تُعتبر التغيرات المناخية من أكبر التحديات التي تواجه القطاع الزراعي في جميع أنحاء العالم، حيث تؤثر بشكل مباشر على إنتاجية المحاصيل الزراعية، وخاصة الفاكهة، هذه التأثيرات تتراوح بين تغير درجات الحرارة، وزيادة فترات الجفاف، وهطول الأمطار غير المنتظم، مما ينعكس سلبًا على جودة وكمية المحاصيل.
أشار المهندس مصطفى حسام، استشاري الفاكهة المتساقطة، إلى أن التغيرات المناخية أثرت بشكل كبير على أشجار الفاكهة، مؤكداً أن عند استمرار هذه التغيرات على هذا النحو، فإنه من الضروري أن تعمل مراكز البحوث الزراعية بشكل سريع على استنباط أصناف جديدة تتحمل هذه الظروف.
وأضاف في تصريح خاص لموقع «عالم المال» أن درجات الحرارة العالية تؤثر سلبًا على الطماطم، حيث تتسبب في موت أجزاء الزهرة وتمنعها من الانعقاد، كما أن العنب يتأثر أيضًا بالحرارة وتمنعه من التلوين، مما يستدعي استيراد أصناف من الدول الأفريقية التي تتميز بارتفاع درجات الحرارة، موضحًا أن فصل الشتاء الحالي سيكون صعبًا مع حدوث صقيع شديد، لذا يجب أن تكون هناك أصناف قادرة على تحمل درجات البرودة العالية.
تراجع صادرات العنب
وأكد أن موسم 2024 تسبب فى اجهاضات كانت سبب في خسائر كبيرة للمحصول، مما أدى إلى تراجع صادرات العنب، مؤكدًا أنه كان من المفترض التحرك منذ عامين لاستنباط أصناف جديدة تتكيف مع التغيرات المناخية، كما أن موجات الحرارة المتتالية من مايو إلى سبتمبر كان لها تأثير كبير على المانجو، حيث نضجت جميع الأصناف في وقت واحد، مما أدى إلى انخفاض أسعارها بشكل حاد، مما تسبب في خسائر فادحة للمزارعين.
وأوضح أن موجات الحرارة التي شهدتها البلاد خلال السنوات الثلاث الماضية أدت إلى ظهور حشرات في غير مواعيدها، حيث كلما ارتفعت درجة الحرارة، زادت نسبة تكاثر الحشرات، مما يؤدي إلى خسائر كبيرة في المحصول وزيادة التكاليف الناتجة عن مكافحة هذه الحشرات، كما أن ارتفاع درجات الحرارة أدى إلى جفاف الأرض بشكل سريع، مما يقلل من سعة المياه تحت المحصول، وبالتالي يزيد من عدد ساعات الري، مما يزيد من استهلاك الكهرباء والديزل، هذا الأمر يرفع من نفقات الإنتاج، خاصة مع ارتفاع أسعار الكهرباء والسولار خلال السنوات الثلاث الماضية، حيث زادت تكلفة فدان الري إلى ثلاثة أضعاف، مما يمثل عائقًا أمام المزارعين، وفي النهاية، لا يشعر المزارع بهامش الربح النهائي نتيجة لارتفاع تكلفة الإنتاج.
مواعيد الزراعة والرش لمكافحة الآفات
ولفت إلى أن التغيرات المناخية هي واقع يجب التعايش معه، ويتعين على المزارع متابعة الأرصاد الجوية لمعرفة مواعيد الزراعة والرش لمكافحة الآفات، مضيفًا أن هذه التغيرات ستستمر لمدة خمس سنوات، وإذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح، فقد تختفي بعض الأصناف نهائيًا من الأسواق، تحديدا ” الرمان” وأيضا الطماطم لذلك ارتفعت أسعارها خلال عروات الصيف، بالإضافة إلى الخيار داخل الصوب مع زيادة الازهار المذكرة على حساب الأزهار المؤنثة.
وفى الختام أوضح أن الحرارة الشديدة أثرت أيضًا على الحجم حيث أغلب الفاكهة كان حجمها قليل جدا نظرا لقلة تحويل النباتات للكربوهيدرات، لأن النبات في حاجه إجهاد مستمر، لذلك، من الضروري تغيير المنظومة بالكامل مع تطويرها.