سيجمع مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب29) عشرات الآلاف من المشاركين من مختلف أنحاء العالم في باكو، عاصمة أذربيجان، غدا الاثنين ، على أن يستمر حتى 22 نوفمبر 2024. ورغم أن المؤتمر يتبنى سنويًا مجموعة من الوعود والخطط والوثائق التي قد تكون معقدة، فإنه يعد منصة رئيسية لمناقشة القضايا المناخية العالمية.
يُعقد المؤتمر سنويًا نظرًا لأن تغير المناخ يؤثر على جميع البلدان، بغض النظر عن مساهمتها في المشكلة، فإنه يتطلب حلولًا عالمية تأخذ في اعتبارها احتياجات الدول المختلفة.
عندما تم توقيع اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في 1992، كان الهدف تمييز الدول الغنية التي تسهم بشكل كبير في ظاهرة الاحتباس الحراري عن الدول الفقيرة التي تتأثر بها بشكل غير متناسب. المحادثات تركز على ضرورة أن تتحمل البلدان المتقدمة، التي استفادت من التصنيع، الجزء الأكبر من المسؤولية في معالجة التغير المناخي.
يُعتبر المؤتمر منصة دولية مهمة لمناقشة السياسات المناخية، وخطط التمويل، والاحتياجات المالية لدعم التغير المناخي. كما يشارك في المؤتمر قادة العالم، مما يعكس التزامهم بأهداف اتفاقية الأمم المتحدة.
وبحضورهم، يتم تحميل الدول المسؤولية عن الوعود التي قدمتها في المؤتمرات السابقة. ورغم أن المؤتمر السنوي هو الفعالية الأبرز، إلا أن المفاوضات حول العمل المناخي تستمر طوال العام، حيث يتم تعزيز المقترحات قبل موافقة الجميع عليها في المؤتمر.
تهدف المؤتمرات إلى تعزيز العمل المناخي مقارنة بالسنوات السابقة، لكن مع مرور الوقت، تبقى وتيرة التقدم بطيئة جدًا، ما يهدد بارتفاع درجات الحرارة بشكل حاد. رغم تقديم مساعدات مالية ضخمة للدول النامية، واستمرار محاسبة البلدان على انبعاثاتها، لا تزال الانبعاثات ودرجات الحرارة في ارتفاع مستمر منذ أول مؤتمر كوب في 1995.
ومع ذلك، يرى المدافعون عن الاتفاقية أن التفاوض على تغييرات اقتصادية واجتماعية كبيرة هو الطريق الوحيد للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري.
تسعى قمة هذا العام إلى التوصل إلى اتفاقات مهمة، مثل تحديد هدف سنوي جديد لتمويل المناخ، وتفعيل أسواق ائتمان الكربون متعددة الأطراف، بالإضافة إلى تقديم المزيد من المساعدات المالية للدول التي تعاني من آثار الكوارث المناخية.
كما سيتم استكمال المناقشات الفنية التي بدأت في القمم السابقة. خارج الإطار الرسمي، يمكن للدول والمجموعات إطلاق مبادرات جديدة أو التعهد بتمويل مشاريع خاصة بمكافحة تغير المناخ، بينما يتوقع أن تكشف الشركات عن صفقات تجارية متعلقة بالمناخ.
وتتولى أذربيجان رئاسة الدورة التاسعة والعشرين من المؤتمر هذا العام، بعد انتقال الرئاسة إلى أوروبا الشرقية والوسطى. وفي العام المقبل، ستستضيف البرازيل كوب30. باعتبارها الدولة المضيفة، تعمل أذربيجان طوال العام على توجيه المفاوضات السابقة للمؤتمر، وتهدف إلى دفع الحكومات نحو اتخاذ إجراءات مناخية طموحة، مما يمنحها دورًا كبيرًا في تحديد أولويات القمة.
بعيدًا عن المفاوضات الرسمية، يوفر المؤتمر منصة للعديد من الفعاليات على هامشه التي تتيح الفرصة للناشطين والعلماء، وكذلك جماعات الضغط الناشطة في مجال المناخ، للتفاعل مع كبار المسؤولين من القطاع المصرفي. كما يستضيف المؤتمر حلقات نقاش تفاعلية تغطي موضوعات متنوعة مثل تحمض المحيطات وتصميم مشروعات لتعويض انبعاثات الكربون.
في المنطقة الخضراء للمؤتمر، يتم تنظيم جلسات نقاش بقيادة وفود من دول ومنظمات ومؤسسات غير ربحية.