ارتفعت أسعار الذهب العالمية اليوم الخميس للجلسة الرابعة على التوالي، مدعومة بزيادة الإقبال على المعدن النفيس كملاذ آمن وسط تصاعد حدة الحرب الروسية الأوكرانية، مما أثار التصعيد الأخير مخاوف المستثمرين، بشأن تداعيات الصراع على الأسواق العالمية، مما دفعهم نحو الأصول الآمنة ، مع ترقب المستثمرون إشارات جديدة من الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن اتجاه أسعار الفائدة.
ارتفاع أسعار الذهب والمعادن النفيسة وسط تذبذبات اقتصادية عالمية
شهدت أسواق المعادن اليوم حركة ملحوظة، حيث سجلت أسعار الذهب ارتفاعاً ملحوظاً وسط حالة من الترقب للتطورات الاقتصادية العالمية، بلغ سعر الأوقية 2,671 دولاراً، بزيادة قدرها 19.70 نقطة أو ما يعادل 0.74%، كما ارتفعت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة، بنسبة 0.70% لتصل إلى 2,668 دولاراً للأوقية، هذا الارتفاع يعكس توجه المستثمرين نحو الذهب كملاذ آمن في ظل التقلبات الاقتصادية والمخاوف من التباطؤ الاقتصادي العالمي.
تباين في أداء المعادن النفيسة
لم يكن الذهب المعدن الوحيد الذي شهد ارتفاعاً، حيث حققت المعادن النفيسة الأخرى مكاسب متفاوتة، ارتفعت أسعار الفضة بنسبة 0.24%، ليصل سعر الأوقية إلى 31.078 دولار، يُعزى هذا التحسن إلى زيادة الطلب على المعادن الصناعية والنفيسة وسط حالة من عدم اليقين في الأسواق المالية.
أما معدن البلاتين، الذي يُستخدم بشكل رئيسي في صناعة السيارات للتحكم في الانبعاثات، فقد سجل تراجعاً بنسبة 0.42%، ليصل إلى 961.75 دولاراً للأوقية، وعلى نفس السياق، تراجع البلاديوم بنسبة 0.01%، ليبلغ 1,025 دولاراً للأوقية، مدعوماً بالطلب المتزايد من قطاع السيارات الذي يعتمد عليه في تصنيع المحولات الحفازة.
النحاس والنيكل والزنك: مؤشرات اقتصادية
شهدت أسعار النحاس، الذي يُعتبر مؤشراً رئيسياً على صحة الاقتصاد العالمي بفضل استخدامه الواسع في قطاعات البنية التحتية والصناعات المختلفة، تراجعًا طفيفًا بنسبة 0.90% خلال تعاملات اليوم. وسجل سعر الرطل 4.1180 دولار، مما يعكس تأثر السوق بعوامل متعددة، أبرزها التباطؤ الاقتصادي العالمي وتراجع الطلب الصناعي، ويأتي هذا التراجع وسط توقعات متباينة بشأن انتعاش الطلب العالمي وتأثيرات التضخم ورفع أسعار الفائدة، ما يترك الأسواق في حالة ترقب.
أما النيكل، المستخدم في صناعة الفولاذ المقاوم للصدأ وبطاريات السيارات الكهربائية، فقد ارتفع بنسبة 0.93%، ليصل إلى 16,026 دولاراً للأوقية، ويعكس هذا الأداء الإيجابي توقعات بزيادة الطلب على المعدن مع تزايد التحول نحو السيارات الكهربائية والطاقة النظيفة.
سجل الزنك تراجعًا ملحوظًا في الأسواق، حيث انخفض سعره إلى 2,976 دولارًا للطن، بتراجع قدره 5.00 نقاط، أو ما يعادل 0.17%، يأتي هذا الانخفاض وسط حالة من التذبذب في أسواق المعادن الأساسية نتيجة المخاوف المرتبطة بتباطؤ النمو الاقتصادي العالمي وارتفاع أسعار الفائدة، ويُستخدم الزنك على نطاق واسع في صناعات مثل البناء والسيارات، مما يجعله حساسًا للتغيرات في الطلب الصناعي. ويعكس هذا التراجع حالة الترقب السائدة في الأسواق مع استمرار تأثير العوامل الاقتصادية والجيوسياسية على حركة التجارة العالمية.