يمثل رجل الأعمال الأمريكي، إيلون ماسك، نموذجا للنجاح كما يجب أن يكون، وتمثل رحلته نحو لقب الملياردير قدوة يحتذي بها الكثير من الشباب حول العالم.
ومع تحقيقه لقب أغنى رجل في العالم، واقترابه من لقب أول تريليونير في التاريخ، استطاع ماسك أن يصل إلى السلطة أيضا، عقب إعلان الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، وقوع اختياره على إيلون ماسك ليكون وزير الكفاءة الحكومية في إدارة ترامب الجديدة، التي تتسلم مهامها رسما في البيت الأبيض، بحلول العشرين من يناير المقبل.
إيلون ماسك رحلة نحو الثروة عبر التكنولوجيا
بدأ إيلون ماسك مسيرته المهنية بتأسيس شركة X.com، في أواخر التسعينيات من القرن الماضي، التي أصبحت لاحقا PayPal، واحدة من أولى وأكبر منصات الدفع الإلكتروني، التي أحدثت ثورة في عالم المال عبر الإنترنت.
وفي 2002 باع ماسك PayPal إلى شركة eBay، مقابل 1.5 مليار دولار، وهو ما مكنه من تحقيق ثروته الأولى، والانطلاق نحو
مشروعات أكبر.
وبفضل رؤيته الطموحة أسس ماسك شركة SpaceX، في عام 2002 أيضا، بهدف تطوير صواريخ قابلة لإعادة الاستخدام، وهو ما أسهم في خفض تكاليف الرحلات الفضائية، وتوسيع فرص السفر للفضاء.
واستمر ماسك في طريق الابتكار عندما انضم عام 2004، إلى Tesla Motors، حيث ساعد في تحويل الشركة إلى عملاق في صناعة السيارات الكهربائية، رافعا بذلك ثروته التي تجاوزت 200 مليار دولار، ليصبح أحد أغنى الأشخاص في العالم.
التحول إلى السياسة ودعم ترامب
وفي انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024، لعب إيلون ماسك دورا بارزا في دعم الرئيس المنتخب دونالد ترامب، إذ استثمر أكثر من 100 مليون دولار في حملته الانتخابية، مما جعله أحد أقوى داعمي ترامب.
ومع فوز ترامب، أعلن تأسيس ما أطلق عليه: “وزارة الكفاءة الحكومية” (Department of Government Efficiency)، وهي وزارة جديدة تهدف إلى تقليل البيروقراطية وتقليص الإنفاق الحكومي غير الضروري. عين ماسك على رأس هذه الوزارة إلى جانب رجل الأعمال فيفيك راماسوامي، حيث يرى ترامب في ماسك حليفا قويا قادرا على إحداث تغيير جذري في آليات عمل الحكومة.
استراتيجية التغيير والشفافية
أعلن ماسك بعد تعيينه أنه سيسعى إلى تنفيذ سياسة شفافة، واعدا بنشر جميع البيانات المتعلقة بالميزانية والنفقات الحكومية على الإنترنت لتوفير معلومات مفتوحة للمواطنين.
كما صرح بأنه سيقوم بمراجعات شاملة للنفقات الحكومية للحد من الهدر المالي، وإعادة تخصيص الموارد بشكل أكثر كفاءة، مستندا إلى تجربته في إدارة منصة “إكس”، عندما أجرى تغييرات هيكلية في الموظفين والنفقات.
وتهدف سياسات الوزارة الجديدة إلى خفض الميزانية الفيدرالية البالغة 7 تريليونات دولار بمقدار 2 تريليون دولار، وهي خطوة يأمل ترامب وماسك أن تحسن مستوى المعيشة لجميع الأمريكيين عبر حكومة أكثر كفاءة.
الآراء المتباينة والمخاوف الاقتصادية
تسبب تعيين إيلون ماسك في ردود فعل متباينة، حيث يرى بعض المؤيدين أن خلفيته في إدارة الأعمال ستسهم في تحسين كفاءة العمل الحكومي، فيما يعرب الاقتصاديون عن مخاوفهم من أن التخفيضات قد تؤدي إلى تراجع البرامج الاجتماعية والخدمات العامة.
ويرى ترامب أن هذه الإصلاحات تعد مشروعا ضخما يوازي “مشروع مانهاتن” في الحرب العالمية الثانية، ويهدف إلى تقليص حجم الحكومة بشكل كبير بحلول يوليو 2026، تزامنا مع الذكرى الـ250 لاستقلال الولايات المتحدة، فيما يعتبرها “هدية مثالية” للأمة.