الربط بين الشبكة الكهربائية في البلدين.
وأشار عصمت إلى أن قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة يواصل العمل لتطوير وتحديث الشبكة الموحدة في إطار خطة عامة للوصول لأفضل تكنولوجيا بأقل الأسعار ، وكذلك مواصلة تقديم التيسيرات والتسهيلات الممكنة لتمويل مشروعات الكهرباء النظيفة منخفضة الكربون وهناك حرص على تعزيز وتبادل الخبرات مع الدول المتقدمة في هذا المجال.