أكدت خبيرة الأسواق المالية، رانيا يعقوب، رئيسة شركة “ثري واي لتداول الأوراق المالية” أن الاقتصاد المصري يتأثر بشكل كبير بتغيرات السياسات النقدية العالمية واستثمارات الأفراد في السوق المحلية، مشيرةً إلى أن تدفقات الاستثمار المحلي والأجنبي تتأثر بشكل مباشر بقرارات الفائدة العالمية، خاصة مع ازدياد التحديات الاقتصادية العالمية.
وترى يعقوب أن المستثمرين يتطلعون للاستفادة من السياسات التي قد تفتح فرصًا للاقتصاديات الناشئة، مثل الاقتصاد المصري، في حال تحسن الأوضاع بالشرق الأوسط وعودة الاستقرار، كما تتوقع أن يسهم انفتاح الأسواق الصينية نحو أفريقيا وانتعاش مجموعة البريكس في توفير فرص جديدة لمصر.
وحول الشأن المحلي، ناقشت يعقوب، الاستراتيجية الاقتصادية لمصر في ظل الضغوط التضخمية وارتفاع الفائدة، لافتة إلى أنه رغم استقرار الاقتصاد المصري، إلا أن البلاد تتعرض لضغوط من الأحداث الجارية، مثل الأزمات في الشرق الأوسط، والتي تؤثر على الاستثمارات والنمو الاقتصادي، وفيما يتعلق بإجراءات البنك المركزي المصري، أوضحت يعقوب أن القرار الأخير بخفض الفائدة في الولايات المتحدة أدى إلى تخفيضات مماثلة في الدول الخليجية، مما يجعل توقعات السوق المصرية محل اهتمام، خاصة مع احتمالية اتخاذ خطوات مشابهة لتعزيز السيولة وتنشيط الاستثمار.
وأوضحت يعقوب، أن مصر تسعى جاهدة لجذب المستثمرين الأجانب رغم التحديات، إذ شهدنا استحواذ صناديق سيادية إماراتية على نسب كبيرة من بعض الشركات المصرية، وهو ما ترى أنه يعكس الثقة في مستقبل الاقتصاد المصري واستراتيجية هذه الصناديق للاستثمار طويل الأجل في مصر.
وأشارت يعقوب إلى أن التوجه نحو خصخصة بعض الشركات المصرية واستقطاب استثمارات أجنبية سيعزز من قوة الاقتصاد، مشددة على ضرورة إتاحة الفرصة للشركات الخاصة للتوسع والاستفادة من السوق المصرية.
وترى يعقوب أن البورصة المصرية تحتاج إلى دعم القطاع الخاص من خلال طرح شركات جديدة فيها، مما سيسهم في زيادة حجم التداول وجذب المزيد من السيولة، مشيرةً إلى أن الأفراد كان لهم دور مهم في صعود السوق خلال السنوات الماضية، مما يجعلهم ركيزة مهمة في دعم نشاط البورصة.
كما رحبت يعقوب بتوجه الحكومة المصرية نحو تعزيز التداول في أدوات الدين الحكومية، وهو ما سيزيد من الوعي بأهمية هذه الأدوات كمصدر استثماري للمصريين، خاصة في ظل جهل الكثير من المواطنين بوجود صناديق للاستثمار في أذون الخزانة عبر البنوك.
كما دعت يعقوب إلى ضرورة زيادة وعي الأفراد والشركات بأهمية البورصة ودورها كأداة تمويلية أساسية، وأشادت بالجهود الأخيرة للبورصة المصرية في التواصل مع الشركات والمستثمرين وزيادة حملات التوعية في المحافظات، معتبرةً أن هذه الجهود ستساعد على جذب سيولة جديدة وتحفيز السوق.